السوق السوداء تقلص نشاطها خوفاً من التشديد الحكومى .. والركود ينعكس على سوق الذهب

دفعت الإجراءات التي يتخذها البنك المركزي والحكومة لضبط السوق السوداء، المتاجرين بالعملة لوقف التعاملات بشكل مؤقت وعدم بيع أو شراء الدولار خوفًا من التفتيش المفاجىء لمباحث الأموال العامة، بجانب الحذر من قرار مفاجىء يتخذه المركزي لتخفيض قيمة الجنيه الأمر الذي قد يتسبب لهم فى خسائر طائلة.

وكشفت مصادر مطلعة بسوق الصرف الموازي عن أن كثيرًا من شركات الصرافة والمتاجرين بالعملة أحجموا خلال الأيام الماضية عن بيع أو شراء العملة الخضراء فى ظل ضبابية المشهد حول الأسعار، وتوصل الدولة لاتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار لدعم موقف السيولة الدولارية.

وأشارت لـ”أموال الغد” إلى أن المتعاملين فى السوق السوداء يترقبون قرارًا من البنك المركزي بتخفيض قيمة العملة المحلية وهو ما يجعلهم يتعاملون بحذر مع عملية إدخار الدولار، منوهًا إلى أن عملية التخفيض المقبلة قد لا تساهم فى خفض قيمة الدولار بشكل كبير فى السوق السوداء لكنها ستحد من التعاملات غير القانونية لصالح نشاط عمليات بيع العملة للبنوك.

وتتراوح أسعار العملة الخضراء في السوق السوداء بين 12 و12.50 جنيه لكن التعاملات هادئة إلى حد كبير، بينما تستقر الأسعار فى السوق الرسمية عند 8.83 جنيهات للشراء و8.88 جنيهات للبيع.

وعقب انتهاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي أصدرت بعثة الصندوق برئاسة كريس جارفيس بيانًا رسميًا حول اتفاق مبدئي بين السلطات المصرية والصندوق لإقراض مصر 12 مليار دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة على دفعات سنوية، مشيرةً إلى أن البعثة ستقدم تقريرًا وافيًا إلى مجلس إدارة الصندوق لاتخاذ القرار النهائي خلال الأسابيع المقبلة.

وألمح جارفيس إلى اتجاه المركزي لزيادة المرونة فى التعامل مع سعر الصرف وتخفيض قيمة الجنيه قائلًا: “ستهدف السياسة النقدية والصرف التي ينتهجها البنك المركزي إلى رفع كفاءة أداء سوق النقد الأجنبي، وزيادة الاحتياطيات الأجنبية، وخفض التضخم إلى خانة الآحاد أثناء فترة البرنامج.

وسوف يتيح الانتقال إلى نظام مرن لسعر الصرف، تعزيز القدرة التنافسية، ودعم الصادرات والسياحة، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. ومن شأن ذلك أن يدعم النمو وفرص العمل ويخفض احتياجات التمويل.

فى سياق آخر انعكس الركود في تعاملات السوق السوداء على تجارة الذهب فى سوق الصاغة الأمر الذي أصابها ببعض الركود خلال الأيام الماضية، حيث يعتمد التجار بشكل كبير على السوق السوداء لتوفير أو تبديل حصيلة الصادرات والواردات من الذهب.

وفى ظل ركود السوق السوداء تنخفض السيولة بشكل كبير فى سوق الصاغة الأمر الذي ينعكس على نشاطها بالسلب ويخفض حجم التعاملات اليومية.