دينا عبدالفتاح تكتب: العمق البشري.. ثلاثون مليون شاب يشكّلون سلاح الردع الأهدأ والأقوى في معادلة الأمن القومي بواسطة دينا عبد الفتاح 6 أكتوبر 2025 | 9:27 ص كتب دينا عبد الفتاح 6 أكتوبر 2025 | 9:27 ص دينا عبدالفتاح رئيس تحرير أموال الغد النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 447 مصر… صاحبة النصر العربي الأوحد على إسرائيل ونقطة التحول في ميزان القوة بالشرق الأوسط القاهرة… الركيزة الأكثر ثباتًا وتوازنًا في الشرق الأوسط، تبتعد عن المغامرات وتفرض الاستقرار بالعقل والقوة في السادس من أكتوبر، لا تحتفل مصر بانتصار عسكري غيّر مجرى التاريخ فحسب، بل تُجدد أمام العالم تأكيدها أنها صاحبة النصر العربي الأوحد في الشرق الأوسط، النصر الذي استعاد الأرض وفرض على العدو معادلة جديدة للقوة. فمصر التي أنهت الحرب بشروطها ووقّعت السلام بإرادتها الحرة، ما زالت حتى اليوم تُدير أزماتها بنفس الحكمة والصلابة التي عبرت بها قناة السويس. إنها الدولة التي تعرف متى تُقاتل، ومتى تتفاوض، ومتى تصمت لتفرض هيبتها دون أن تُطلق رصاصة واحدة. ذلك النصر لم يكن مجرد إنجاز عسكري؛ كان نقطة تحول في الوعي المصري والعربي، إذ نقل المعركة من ساحة القتال إلى ساحة القرار. ومنذ تلك اللحظة، صاغت القاهرة عقيدتها الجديدة: “القوة من أجل السلام”. عقيدة تقوم على أن السلاح لا يُستخدم إلا لحماية السيادة، وأن السلام الحقيقي لا يُفرض إلا من موقع قوة. فالمعركة التي خاضها المصريون في 1973 لم تنتهِ بتوقف إطلاق النار، بل بدأت حين دخلت مصر مرحلة بناء الدولة الحديثة، لتتحول من دولة تحارب لتعيش إلى دولة تبني لتقود. وفي زمن تتغير فيه خرائط التحالفات وتتبدل موازين القوة، تظل مصر ثابتة على نهجها: سلام يصان بالقوة، وردع يُدار بالحكمة. فلا اندفاع إلى الحرب ولا خضوع لابتزاز، بل إدارة واقعية تستند إلى إدراك عميق لمعنى الردع الشامل. فالقوة المصرية ليست في العتاد وحده، بل في القدرة على القرار المستقل، وفي شعبٍ يدرك معنى الوطن ويقف خلف جيشه بإيمان راسخ. لقد تجاوزت القاهرة مفهوم الردع العسكري إلى مفهوم أوسع هو الردع البشري، القائم على الوعي والولاء والقدرة على التعبئة عند الحاجة. فمصر اليوم تمتلك أحد أكبر وأقوى الخزانات الديموغرافية في الشرق الأوسط؛ أكثر من 65% من سكانها من فئة الشباب، ونصفهم من الرجال، أي نحو ثلاثين إلى خمسة وثلاثين مليون شاب يمثلون العمق البشري للدولة واحتياطها الوطني الدائم. هؤلاء لا يمثلون مجرد رقم، بل طاقة حقيقية في منظومة الردع الشامل — طاقة إنتاج، وصمود، ومشاركة في الدفاع المدني والاقتصادي، وسندٌ دائم للقوات المسلحة المصرية التي تبقى العمود الفقري لأمن المنطقة بأكملها. ومن يظن أن الردع المصري مقتصر على الجيش فقط، يخطئ التقدير. فجيش مصر هو رأس المنظومة، لكن خلفه يقف شعب بأكمله مستعد للدفاع عن الأرض والسيادة. إن الردع المصري يتوزع على عدة مستويات: •ردع عسكري بجيش محترف، يمتلك أحدث أنظمة التسليح في الإقليم. •ردع بشري بشعب واعٍ ومنتج قادر على الصمود. •ردع اقتصادي وتنموي في بنية تحتية عملاقة تحوّلت إلى خط دفاع داخلي يضمن استمرارية الدولة وقت الأزمات. •وردع سياسي في دبلوماسية متزنة، تحمي المصالح دون تهور، وتفرض احترام الدولة المصرية في كل المحافل. هذه العناصر مجتمعة هي ما جعلت مصر حتى اليوم الركيزة الأكثر ثباتًا في الشرق الأوسط. فهي لا تندفع إلى مغامرات عسكرية، لكنها لا تتردد في حماية مصالحها عند الخطر. عقلها السياسي هو امتداد لخبرة سبعة آلاف عام من الدولة المركزية، وجيشها هو الامتداد الطبيعي لشعبٍ لا يعرف الانكسار. ومن يفكر في اختبار صبر مصر سيكتشف أن كل أدوات الردع جاهزة: قوة صلبة على الأرض، وعمق بشري لا يُستنزف، وإرادة سياسية لا تنكسر. وفي هذه الذكرى الخالدة، تُوجّه مصر رسالتها للعالم: أنها ما زالت الدولة التي صنعت السلام من موقع النصر، وتحافظ عليه من موقع القوة. أنها لا تنسى دروس الحرب، ولا تفرّط في ثمارها. وأنها حين تختار الهدوء، فإنها تفعل ذلك من موقع القوة لا الخوف. فمن انتصر في أكتوبر، لا يمكن أن يُؤخذ على غفلة. ومن أعاد صياغة توازن الشرق الأوسط يومًا، لا يمكن تجاهله اليوم. ومصر، التي وحّدت العرب في ساعة الحرب، ما زالت توحّد المنطق في زمن الفوضى. ولهذا ستظلّ صمام الأمان في المنطقة، والدولة التي توازن بين السيف والعقل، بين القوة والسلام، وبين الذاكرة والانطلاق نحو المستقبل. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/rl5x الإعلامية دينا عبدالفتاحالجيش المصريذكرى نصر أكتوبرمقالات دينا عبدالفتاح