مع تزايد الطلب على السبائك والجنيهات .. ما مصير صناعة الذهب في مصر ؟

تزايد الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير كنوع من التحوط ضد التضخم والأزمات الاقتصادية، مما دفع أسعار الذهب تصل لمستويات قياسية، ولكن هل ذلك سيضع الصناعة المحلية في مأزق خاصة أن هذه الصناعة لا تتطلب أكثر من 5 عمال.

قال هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب، إن هناك تزايد بشكل كبير على شراء السبائك والجنيهات الذهبية، خلال الفترة الحالية، مما أدى إلى وصول أسعار الذهب لمستويات قياسية.

وأضاف أيضا ارتفاع حجم الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية مع موعد استحقاق شهادة الـ18%، حيث يعتبر الذهب وسيلة آمنة للادخار وملاذ آمن للاستثمار.

ونوه ميلاد إلى تراجع حجم مبيعات المشغولات الذهبية لنحو 90%، مقابل الاتجاه إلى شراء السبائك والجنيهات الذهبية خلال الفترة الحالية، مضيفا أن ارتفاع الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية مع نقص المعروض يؤثر على السوق المحلية.

وتابع أن ذلك تسبب في وصول أسعار الذهب لمستويات قياسية لم تشهدها مصر من قبل، وبالتالي على المدى البعيد سيؤثر على صناعة المشغولات الذهبية.

وقال ممدوح عبد الله، رئيس مجلس إدارة شركة «كيرمينا للذهب والمجوهرات»، إنه يوجد تراجع كبير في حجم إنتاج المشغولات الذهبية بنحو 70 إلى 80 % خلال الفترة الحالية.
وأرجع ذلك لارتفاع الطلب خلال الفترة الأخيرة على السبائك والجنيهات الذهبية، حيث اتجه المواطنون للإقبال على الشراء لحفظ قيمة أموالهم من مخاوف تآكل العملة، بجانب الاستفادة من ارتفاع الأسعار المتوقع.
وأوضح عبدالله أن تراجع إنتاج مصانع المشغولات الذهبية سيكون له بالفعل تداعيات كثيرة على صناعة الذهب والعاملين بالصناعة.
ولفت إلى أن تراجع الإنتاج سيؤدي إلى تحمل الشركات أعباء نفقات العمالة، حيث أنه من الصعب التخلي عن العمالة منعا لانتشار البطالة، خاصة أنها أزمة تمر علينا.
وأضاف أن الدولة يجب أن تتدخل لتسهيل استيراد خام الذهب من الخارج، مع إزالة العقبات أمام الشركات للتصدير، حيث يكمن الحل في التصدير من أجل التشغيل والإنتاج وعدم تسريح العمال.
وأشار عبدالله إلى أن التصدير يعوقه الكثير من المشاكل خاصة أن المنافسة شديدة مع الأسواق الخارجية خاصة تركيا، وبالتالي يتطلب التصدير وقت كبير وعقبات تحتاج للإزالة خلال الفترة المقبلة.
ونوه إلى أن شركة كيرمينا لم تتجه لعمل السبائك فهي ترفض الفكرة نهائيا، حيث أنها لم تكن صناعة، وبالتالي نسعى إلى عدم تسريح العمالة حيث نحاول أن تتجاوز الأزمة مصب باقي الأزمات التي شهدناها مؤخرًا وتخطي الأزمة.
وأضاف أن المنافسة قوية بين الشركات خاصة أن التجار أصبحوا مصنعين وبالتالي يوجد منافسة قوية، حيث أصبح بعض المصنعين يتنازلون عن المصنعية من أجل تشغيل العمالة، كما لم يشغلهم البحث عن أي أرباح.

ومن جانبه، قال جورج تادروس، رئيس مجلس إدارة شركة «أندريا وجورج للذهب والمجوهرات»، إن تزايد الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية سيضر بالصناعة المحلية.

وأوضح أن صنع السبائك والجنيهات الذهبية لا يتطلب أكثر من 5 عمال مهما كانت الكميات، مقابل تشغيل العديد من العمالة في حالة المشغولات الذهبية، وبالتالي تراجع الطلب على المشغولات سيضر بالصناعة.

ونوه تادروس إلى أنه حال استقرار أسعار الذهب لفترة سيؤدي إلى هدوء الأسعار واستقرار السوق، وقد يدفع لتراجع الأسعار مجددا بعد وصولها لمستويات قياسية.