أعمده ومقالات دروس سنة فاتت! بواسطة أموال الغد 5 يناير 2020 | 12:13 م كتب أموال الغد 5 يناير 2020 | 12:13 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 6 نحن نتعلم جدول الضرب وخمسة فى ستة بثلاثين، ولكن جدول ضرب الحياة أمر آخر. نحن نتعلم فى الجغرافيا أن سيناء هى حدود شمالية ولكن جغرافيا الحياة تصور مختلف. نحن نتعلم فى التاريخ أن محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر بيد أن تاريخ مصر ذكر غير ذلك حتى تم التصحيح وإعادة الاعتبار. ما نتعلمه فى المدرسة شىء، ولكن ما نتعلمه من مدرسة الحياة أهم وأكبر وأشمل وأعمق. الحياة أكبر جامعات الأرض ومفتوحة أبوابها لكل متعلم أو أمى أو مثقف. وربما فاتت أمور صغيرة على خريج السوربون، يدركها الأمى بحسه! الحياة تعلمنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة. إنها تضيف خبرة حياتية تضاف إلى خبراتك، ووظيفة الخبرة الحياتية أنها «مفاتيح حلول» لما قد يستعصى عليك فى الحياة. قابلت عبر رحلة العمر: الغبى وقليل الحيلة وضيق المخ والمرتبك والمغلق الذهن ومن يغرق فى شبر ميه! الذكاء نعمة وقدرة على التفكير بمطالعة ملف الخبرات، وأتعس البشر من يعطل ذهنه عن التفكير، وقد علمنى زمانى أن أصادق الأذكياء وأتحاشى مخالطة الأغبياء. وقد يمضى شخص ما فى أوروبا ويظل مثلما كان «بلح» وهو مصطلح شبابى معناه أنه غبى بالوراثة والجينات!! وعلى قدر الاشتباك مع المجتمع تتجمع خبراتك، ومن لا يشتبك مع الحياة يظل أمياً، ولو كان يحمل شهادة الدكتوراه، والسر أنه «مغلق» على ما تعلمه وضعيف الصلة بالحياة! صحيح أن لكل سنة يعيشها الإنسان دروسًا، وقد يغير رأيه لأنه من النادر الثبات على رأى، فالحياة نهر متجدد دائم الجريان وكذلك الرؤى قد تنضج، ولذلك فإن هناك صلة بين عمر الإنسان ورشده ونضجه. حين تتغير مفاهيمى تجاه أمر ما، فهو العمر والنضج، وما كان يثير ضيقى وأنا فى الخامسة والعشرين لم يعد يزعجنى مطلقاً وأنا فى الخمسين. وأنا فى الثلاثين أصدق أى امرأة وأنا فى الستين أرى المرأة مجموعة متناقضات! وأنا فى الأربعين تستهوينى الرغبة فى النساء، وعندما أكون فى الستين تهدأ الرغبة ويفتر قليلاً الشغف. إلا الصداقات الكبيرة لا تتغير فيها سخونة الحب لأنها لا ترتبط بالرغبات أو الشهوات، وقد تعلمت أن الحنان والاحتواء والاحترام تضرب شراسة أى امرأة فى مقتل، وتغدو طفلة بضفاير. ومن خبراتى الحديثة: إهانة القرش تقيك إهانة الذات، وقد تجلب لك دعوة سماؤها مفتوحة. ومن خبراتى أن أسرارى الخاصة جداً أصارح بها شخصاً واحداً هو أنا، ولو همست بها لشخص ما تحول إلى وكالة أنباء! من خبراتى أن الأصدقاء القدامى هم الأبقى دوماً، أما الأصدقاء الجدد فهم مرتبطون بمصالح يوم تنفض المصالح تنفض الصداقات. من خبراتى لا صداقات عميقة مع زملاء عمل واحد إلا قليلاً. ومن خبراتى أكتب ما أعتقد بأذكى صياغة ممكنة فلا أقع فى المحظور، ومن الممكن أن أعمل تعديلاً فى الكتابة وهو التركيز على «تدنى السلوك»، والمظاهر غير الحضارية فى الشارع المصرى، وماذا يتعلم أولادنا من فضائل خارج المقررات. وحينئذ لن أتعرض لشتائم الحسود والحقود والمفقود. من خبراتى المضافة لا يدخل بيتى أى شخص ومن الممكن المقابلة فى ناد أو مكتبى الذى تفضلت إدارة روزاليوسف واحتفظت لى به. من خبراتى لا أسافر مع أشخاص لا أعرفهم وأفضل الانتقاء، وإذا تحتمت الظروف ألوذ بالصمت فهو لغة بليغة. من خبراتى، أختار جيداً من يصحبنى خارج مصر فى «Shopping» وإلا قمت وحدى! أنا لا أحب «العين الثالثة» فهى الجحيم! من خبراتى الجديدة: أنا أسمع أكثر مما أتكلم. هذه النصيحة الذهبية جعلتنى مرتاح البال وأنام مطرح ما يجينى النوم، من خبراتى تقنين من يستحق النقد أو التصويب وإلا كنت «أمشير أفندى» وهى شخصية اشتهرت فى الستينيات بالنقد المبرح، ذلك أن قناعتى أن الناس لا تتغير مطلقاً والنصائح تتبخر! من خبراتى أن أحافظ على «بيتوتتى» فهى الأكثر أماناً، ومن خبراتى ألا أرد على أى رقم موبايل لا أعرفه، فإذا كان جادا أفصح برسالة، وفيما عدا ذلك الصمت أفضل! من خبراتى ألا أشرب قهوة بعد السادسة فأنا عدو للكافيين الذى يجلب لى الأرق وعدم النوم! من خبراتى «العتاب فى أضيق نطاق» فالناس لا تطيق مصارحتها بالخطأ مهما كان تهذيب المواجهة ومازلت أتعلم، ومازالت خبراتى- رغم العمر- قليلة، وقد أتعلم من جاهل ما ينطق به الحس الشعبى. تعلمت المغامرة المحسوبة، إنها تليق بعمرى، وكنت فى الخامسة والثلاثين، المغامرة مثل دور شطرنج، بمعنى أنى لا أهتم بالسبع خطوات اللازمة للكسب! اكتشفت بالتجربة ما أضفته إلى دروس تعلمتها أن شيئين يحدثان التغيير فى البشر: المال والمنصب، وفى الحال أتجنب النمطين! ومن خبراتى الأحدث: أن أتوقع الأسوأ، حتى لا تبالغ فى الأفضل! من خبراتى تجديد عهدى بحزب أعداء النجاح، فقد كبر وصار له فروع فى كل حدب وصوب. من خبراتى أن الفشل جزء من منظومة النجاح، والاعتراف به أولى خطوات النجاح! وتعلمت أن غدر الأصدقاء وارد إذا وضعت له نسبة عملية أن ٢٠٪ الغدر وارد. من خبرات عام مضى أن الانكسار يجلب انكساراً ولا شىء يحميك غير «الاستغناء»، فالاستغناء قوة، والحياة الروحية تهزم موجات الإحباط إذا دق على بابى. نعم، الحياة الروحية تفتت ذرات الإحباط وهى- بلا جدال- مانعة للصواعق. تعلمت «اجترار» لحظات السعادة إذا ضاقت الدنيا فى وجهى، لست وحدى أبداً، الله وحده يحنو على من يركع ويصلى له، الله بجانبى ولا أبتغى إلا رضاءه وليس أى بشر! مضى الزمن الذى يرتاح البال فيه فالبال مشغول دائماً بعشرات الأمور الخاصة ومئات الأمور العامة، أحياناً كثيرة يختلط الخاص بالعام، وثقتى بالغد لا حدود لها وأتكئ على عصا الأمل فلا أفقد توازنى. علمتنى الأيام أن أعتنق مذهب الحياد فى الرأى، فلست مهندس إنسانية، وإذا حدث أن صدمت الناس برأى أتحمل توابعه لكنى لا أفقد الثقة فى صوابه، تعلمت أن أغفر خوف الخائفين المرتجفين، فالمحافظة على الستر ولقمة العيش لها التزامات وتكلف صاحبها، فالناس ليسوا زعماء ولكنهم يلتحفون بالحذر وهو مطلب إنسانى، وبعض الناس ترقد آراؤهم فى أمعائهم! تعلمت أيضاً ألا أعاتب إلا من يستحق كلمات عتابى، فالناس لديها ألف تفسير وتأويل لأخطائها! تعلمت ألا أذهب إلى مكان أو اجتماع «كمالة عدد» أو مجرد وردة فى عروة جاكيت! تعلمت ألا أمنح اهتمامى إلا من يدق «عقلى» طرباً وليس قلبى! تعلمت أن الصواب نسبى ووارد جداً أن أبتعد عن الصواب الرسمى، ولكن هذا لا ينفى أن الأمر نسبى، وكل شىء فى الوجود نسبى! ولن أكف عن التعلم، ولن أفلسف أخطائى بل سأعتبرها تصويبا على الطريق الصحيح. إن حياتنا قصيرة مهما طالت، ويصبح ضرورياً أن تتقدم الابتسامة على الدمعة!! اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/vr48