كيف يؤثر نقص إمداد الغاز على أداء الشركات البتروكيماويات المدرجة في البورصة المصرية؟

يشهد العالم مؤخراً أزمة نقص في إمدادات الغاز الطبيعي خلال الفترة الماضية، الأمر الذي انعكس بشكل كبير على العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية عالميًا ومحليًا. من بين هذه القطاعات يأتي قطاع البتروكيماويات وشركات الأسمدة، حيث يعتبر الغاز الطبيعي عنصراً أساسياً في عمليات الإنتاج.

ولم تكن البورصة المصرية بمنأى عن تأثيرات هذه الأزمة، إذ تأثرت أسهم الشركات المدرجة في هذا القطاع بشكل ملحوظ خلال تعاملات جلسة الأربعاء، بعدما تداول أخبار عن أخطار مصانع الأسمدة في تقليص إمداد الغاز في ضوء أعمال الصيانة الوقائية لجزء من شبكات تداول الغاز الإقليمية مع زيادة معدلات استهلاك الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، لم تكن هذه المرة الأولى، إذا قررت الحكومة المصرية نوفمبر 2023، خفض إمدادات بعض المصانع بالطاقة.

البورصة المصرية أخطرت شركات قطاع البتروكيماويات بمدى تأثرها بنقص إمداد الغاز الطبيعي، لتتوجه الشركات سريعًا بالرد على الأخطار وكشف مدي تأثرها على هذا الحدث الجوهري، إذ قررت كل من مصر لإنتاج الأسمدة -موبكو، وسيدي كرير للبتروكيماويات ، وسماد مصر، وأبوقير للأسمدة، والصناعات الكيماوية المصرية – كيما، إيقاف المصانع لحسن استقرار ضغوط الشبكة بشكل مؤقت.، بينما ذكرت “كيما”، أنه تم البدء في إجراءات الصيانة العاجلة للمصانع خلال فترة التوقف.

وفي ختام يوم الأربعاء تراجعت أسهم شركات الأسمدة بشكل ملحوظ، إذ تراجع سهم أبوقير للأسمدة نحو 4.51% بقيمة تعاملات تخطت 73 مليون جنيه،  ليواصل التراجع حتى بالختام بنسبة 4.89 بسعر 58.78 جنيه،  كذلك سهم موبكو منخفضًا 2.34% مسجلا تعاملات بقيمة 223 مليون جنيه، بسعر 41.3 جنيهًا.

فيما تراجع سهم سيدي كرير للبتروكيماويات سيدبك بنسبة 4.76% ليسجل تعاملات بقيمة 74.8 مليون جنيه، بسعر 28 جنيهًا.وتراجع سهم كيما بنسبة 3.47% بقيمة تعاملات 22 مليون جنيه مسجلا سعر 7.5 جنيهًا.

وعلقت حنان رمسيس عضو مجلس الحرية لتداول الأوراق المالية، أن أسهم شركات البتروكيماويات تأثرت بالسلب بداية من مستهل التعاملات والتي أدت لضغوط بيعيه مكثفة سيما من الأفراد.

وذكرت أن الضغوط البيعية من شأنها أن تؤثر على أسهم الشركات، سيما المتعاملين عن طريق الهامش في بعض أسهم الشركات.

وأضافت أن المؤسسات والصناديق الأجنبية كثفت من بيعها لتلك الأسهم قبل الإعلان عن نقص إمداد الغاز الطبيعي للشركات.

وتعتمد شركات الأسمدة بشكل كبير على الغاز الطبيعي، حيث يستخدم كعامل رئيسي في تصنيع الأمونيا، المادة الأساسية في إنتاج الأسمدة، حيث أن نقص الإمدادات يؤثر على قدرة هذه الشركات في توفير منتجاتها بالأسعار التنافسية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب.

وزارتا الكهرباء والبترول

وفي منتصف يوم الأربعاء أعلنت وزارتا الكهرباء والبترول الانتهاء من إجراء تخفيف الأحمال الكهربائية لساعة إضافية الذى اقتصر على يوم أمس فقط مثلما كان مقرراً له ، في ضوء أعمال الصيانة الوقائية لجزء من شبكات تداول الغاز الإقليمية مع زيادة معدلات استهلاك الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة عودة الأمور الى طبيعتها وفقا لنظام تخفيف الأحمال الذي كان ساريا من قبل حيث أن هذا الإجراء كان ضرورياً للحفاظ على الكفاءة التشغيلية للشبكة القومية لنقل الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية .

وفيما يتعلق بضخ الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة، أشارت إلى أنه اعتباراً من الغد سيجرى العودة التدريجية لإمدادت الغاز لها عقب ماتم أمس من اجراء مؤقت لتخفيض الإمدادات وتوجيه حصتها من الغاز الى محطات توليد الكهرباء فى ضوء أعمال الصيانة الوقائية للشبكات.

تأثير نقص إمدادات الغاز الطبيعي على قطاع البتروكيماويات

تعتبر البتروكيماويات من أهم الصناعات التي تعتمد بشكل رئيسي على الغاز الطبيعي كمادة خام. ومع استمرار نقص الإمدادات، تواجه شركات البتروكيماويات تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها من الغاز. هذا النقص يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتقليل القدرة على تلبية الطلبات المحلية والدولية، مما ينعكس سلباً على الإيرادات والأرباح.

تأثيرات طويلة المدى

على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي استمرار نقص إمدادات الغاز الطبيعي إلى تأثيرات هيكلية على قطاع البتروكيماويات وشركات الأسمدة. قد تلجأ الشركات إلى البحث عن بدائل للغاز الطبيعي، مما يتطلب استثمارات ضخمة في التكنولوجيا والبنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة المنافسة العالمية وارتفاع تكاليف الإنتاج يمكن أن يقلل من القدرة التنافسية للشركات المصرية في السوق الدولية.