توزيعات الأرباح النقدية لكبرى الشركات العالمية تصل إلى 326 مليار دولار

سجلت أرباح الأسهم الصادرة في الربع الأول من قبل أكبر الشركات المدرجة في العالم رقماً قياسياً هذا العام، حتى في الوقت الذي يحذر فيه مستثمرون بارزون ومديرو أصول من تباطؤ اقتصادي عالمي وشيك.

وأصدرت أكبر 1200 شركة عامة في العالم مجتمعة أرباحًا بقيمة 326.7 مليار دولار في الربع الأول من عام 2023 ، بزيادة قدرها 12 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي ، وفقًا لتقرير ربع سنوي من مدير الصندوق يانوس هندرسون.

وتم تعزيز المدفوعات للمساهمين من خلال أكبر مساهمة في تسع سنوات من الأرباح الخاصة، حيث قدمت شركات مثل شركات صناعة السيارات فورد و فولكس فاجن مساهمات لمرة واحدة.

وتعكس الارتفاعات متانة أرباح الشركات حتى مع تعثر أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا ، وارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع أسعار الفائدة.

كما أعرب مديرو الصناديق عن مخاوفهم بشأن تسجيل 1.3 تريليون دولار لعمليات إعادة شراء الأسهم التي شاركت فيها الشركات العام الماضي ، والتي اعتبرها البعض بديلاً لتوزيعات الأرباح ، مشيرين إلى مخاوف من أنها لا تفيد المساهمين بقدر ما تفيد إدارة الشركة.

وقال بن لوفتهاوس ، رئيس دخل الأسهم العالمية في يانوس هندرسون ، إن النمو كان «مثيرًا للإعجاب ، بالنظر إلى التحديات التي واجهها الاقتصاد العالمي في عام 2022».

وبعد إلغاء المدفوعات الخاصة والتحركات في أسعار الصرف ، قال جانوس هندرسون إن توزيعات الأرباح العالمية ارتفعت بنسبة 3% في الربع الأول وتوقع أن يرتفع الإجمالي بنسبة 5 في المائة إلى 1.64 تريليون دولار في عام 2023.

ولفت لوفتهاوس إلى إنه من المرجح أن تكون الصناعات المصرفية والنفطية من بين أكبر دافعي. اقترح مارك دونوفان ، مدير المحفظة الأول الذي يركز على الأسهم الأمريكية الكبيرة في Boston Partners ، أن الزيادة في توزيعات الأرباح من قبل الشركات تعكس «قبولًا متزايدًا» بأن الإدارة يجب أن تزن فوائد استثمار الأرباح في الشركة جنبًا إلى جنب مع عوائد المكاسب للمساهمين.

وتابع: «الطاقة هي مثال رائع حيث كان الكثير من المديرين التنفيذيين على مدى سنوات وسنوات منحازين نحو إعادة الأموال إلى المشاريع، وكثير منها أسفر عن عوائد منخفضة وأدى في النهاية إلى ضعف أداء أسعار الأسهم».

وأضاف: «لقد اكتشف هؤلاء التنفيذيون أن زيادة توزيعات الأرباح وزيادة عمليات إعادة الشراء هي طريقة أفضل لإثراء المساهمين والاحتفاظ بوظائفهم في نهاية المطاف».

وقال جانوس هندرسون إن توزيعات الأرباح في المملكة المتحدة نمت بنسبة 6% لتصل إلى 15.3 مليار دولار في الربع الأول ، مدفوعة بمدفوعات من شركات النفط وشركات الطيران وشركة كومباس ، التي رفعت أرباحها مرة أخرى بالقرب من مستويات ما قبل الوباء وسط طلب قوي.

وأشار هندرسون إلى إن الولايات المتحدة كانت مسؤولة عن ما يقرب من نصف أرباح الشركات الصادرة في الربع الأول من عام 2023 ، كما أن العقارات والتكنولوجيا والرعاية الصحية تدفع النمو أيضًا. وانخفضت أرباح شركات التعدين بسبب انخفاض أسعار السلع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر ، توقع بنك جولدمان ساكس أن ترتفع أرباح الأسهم بمقدار 5 كل هذا العام ، مضيفًا أنه حتى في سيناريو الركود ، من المرجح أن تنخفض توزيعات الأرباح بشكل طفيف فقط ، لأنها «الأكثر ثباتًا» إلى جانب الإنفاق على البحث والتطوير.

وتوقع دانيال بيريس مدير الصناديق في اتحاد هيرميس، زيادة شعبية توزيعات الأرباح ، بما في ذلك بين شركات التكنولوجيا ، حيث خفضت الشركات عمليات إعادة شراء الأسهم والتنافس على جذب المستثمرين في مناخ أكثر صرامة.

وأضاف: «سيكون التحدي الذي يواجه المستثمرين هو تحديد الشركات التي يمكنها القيام بذلك – وهي في وضع جيد للنموذج الجديد لأسواق رأس المال القائمة على النقد – وأيها ليست كذلك».