لدعم السيولة الدولارية.. شركات الأدوية تخطط لزيادة صادراتها وفقًا لتوجيهات الحكومة

ألفت غراب: إستراتيجية «أكديما» تشمل نمو الصادرات إلي ملياري جنيه خلال 2023

أحمد كيلانى: «إيبيكو» تستقبل مستوردين جددًا بالتعاون مع هيئة الشراء الموحد

على الغمراوى: «سيديكو» تعمل على توطين أدوية الأورام وتخطط لرفع صادراتها إلى 180 مليون جنيه

تعمل الدولة المصرية في الوقت الحالي على وضع خطط لدعم الصناعة الوطنية وزيادة حجم الصادرات لتصل إلى 100 مليار دولار في عام 2030، وذلك وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدعم وتطوير القطاع، وتقديم المزيد من التيسيرات والمحفزات للمصدرين المصريين.

وعلى الخطى نفسها تعكف شركات الأدوية العاملة بالسوق المصرية على زيادة أحجام صادراتها خلال السنوات المقبلة، لزيادة العملة الدولارية، وسط جهود حكومية لتنشيط حجم الصادرات الصناعية والعمل على زيادتها خلال العام المالي 2022/2023 بما لا يِقِل عن 15% وصولًا إلى 30 مليار دولار.

وأوضح عدد من رؤساء الشركات في القطاع الدوائي، أنه جار العمل خلال الفترة الراهنة على توطين عدة أدوية يتم استيرادها من الخارج لتقليل فاتورة الاستيراد، مشيرين إلي أن هذه الكيانات تسعى إلى تحقيق الاكتفاء المحلي ثم التوجه إلى التصدير لعدة دول حول العالم.

وبلغ حجم الصادرات من الأدوية والمستلزمات الطبية 691 مليون دولار عام 2021 مقارنة مع 537 مليونًا عام 2016، بزيادة قدرها 38.7 مليون دولار، فيما شهدت صادرات الصناعات الطبية خلال النصف الأول من عام 2022، ارتفاعًا بنسبة 30.4%؛ لتسجل 450 مليون دولار مقابل 345 مليونًا في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتوقعت وكالة فيتش ارتفاع معدلات الإنفاق على العقاقير الطبية في مصر من 59 مليار جنيه في إلى 66 مليارا عام 2023 ثم إلى 92.7 مليار جنيه في 2027، ما يوضح أن السوق ستسجل نموًا خلال السنوات الخمس بنسبة 10.1% بالعملة المحلية.

في هذا السياق، تقول الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (أكديما)، إن الشركة لديها خطة خلال العام الجاري للتوسع في التصدير عبر القارة الأفريقية، إذ تخطط لزيادة تصدير الأدوية بسعر أقل في ظل ارتفاع أسعار الخامات، موضحة أن حجم صادرات الشركة خلال العام الماضي بلغ 1.5 مليار جنيه، مستهدفة الوصول لنحو ملياري جنيه خلال 2023.

وأضافت “غراب” أن هيئة الدواء المصرية تساعد الشركات في زيادة نسب التصدير، من خلال عمل ندوات وجولات لمختلف الدول حول العالم، ما يسهم في زيادة العملة الأجنبية، مشيرة إلي أن “أكديما” تصدر لأكثر من 23 دولة في قارة أفريقيا، كا يتم التصدير لما يزيد على 70 دولة حول العالم، وتستهدف الشركة التوسع أكثر خلال الفترات المقبلة.

ولفتت إلى أن من أبرز الدول التي يتم التصدير إليها روسيا وفيتنام وعمان وبيلاروسيا والعراق وليبيا والسعودية والكويت ونيجيريا وقطر والإمارات.

وأكدت أن “أكديما” تتبنى إستراتيجية توسعية تتواكب مع خطط الدولة الهادفة الى توفير الأدوية التي ربما تتعرض لنقص داخل السوق نتيجة الاعتماد على استيرادها من الخارج، إضافة الى تطوير المنتج المصري والتوسع في تصديره خارجيًا بما لا يؤثر على الاحتياجات المحلية .

وأوضحت “غراب” أن الشركة درست، خلال الفترة الماضية، احتياجات الأسواق الأفريقية، إذ تم التفاوض مع عدة دول أبرزها نيجيريا وبوركينا فاسو ورواندا لتصدير بعض المنتجات إليهان خاصة علاج فيروس سي، إلى جانب إنشاء مراكز طبية ودوائية، وستكون هذه البداية التي ستحدد الخطة التوسعية لأكديما في القارة السمراء.

وأشارت إلى أن الشركة تتلقى الدعم الكافي من الدولة المصرية لتصنيع العديد من الأدوية التي تلاحظ نقصها في السوق، لافتة إلى أن العمل على إحلال الواردات وتصنيع الأدوية التي يتم استيرادها يساعد في توفير العملة الصعبة لمصر.

وذكرت أن صناعة الدواء في مصر واعدة وتتمع بفرص كبيرة، بما تملكه من إمكانيات وموارد بشرية طبية استطاعت تحقيق طفرة كبيرة في القطاعين العام والخاص والاستثماري، وكذا متعددة الجنسيات.

وأضافت أن “أكديما” والشركات التابعة “الصعيد – المهن الطبية- سيديكو” استطاعت خلال الفترة الماضية توفير أدوية الغدة الدرقية والكورتيزون بأسعار أقل من المستوردة بنسبة 12%.

من جانبه، قال الدكتور أحمد كيلاني، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لـ”المصرية الدولية للصناعات الدوائية- إيبيكو”، إن الشركة تعمل خلال الفترة الراهنة على عدة محاور، أبرزها توطين صناعة الدواء التي ارتفعت في أغلب المنتجات المستوردة بنسبة 75%، إضافة إلي التوسع في التصدير بالقارة الأفريقية وأوروبا.

وأوضح كيلاني أن “إيبيكو” تستقبل منذ فترة عدة شركات لاستيراد جميع المنتجات الدوائية، وذلك بالتعاون مع هيئة الشراء الموحد، مشيرًا إلي أن الشركة حققت مبيعات بحوالي 4 مليارات جنيه خلال العام الماضي، وبلغت الصادرات منها نحو 52 مليون دولار، إذ إن الشركة تخطط للتوسع في التصدير لزيادة العملة الدولارية، وتستهدف الشركة تحقيق مبيعات بقيمة 4.8 مليار جنيه خلال العام الجاري، على أن يكون نصيب حجم المصدر منها نحو 54 مليون دولار.

وأضاف أن الشركة تسهم في تغطية احتياجات السوق المصرية من الدواء فيما يزيد على 25 مجالاً علاجياً تخدم تخصصات مختلفة، بحجم إنتاج أكثر من 300 مليون عبوة، وتصدر إلى 74 دولة مستحوذة على 25% من إجمالي صادرات الدواء المصرية و30% من إجمالي صادرات الدواء المصرية لافريقيا، وذلك مع خطة إستراتيجية طموحة تصل إلى 100 دولة بحلول عام 2025.

وأشار إلي أن أبرز الدول التي يتم التصدير إليها الإمارات والسعودية والكويت وقطر وفيتنام وكوريا الجنوبية وروسيا وهونج كونج وماليزيا والعراق وقطر والصومال والمملكة المتحدة وبيلاروسيا وأيرلندا وكولومبيا والجزائر والسودان وليبيا وموزمبيق.

ولفت إلي أن الشركة نجحت في تحقيق هذه الصادرات رغم استمرار الظروف الصعبة التى يشهدها العالم منذ بدء جائحة كورونا وآثار الحرب الروسية الأوكرانية، والتأثير العنيف على أسعار الطاقة أو سلاسل التوريد التى أدت الى ارتفاع أسعار الكثير من السلع والمواد والخدمات عالميًا.

وكشف أن إجمالي استثمارات الشركة منذ عام 2019 حتي نهاية العام الماضي حوالي 1.5 مليار جنيه، منها حوالي 700 مليون في عام 2022 وتشمل هذه الاستثمارات ما تم ضخه في مصنع إيبيكو 3.

وأوضح كيلاني أن الشركة تستهدف التصنيع الكامل للأدوية الحيوية لتوطين أهم مجالات صناعة الدواء فى العالم، لتخفيف العبء عن الدولة والمواطنين، لافتًا إلى فتح المجال لشركات أخرى لتحذو حذو إيبيكو، وتوفير فرص عمل للشباب الدارس للتكنولوجيا الحيوية.

وتخطط إيبيكو، التي أنشأت أول مركز للتكنولوجيا الحيوية في المنطقة، للدخول في مجال إنتاج المستحضرات والبدائل البيولوجية من خلال إنشاء أول منشأة مخصصة لتصنيع المستحضرات والبدائل البيولوجية (إيبيكو 3) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج المستحضرات الصيدلانية بدءًا من الخلايا المعدلة وراثيًّا واستخدام تقنيات زراعة الأنسجة ثم تنقية البروتينات المنتجة حتي المادة الفعالة المنشودة، ويلي ذلك خطوات التصنيع الصيدلي للمادة الفعالة وصولاً إلى المستحضر الصيدلي النهائي.

وأضاف أن مصنع إيبيكو 3 سيقوم بتصنيع 7 منتجات بيولوجية و 4 أجسام مضادة وحيدة النسيلة و3 بروتينات صيدلانية حيوية بتكلفة استثمارية تقدر بنحو ملياري جنيه.

في سياق متصل، قال الدكتور على الغمراوى، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لـ«سيديكو» للأدوية، إن الشركة أنشأت مصنعًا جديدًا للأورام في السادس من أكتوبر بتكلفة تصل إلي مليار جنيه، و تم الانتهاء من المرحلة الأولي للمصنع، ومن المقرر إنهاء المرحلة الثانية خلال مارس 2024.

وأضاف أن الشركة تخطط عبر ذلك المصنع لتوطين عدة أدوية للأورام جديدة في السوق المصرية، وذلك لدعم خطة الدولة في زيادة أحجام صادرتها خلال الفترة المقبلة، وجذب عملة دولارية، مشيرًا إلي أن الشركة تستهدف زيادة صادراتها لكامل منتجاتها إلي 180 مليون جنيه خلال عام 2023، مقابل 120 مليونا في العام الماضي.

وذكر الغمراوى أن سيديكو تصدر لنحو 43 دولة وتسعى لدخول أسواق جديدة ليصل عدد هذه الدول إلى 60 خلال العامين المقبلين وذلك بعد بدء إنتاج مصنع أدوية الأورام.

وأوضح أن سيديكو تخطط للتصدير إلي المكسيك وتشيلي وباراجواي وآسيا والفلبين وماليزيا وفيتنام وبجلاديش، بالإضافة إلي عدة دول أفريقية، مشيرًا إلي أن الشركة تصدر حاليًا إلي السودان والعراق وبيلاروسيا وتنزانيا وأوغندا.

وأشار إلى أن أدوية الأورام تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على موازنات الدول الأفريقية التي تعاني بالفعل تحديات وضغوطا كبيرة، موضحا أنّ تصدير أدوية الأورام المصنوعة بأيد مصرية في سيديكو، سيخفف الضغوط المالية على هذه الموازنات، ويحقق للدول الأفريقية الأمن الدوائي.

ولفت الغمراوى إلى أن مصنع أدوية الأورام يتم تنفيذه على مرحلتين الأولى لإنتاج الأمبولات والحقن والثانية لإنتاج الأقراص والكبسولات وتصل الطاقة الإنتاجية للمصنع لنحو 10 ملايين فيال سنويا .

وأوضح أن المصنع تم إنشاؤه على مساحة 1250 مترًا مربعًا بارتفاع 4 أدوار لإنتاج مجموعة من الأدوية المتطورة التي لها فاعلية كبيرة وآثار جانبية أقل.

وأشار إلى أن تدشين المصنع جاء بالتعاون مع إحدى الشركات الإيطالية العالمية فى مجال تصميم وإنشاء مصانع أدوية الأورام، إذ أنشأت أكثر من 75 مصنع أورام على مستوى العالم.

وتابع أن مصنع أدوية الأورام سيسهم فى توفير بعض الأصناف بأقل من أسعارها المستوردة من 30 إلى 60%، ما يقلل الاعتماد على الأدوية القادمة من الخارج، وبالتالي تخفيف الأعباء على الدولة وعلى المواطن وتوفير العملة الصعبة.