أمين اتحاد الغرف: جذب الشركات الأجنبية المتضررة من قرارات «ترامب» للتصنيع في مصر

قال د. علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، إن الاتحاد يعمل على جذب الشركات الأجنبية من الدول المتضررة من قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية، للاستثمار في مصر والتصنيع لدى الشركات المصرية.

وأوضح في تصريح خاص لـ”أموال الغد”، تحديد حوالي 150 شركة مصرية في العديد من القطاعات ومنها الصناعات الهندسية، والغذائية، والملابس الجاهزة، لديها القدرة التكنولوجية والعمالة الماهرة والخبرة في التصدير للاستفادة من هذا الأمر، والعمل على ربطها بشركات أجنبية مهتمة بالتصنيع في مصر.

وذكر أن التعاون يتضمن تقديم الشركات الأجنبية للمكونات والتصميمات الفنية والدعم الفني، بينما تتولى المصانع المصرية عملية الإنتاج وتصدير المنتجات النهائية، بما يسهم في تعزيز تنافسية الصناعة المصرية عالمياً.

ونوه عز بأهمية آلية التصنيع لدى الغير في الاستفادة من الميزات التنافسية لمصر، مثل انخفاض تكلفة العمالة وتقليل تكاليف الشحن، والأهم هو الاستفادة من الإعفاءات الجمركية. فبينما قد تتراوح الجمارك الأصلية على الصادرات إلى بعض الدول بين 40% و 90%، تسمح اتفاقية الكويز بالدخول بجمارك لا تتجاوز 10%، بل وتسعى جهود الاتحاد لزيادة عدد الشركات المستفيدة من هذه الاتفاقيات للدخول بجمارك صفري لبعض الصناعات، مضيفا أن ذلك يضع المنتج المصري في موقف تنافسي قوي مقارنة بدول أخرى قد تخضع منتجاتها لجمارك مرتفعة، حتى لو كانت نسبة بسيطة لا تتجاوز 20% لبعض الصناعات مثل المنسوجات.

وأكد أن هذا النوع من التعاون يؤدي إلى زيادة فوري في الصادرات المصرية، ويزيد من نسبة المكون المحلي في المنتج النهائي (مثال على وصول نسبة المكون المحلي إلى 45% في بعض الحالات مثل المنسوجات باستخدام الخامات والعمالة المصرية).

واعتبر عز أن “التصنيع لدى الغير” هو أفضل طريقة لجذب الاستثمار على المدى الطويل، حيث أن نجاح الشركات الأجنبية في التصنيع بمصر وتحقيقها لأرباح كبيرة، بفضل المزايا التنافسية، سيدفعها في مرحلة لاحقة إلى التفكير في إنشاء مصانع خاصة بها في مصر، ليتحول التعاون من مجرد استغلال طاقة قائمة إلى استثمار مباشر، ضاربا أمثلة على نجاح شركات كبرى، بما في ذلك شركات تركية في قطاع الأجهزة المنزلية (White Goods)، التي تصنع في مصر للتصدير إلى أسواق الخليج مستفيدة من انخفاض التكاليف والإعفاءات الجمركية.

اتحاد الغرف يتقدم بدراسات لجهاز حماية المنافسة لإنشاء 4 شركات

على جانب آخر كشف عز عن تفاصيل حزمة من المبادرات والمشاريع التي يقودها الاتحاد بالتعاون مع الجهات الحكومية والشركاء الدوليين، بهدف تنمية التجارة الداخلية والخارجية، دعم الصناعة الوطنية، وتعزيز الاستثمار في مصر.

وأشار إلى جهود الاتحاد في تطوير التجارة الداخلية، لا سيما من خلال إنشاء الأسواق الدائمة وأسواق اليوم الواحد، موضحا أن تجربة أسواق اليوم الواحد يتم تطبيقها حالياً في محافظة الإسكندرية، وأن هناك خططاً للتوسع لتشمل ثلاث محافظات جديدة.

وذكر عز أن هذه الأسواق تمثل بديلاً مستداماً للشوادر المؤقتة التي تتسم بتكلفتها العالية، مشيراً إلى أن المقترح يرتكز على تخصيص الدولة أراضٍ للاتحاد ليقوم بالبناء عليها أسواقاً دائمة يمكن تحويلها لمناسبات مختلفة مثل “أهلاً رمضان” و”أهلاً بالعيد” و”العودة للمدارس”.

وشدد على أهمية أن تكون هذه الأراضي **مملوكة للدولة وفي مكان يسهل وصول المواطنين إليه، مستشهداً بأرض المعارض التي توفر محطة مترو تسهل الوصول للمواطنين الذين لا يمتلكون سيارات.

ونوه عز بأن الاتحاد اقترح إنشاء شركة متخصصة في إنشاء وإدارة الأسواق، حيث تم تقديم دراسة بهذا الشأن إلى جهاز حماية المنافسة للحصول على موافقته، وذلك تماشياً مع القانون الذي يتطلب موافقة الجهاز لضمان عدم منافسة الشركة لأعضاء الاتحاد.

ولفت إلى أن الاتحاد تقدم بطلب للموافقة على أربع شركات في قطاعات مختلفة، ويتوقع الرد قريباً بالموافقة على شركتين ورفض اثنتين، وقد تم تقسيم رأس الما الذي كان مخصصاً للشركات الأربع على الشركتين المتوقع الموافقة عليهما.

وأضاف أن هدف هذه الشركات هو تمهيد الطريق لتنمية التجارة والصناعة والاستثمار، مع التركيز على المجالات التي لا يتواجد فيها القطاع الخاص بكثافة، مثل المناطق التجاري (مع تعديل المسمى من مراكز لوجستية بعد وجود مشاريع قائمة مثل مركز لوجستيات 6 أكتوبر).