أعمده ومقالات مسرحيات رائعة فى ليالى القاهرة وكمان مجاناً بواسطة محمد ابو الغار 21 يونيو 2018 | 12:57 م كتب محمد ابو الغار 21 يونيو 2018 | 12:57 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 4 ارة جوياً وفى ظروف صعبة اقتصادياً، قضيت ليلتين فى التكييف فى سهرتين رائعتين مجانيتين للجميع. الأولى كانت فى المسرح القومى فى مسرحية شعرية من أعمال فنان مصر العظيم فؤاد حداد. وقام بالإعداد نجل فؤاد حداد الشاعر الكبير والجميل أمين حداد الذى أمتعنا بأشعاره ومشاركته مع أجيال متتابعة من عائلتى فؤاد حداد وصلاح جاهين فى تقديم الفن المعجون بحب مصر. المسرحية بعنوان حى على بلدنا إخراج الفنان أحمد إسماعيل صاحب التاريخ والخبرة فى إخراج أمسيتين شعريتين لفؤاد حداد منذ أكثر من ثلاثين عاماً. فؤاد حداد شاعر العامية العظيم الذى أثر فى أجيال من الشعراء والتلاميذ وأمتع وأبدع وحرك مشاعر الوطنية والإنسانية والعدالة والحب عند ملايين المصريين. أغانى فؤاد حداد كانت من تلحين سيد مكاوى وإبراهيم رجب وعبدالعظيم عويضة ووجيه عزيز ومحمد عزت، وأشرف فنياً على الملابس الفنان القدير ناجى شاكر الأب الحقيقى لمسرح العرائس الحديث. وصاحب الأغانى فرقة موسيقية جميلة بقيادة صابر عبدالستار، وكان النظام فى المسرح كالعادة متميزاً بقيادة مديره يوسف إسماعيل. كانت هناك مجموعة متميزة من الممثلين منهم أشرف عبد الغفور ومفيد عاشور ورحاب رسمى والفنان القدير عهدى صادق ونجمى الغناء محمد عزت ونهال خالد ومجموعة لطيفة من الأطفال. الليلة كلها كانت رائعة، أشعار حداد تحلق فى السماء تشجينا وتشجعنا وفى نفس الوقت تطربنا وتفرحنا كأطفال صغار. من غير المعقول أو المنطقى أن يقضى فنان بهذه العظمة وهذا الحب للوطن سنوات من عمره فى زنزانة ضيقة لسبب واحد فقط وهو أنه فنان ومفكر ويحب الوطن! خرجت هذه الليلة وكلى شجن وقلت أليس ذلك أيضاً من حق البسطاء والشباب؟ فى الستينيات التى سجن فيها فؤاد حداد وضيقت على الحريات فتحت الدولة آفاقاً للشعب ليسعد ويغنى ويشاهد مسرحاً رائعاً. حفظ الشعب الليلة الكبيرة للطفل المعجزة صلاح جاهين وألحان سيد مكاوى وشاهد فرافير يوسف إدريس وكنت أشترك بمبلغ 2 جنيه فى العام فى مسرح الطليعة لأشاهد كل المسرحيات طوال العام. هل يمكن فى هذه الظروف الصعبة أن تمنح الدولة بعض السعادة بجرعة فن مجانية للمصريين؟ فى الليلة التالية ذهبت لمشاهدة مسرحية (قيامة قامت) من فصل واحد تقدمها فرقة الورشة ومعظمها من الهواة المبدعين الرائعين ويصحبهم موسيقى حية من فنانين صادقين. المسرحية عن والى ظالم فى القرن الثامن عشر أطلق شائعة عن ميعاد يوم القيامة وهى مصحوبة بأغان عظيمة من تلحين زكريا أحمد. المسرح صغير وجميل داخل شقة كبيرة فى عمارة قديمة فى وسط البلد، الديكور بسيط ولكنه يوفى بالغرض. وكتب النص شادى عاطف وأبدع فى دور الحكاء محمد إسماعيل (ميدو) وقام بالتمثيل والغناء بتفوق باسم وديع وداليا الجندى وعبير على والزهراء محمد وياسمين أسامة ومحمد جمال وبهاء طلبة وحازم الصواف ومصطفى زاهر ومحمد شعراوى ومحمد ربيع والفرقة الموسيقية الرائعة ماجد سليمان وجمال مسعد ورأفت فرحات وأحمد ممتاز ومصطفى زاهد. هذه الفرقة عمرها أكثر من ثلاثين عاماً وقدمت عروضا ناجحة فى البلاد العربية وفى أوروبا، وقدمت الممثلة العظيمة عبلة كامل وغيرها وقدمت أعمالا عالمية ممصرة ورصاصة فى القلب لتوفيق الحكيم وأيام العز لبديع خيرى وداود حسنى. أسس هذه الفرقة الفنان والمخرج المتميز حسن الجريتلى الذى يبذل جهداً كبيراً فى الحفاظ على هذا الفن الجميل فى ظروف اقتصادية صعبة وضعف تمويل وضغوط بقوانين غريبة تمنعهم من تقاضى أية مبالغ ولو بسيطة فى العروض التى تقدم على مسرحهم. الفرق الصغيرة تحتاج إلى مساندة الدولة ورجال الأعمال لينشروا فنهم ويبهجوا الشعب حتى يخرج من حالة الاكتئاب والقلق وليس محاربتهم وإغلاق مسارحهم والتدخل غير المهنى فى أعمالهم الفنية والتفتيش فى عقولهم وأفكارهم. مصر بلد جميلة فيها تاريخ كبيرة من الفن وتراكم قيم ثقافية عظيمة موجودة فى أبسط البسطاء دعونا نسعد الناس ونجعلهم يغنون ويرقصون وكفاية اللى فيهم مكفيهم. قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/r8ic