تحليل: نشاط التمويلات يدعم البنوك فى لعب دور “المستشار المالى”

رغم أن الدور الأساسى للبنوك هو تمويل المشروعات والأفراد واستغلال أموال المودعين فى تحقيق عوائد وأرباح إلا أن الأنشطة المصرفية غير المالية الأخرى التى اتجهت إليها البنوك مؤخرًا مثل الاستشارات المالية تمثل موردًا مهمًا للبنوك لزيادة عوائدها وزيادة عدد الخدمات التى تقدمها للشركات .

نشاط الاستشارات المالية ليس جديدًا على البنوك حيث تعمل به منذ سنوات إلا أنه يشهد نشاطًا خلال الفترة الأخيرة مع ارتفاع حجم التمويلات المطلوبة فى السوق ونشاط سوق سندات التوريق للشركات، مما دفع البنوك لتعزيز دورها فى مجال الاستشارات المالية حتى لو لم تشارك فى التمويل .

وحاليًا يسعى البنك الأهلى المصرى بجانب بنك أبوظبى الوطنى مصر للعب دور المستشار المالى لشركة الشرق الأوسط لتكرير البترول “ميدور” لتوفير تمويل بقيمة مليار دولار لتطوير معمل التكرير الخاص بالشركة فى الإسكندرية، بجانب سعيه لاقتناص ترتيب التمويل، كما يتولي البنك التجاري الدولي دور المستشار المالي فى طرح سندات توريق بقيمة 87 مليون جنيه لصالح شركة “مارسيليا” للإستثمار العقارى.

ويعتبر قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة من أهم القطاعات التى تحتاج للاستشارات نظرًا لعدم توافر الخبرة المالية الكافية لدى أصحاب هذا النوع من المشروعات.

من جهته قال محمد بدرة، الخبير الاقتصادى وعضو مجلس إدارة بنك القاهرة، إن نشاط الاستشارات المالية ليس جديدًا على البنوك بل إنه جزء أساسى من أدوارالبنوك فى مصر إلا أنه يتوافر فى بعض البنوك نتيجة امتلاكها الخبرة الكافية وفى بنوك أخرى لا تتوافر لديها الخبرة الكافية للقيام بهذا الدور .

أوضح أن نشاط الاستشارات المالية يقوم بدور أساسى فى إتمام العمليات التمويلية التى تقوم بها البنوك فى السوق خصوصًا القروض الكبيرة التى يتم ترتيبها خلال الفترة الحالية، منوهًا إلى أن بعض البنوك تتولى دور المستشار المالى فى الصفقة التمويلية دون أن تشارك فى التمويل نظرًا لأهمية هذا الدور .

أكد على أهمية هذا النشاط فى زيادة خبرة البنوك وزيادة العوائد التى توفرها البنوك من الأنشطة الموازية لمنح التمويل، لافتًا إلى أن الأنشطة المصرفية المصاحبة للتمويلات مثل الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان وغيرها من الأنشطة توفر عوائد مرتفعة للبنوك بجانب العائد على منح التمويل .

لفت إلى أن البنوك الأجنبية فى مصر كانت فى فترات سابقة هى الأكثر تميزًا فى القيام بدور المستشار المالى نتيجة خبراتها المتراكمة والفرصة المتاحة لديها من الاستعانة بفروع مجموعتها العالمية للقيام بالدور، منوهًا إلى أن الفترة الحالية بدأت بعض البنوك المصرية فى القيام بهذا الدور وتميزت فيه ما مكنها من الاستغناء عن البنوك الأجنبية.

طالب البنوك المصرية الأخرى بتنمية نشاطها فى مجال الاستشارات المالية لزيادة قدرتها على توفير العائد من هذا النشاط، وزيادة مساهمتها فيه مستقبلًا .

وقال مسئول فى إدارة الائتمان بالبنك الأهلى المصرى إن نشاط الاستشارات المالية فى البنوك المصرية يعد أحد الأنشطة التى تشهد نموًا مرتفعًا خلال الفترة الحالية، وتساهم فى زيادة أرباح البنوك .

أشار إلى أن مصرفه يقوم بدور المستشار المالى لشركة الشرق الأوسط لتدبير البترول “ميدور” لتدبير تمويل بقيمة مليار دولار لتطوير معمل تكرير البترول التابع للشركة فى الإسكندرية، منوهًا إلى أن مصرفه يعتبر من البنوك الحكومية الأكثر اهتمامًا بهذا النشاط .

لفت إلى أن نشاط الاستشارات المالية المصاحة لترتيب التمويلات وغيرها من الأنشطة الأخرى تساهم بشكل كبير فى تدعيم ربحية البنوك .

وقال الدكتور خالد نجاتى، رئيس مجلس إدارة شركة متروبوليتان للاستشارات المالية ونائب رئيس الاتحاد الدولى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن خدمات الاستشارات المالية من أهم الخدمات التى تحتاج إليها الشركات لتوفير التمويلات من البنوك، خصوصًا فى الأوقات التى ترتفع فيها احتمالية تعثر الشركات عن السداد أو فشل المشروع .

أشار إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة من أكثر القطاعات التى تحتاج إلى استشارات مالية نظرًا لعدم امتلاك أصحاب تلك المشروعات الخبرة الكافية فى إدارة المشروع وقراءة السوق وهو ما يساهم فى فشل العديد من تلك المشروعات بعد الحصول على تمويل .

ولفت إلى أن نشاط الاستشارات المالية يمكن أن يقدم من خلال الشركات المتخصصة أو من خلال البنوك التى تقوم بدور الممول، لافتًا إلى أن البنوك اتجهت خلال الفترة الأخيرة فى إطار دعم المشروعات الصغيرة المتوسطة لمساعدة أصحاب تلك المشروعات بخدمات الاستشارات لتنمية القطاع وتحقيق العائد من التمويل .

وتوقع أن يزداد هذا النشاط نموًا خلال الفترة المقبلة فى ظل ارتفاع الطلب على التمويلات من البنوك وارتفاع حجم الاستثمارات المقبلة على السوق المصرية، منوهًا إلى أنه يوفر موردًا إضافيًا لزيادة عوائد البنوك .