«البورصة في العلمين».. خبراء يؤكدون دور الحملات الترويجية في استقطاب متعاملين جُدد

تبدأ البورصة المصرية في إقامة عدد من الفعاليات على مدار الأسابيع القادمة في منطقة الساحل الشمالي وتحديدا مدينة العلمين الجديدة وذلك للترويج لسوق المال والتعريف بأنشطة البورصة ومزايا الاستثمار في سوق الأوراق المالية، وستستمر الفعاليات على مدار أربعة أسابيع على أن تعقد يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.

من جانبهم أكد خبراء سوق المال أن البورصة المصرية تسير على النهج الصحيح نحو توسيع قاعدة العملاء وزيادة جانب الطلب، من خلال نشر الوعي الثقافي بسوق الأوراق المالية ودور البورصة في الاقتصاد الكلي، وذلك من خلال القيام بحملات ترويجية محليًا لاستقطاب فئات جديدة من الشباب وأصحاب الأعمال.

و سجلت البورصة المصرية رقما قياسيا في أعداد المستثمرين الجدد خلال النصف الأول من 2023 بنحو 224 ألف مستثمر وبذلك يصل إجمالي عدد المستثمرين المسجلين إلى أكثر من 740 ألف حتى يونيو 2023.

وعُقدت يوم الجمعة الماضي، في (Paragon Hub) حلقة نقاشية استضافت رامي الدكاني رئيس البورصة المصرية حيث ألقى الضوء خلالها على عدة محاور تتضمن أسباب ودوافع الاستثمار في البورصة ولماذا يعتبر الوقت الحالي مناسبا للاستثمار في سوق الأوراق المالية، وكيفية الاستفادة من الاستثمار في الأوراق المالية كوسيلة للتحوط من التضخم والحفاظ على قيمة المدخرات.

كذلك أوضح الدكاني طرق الاستفادة من سوق الأوراق المالية كأداة لتمويل الشركات وناقش أيضا أفضل المعايير المتبعة في الشفافية والإفصاح في البورصة بالمقارنة مع السوق العقاري وأدوات الاستثمار الجديدة في البورصة المصرية سواء تلك التي تم الإعلان عنها أو التي في طور الإعداد. 

كما عرض الدكاني الخطوات التي قامت بها البورصة لإنشاء مركز الابتكار والمختبر التنظيمي “CORBEH” وطبيعة عمله والخدمات التي سيقدمها لرواد أعمال التكنولوجيا المالية في مجال سوق المال خصوصا وكافة المجالات المالية غير المصرفية عموما.

و Paragon Hub هو أحد شواطئ العلمين المخصصة لممارسة الأعمال بطريقة مبتكرة ويضم مساحة أعمال مشتركة تم تجهيزها بالإمكانيات اللازمة بحيث يتمكن روادها من العمل مع الاستمتاع بالمزايا السياحية للمدينة.

ويتضمن جدول فعاليات البورصة المصرية في الساحل هذا العام عددا من الفعاليات المخصصة لمجتمع الأعمال بالقطاعات الاقتصادية المختلفة بالإضافة إلى الفعاليات الخاصة بأساسيات الاستثمار في سوق الأوراق المالية وأيضا منتجات التمويل الخضراء وكذلك الأدوات المالية المتعلقة بالتغير المناخي والاستدامة بالإضافة إلى فعاليات تخص ريادة الأعمال وإنشاء مشروعات التكنولوجيا المالية.

قال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “مباشر كابيتال هولدنج”، إن الحملة الترويجية التي تقوم بها البورصة المصرية حاليًا بمنطقة العالمين الجديدة خلال تلك الفترة فكرة تدعم نشر الوعي عن سوق المال بين فئات عديدة من المجتمع.

أشار إلى أن تقييم الفكرة يعتمد على نتائجها سواء جذب شرائح جديدة للسوق أو زيادة عدد المتعاملين بالبورصة المصرية، مشيرا إلى أن منطقة العالمين الجديدة بالساحل الشمالي تعتبر منطقة جيدة للدعاية خلال الفترة الصيفية لأنه يجمع عددا كبيرا من المستثمرين المحتملين في نطاق واحد .

تابع  أن تلك الفترة تعتبر فرصة جيدة للاجتماع بفئات عديدة في نطاق واحد وعمل لقاءات للتوعية بسوق المال وبطرق الاستثمار في البورصة المصرية ومميزات الأوراق المالية بتقبل المكسب والخسارة وذلك بوجود رئيس البورصة المصرية وأعضاء من مصر المقاصة.

اعتبر أن سوق المال مازال يحتاج إلى التوسع في الترويج المحلي خلال الفترة الحالية لاستقطاب عدد أكبر من المتعاملين لأن عدد المتعاملين بسوق المال يمثل نسبة قليلة للغاية مقارنة بالكثافة السكانية للدولة فهي لا تمثل 1% من عدد الأفراد في حين أن هناك أسواق خارجية تمثل نسبة المتعاملين بسوق المال لديهم حوالي 50% من مستثمريها.

أشار إلى أن تحريك سعر الصرف ومرونته خلال الفترة الماضية رفعت عدد المتعاملين بسوق المال من 300 ألف متعامل إلى ما يقرب من 800 ألف حاليا باعتبار سوق المال ملاذ أمن للحفاظ على قيمة الجنيه مقابل سعر الدولار .

واعتبر أن سوق المال يحتاج حاليا إلى استقرار سعر الصرف والقضاء على الأسواق الموازية ليكون أكثر جذبا للمستثمرين الأجانب الذين يضعون نصب أعينهم استقرار سعر الصرف بالدولة التي يمكنهم ضخ استثماراتهم بها، موضحا أنه لجني ثمار الترويج الخارجي ولتحقيق هدفه لابد معه أن يستقر سعر الصرف.

ومن جانبها قالت داليا السواح، نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن  الحملات الترويجية التي تقوم بها البورصة المصرية خلال الفترة الحالية تحمل فكر جديد الغرض منه استقطاب كل فئات المجتمع العمرية والاجتماعية.

تابعت أن البورصة المصرية تعمل على نشر التوعية بمفهوم الاستثمار بشكل عام وسوق المال بشكل خاص ولتغيير مفهوم الادخار والانتقال من المفهوم الاستهلاكي إلى مفهوم الاستثمار بعيدا عن الوسائل التقليدية كشهادات البنوك وحسابات التوفير مع توعية الأفراد بوسائل أكثر جذبا وأكبر عائد عن غيرها خصوصا مع ارتفاع التضخم وانخفاض سعر الجنيه.

أشارت إلى أن البورصة المصرية بدأت حملاتها الترويجية  المحلية منذ أكثر من عام عن طريق عمل مؤتمرات في العديد من المحافظات وعمل لقاءات مع أصحاب الأعمال للتوعية بأهمية القيد بالبورصة المصرية وفرص التمويل التي تتم من خلال القيد، موضحة أن المختصين بالبورصة المصرية قاموا بالفعل بمقابلة فئات متنوعة من أصحاب الأعمال  للتوعية بأهمية الاستثمار في البورصة المصرية.

نوهت إلى نتائج حملات الترويج الخارجية التي قامت بها البورصة المصرية خلال الفترة الماضية وأدت لاستقطاب العديد من المستثمرين الأجانب وصناديق الاستثمار ما أدى لارتفاع نسب الأجانب في السوق بعد التخارجات التي شهدها سوق المال نتيجة التغييرات الاقتصادية التي طرأت من جائجة كورونا والحرب الجيوسياسية وارتفاع معدلات التضخم ومرونة سعر الصرف بعد اتباع سياسة رفع الفائدة.

وترى أن السوق دائما في حالة تعطش للحملات الترويجية لزيادة ونشر الوعي بأهمية سوق المال على المستويين أولهما تعريف أصحاب الأعمال بأهمية القيد في البورصة المصرية كأفضل وأوفر وسيلة للتمويل  والآخر خاص بجانب الاستثمار للتعريف بأدوات الاستثمار في البورصة بما أنها أعلى في عائدها عن الوسائل التقليدية.

وسجل مؤشر البورصة المصرية الرئيسي “EGX30”، الذي يضم أكبر 30 شركة مدرجة، مكاسب بأكثر من 21 % خلال النصف الأول من العام الجاري، ليصل لمستويات 17665 نقطة، ليكون المؤشر قد حقق أعلى أداء مقارنة بالمؤشرات الرئيسية بالأسواق المالية العربية. ( وجاء في المرتبة الثانية عربياً مؤشر سوق دبي المالي الذي ارتفع في تلك الفترة بحوالي 14 %، كما ارتفع السوق السعودي بنسبة 9.3 بالمئة، وزاد مؤشر بورصة البحرين بشكل طفيف 0.2 %، فيما هبط مؤشر بورصة قطر بحوالي 6 %).

وحافظ رأس المال السوقي للشركات المقيدة بالسوق على استقراره فوق التريليون جنيه حيث سجل نحو 1.18 تريليون جنيه مرتفعا بنحو 215 مليار جنيه منذ بداية العام الجاري.

وبلغ إجمالي قيم التداول في النصف الأول من عام 2023 بلغ 242 مليار جنيه مقارنة بـ141 مليار جنيه في النصف الأول من العام الماضي.

وفيما يتعلق بزيادات رؤوس الأموال، أفادت البورصة بتسجيل نحو 8.3 مليار جنيه زيادات في رؤوس الأموال مقارنة بـ6.1 مليار جنيه في النصف الأول من العام الماضي، في حين بلغت قيمة توزيعات الأرباح النقدية في الأشهر الستة الأولى من عام 2023 نحو 24.7 مليار جنيه مقارنة بنحو 23.5 مليار جنيه في نفس الفترة من العام السابق.

كما تم قيد 7 شركات في الفترة من نوفمبر 2022 وحتى يونيو 2023 برأس مال مصدر قدره 1.2 مليار جنيه، وأكدت إدارة البورصة العمل على جذب شركات من مختلف القطاعات وبالأخص القطاعات غير الممثلة حاليا في قائمة الشركات المدرجة أو ذات التمثيل الضعيف بالإضافة إلى تلك التي تتفاعل إيجابيا مع المتغيرات التي تحدث في الاقتصاد المصري.