القومي للأورام: الكشف المبكر أولى خطوات محاربة السرطان

أكد الدكتور عماد شاش مدير مستشفى سرطان الثدي بالمعهد القومي للأورام، أن الدولة لديها خطة استراتيجية واضحة في محاربة السرطان وذلك بإطلاق الحملات القومية للكشف المبكرعن الأورام السرطانية الأكثر شيوعا بالمجتمع المصري، مثل سرطان الكبد والرئة والثدي وغيرها من الأورام.

وأضاف أن الدولة نجحت في توفير أحدث العلاجات الدوائية أسوة بما يتوافر في الدول المتقدمة، مؤكدًا على أهمية زيادة الوعي بالعوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بالمرض مثل التدخين والإكثار من الوجبات المشبعة بالدهون.

وأوضح أن أكثر أنواع الأورام شيوعا في مصر هي سرطان الكبد بالنسبة للرجال وذلك بسبب مضاعفات فيروس سي، ومن المتوقع أن تقل معدلات الإصابة بهذا النوع من الأورام في المستقبل نتيجة لنجاح الحملة القومية للقضاء على فيروسي سي.

وعلي مستوي السيدات يعد سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً، وبشكل عام، فإن الحملات القومية التي أطلقتها الدولة للكشف المبكر عن الأورام المختلفة ستسهم في إكتشاف المرض مبكراً وعلاجه وتجنب المضاعفات الصحية التي يسببها السرطان.

وأشار إلي أنه يوجد في مصر تخوف مجتمعي عند الحديث عن السرطان بسبب انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة عن المرض، منها أنه لا يمكن التعافي من السرطان، وأن العلاجات متعبة وغير مجدية، أو أن وسائل منع الحمل تزيد احتمالات الإصابة بالسرطان لدى السيدات.

ويري شاش، أن أولي خطوات مكافحة السرطان تتمثل في تحسين الثقافة الطبية لدى المواطنين من خلال المنصات الإعلامية الموثوقة، وكذلك الحرص على الكشف المبكر وتلقي العلاج.

الوقاية من السرطان

قال إنه لا يوجد مسببات للسرطان ولكن عوامل خطورة، وكلما تعددت عند المريض زادت احتمالات إصابته بالسرطان، فمثلا التدخين والتدخين السلبي يزيدان احتمالات الإصابة بسرطان الرئة.

كما أن عدم ممارسة الرياضة وتناول المأكولات المشبعة بالدهون والوجبات السريعة تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي والقولون.
وذكر أن التقدم في بحوث الأورام ساهم في ظهور العلاجات الجديدة وتطوير برامج العلاج، وحاليا يقوم الطبيب بانتقاء العلاج الأمثل لكل مريض وفقا لعدة عوامل منها نوع الورم والعضو المصاب ومرحلة الإصابة وسن وحالة المريض الصحية والأمراض المزمنة التي يعاني منها مثل السكر والضغط، كل هذه العوامل تسهم في اختيار العلاج الأمثل للمريض للتغلب على السرطان.

مساهمة الأدوية الحديثة في تعافي المرضى

لفت إلي أنه كل يوم كل يوم تظهر اكتشافات جديدة في علاجات الأورام، وحاليا هناك ما يعرف بالعلاجات الموجهة والتي تستهدف الخلايا السرطانية فقط وتحسن من نوعية حياة المرضى وتحد من مضاعفات الأورام.

وتابع شاش، أن هذه العلاجات أصبحت متوفرة في مصر لعلاج مختلف الأورام مثل سرطان الثدي والقولون والجهاز الهضمي والدم وغيرها، وأود الإشادة هنا إلي نجاح الدولة في توفير الأدوية الحديثة أسوة بالخارج خاصة ما يعد من معايير العلاج والرعاية الأساسية لمرضى الأورام.

تأثير العلاج النفسي

أوضح أن الدعم النفسي لمريض السرطان هام جدًا في مرحلة العلاج، حيث يوجد لدينا في مستشفى سرطان الثدي تجربة ناجحة بالشراكة مع إحدى شركات الدواء وذلك بتدريب عدد من المتعافيات والفرق المعاونة والتمريض على الدعم النفسي وتصحيح المعلومات عن سرطان الثدي.

وذكر أنه حاليا يتم الاستعانة بالمتدربات اللاتي اجتزن دورات تدريبية لمساعدة الأطباء فى نشر المعلومات الصحيحة بين المريضات، ومن واقع التجربة، فإن التواصل المباشر بين مريضات السرطان والمتعافيات قد ساهم بشكل كبير في بث الأمل وتشجيع المريضات على الاستمرار في العلاج، إضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن السرطان.

ولفت إلي أن التوجه مهم جدًا لتحسين الخدمة الطبية في المستشفى المكتظ بالمريضات، فمنذ مارس 2023 وحتى نهاية العام الماضي نجحنا في تنفيذ برامج الدعم النفسي والتثقيفي لـ 1750 مريضة سرطان ومن يرافقها خلال رحلة العلاج.