خبير اقتصادي: تشجيع الاستثمار المحلي ضرورة لتخطي تداعيات فيروس كورونا

أكد د. شريف دلاور المفكر والخبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ضرورة أن تقوم الدولة بتشجيع الاستثمار المحلي لمواجهة التداعيات فيروس كورونا والتي تسببت في تراجع الاستثمار الأجنبي، فضلا عن تعزيز الاكتفاء الذاتي وسلاسل الامداد المحلية.

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التي تنظمها الغرفة التجارية بالإسكندرية الآن تحت عنوان “اقتصاد مختلف في عالم مختلف “، والتي تلقى الضوء على الوضع الاقتصادي الحالي، وكيفية تطوير الأعمال في ظل جائحة كورونا.

وقال إن هناك نظام عالمي ونظام اقتصادي جديد قادم ومتوقع منذ سنوات ماضية، وبالتالي أزمة فيروس كورونا لم تخلق نظام جديد، بل هي أدت إلى الإسراع لحدوث هذا النظام الجديد، فيمكن القول أنها “ولادة قيصرية” للنظام الاقتصادي الجديد، نتيجة أزمة كورونا.

وأضاف دلاور أن الأكثر خطراً جراء أزمة كورونا هو زيادة نسبة الفقر والبطالة، فالبنك الدولي أصدر تقرير قريبًا أشار فيه إلى أن ما يحدث هو أكبر انكماش لقيمة الدخل المتوسط للفرد منذ 150 سنة.

وأوضح أن زيادة نسبة الفقر والبطالة سيؤدي إلى خلق فجوات بين الدول وبعضها، وهناك الكثير من الدراسات الحديثة حول هذا الموضوع، والتخوف من آثاره في المستقبل.

وذكر دلاور أن التحدي الأكبر أمام مصر خلال تلك الأزمة، هو الحفاظ على سعر الصرف، وإدارة الدين الخارجي، للحفاظ على مستويات المعيشة، فانخفاض سعر الصرف سيؤثر على مستوى المعيشة والبطالة والأسعار، وبالتالي الاستقرار المعيشي بصفة عامة.

ولفت إلى أن هناك فرص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فهي التي قادرة حاليًا على الابتكار، وإنشاء تطبيقات جديدة، واستخدام التكنولوجيا، ومن الضروري أن تتم بناءً على دراسات جدوى سليمة، موضحا أن الدولة المصرية تشجع بشكل كبير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

ولفت إلى وجود عدد من الآثار المترتبة على الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا ، منها انخفاض في درجة العولمة الاقتصادية، مما يؤدي إلى محاولات الاكتفاء الذاتي وتقوية سلاسل التوريد المحلية.

وأشار إلى ارتفاع وتيرة الحرب بين العملات المختلفة، وزيادة الرقابة الرقمية على الأفراد بشكل أكبر من قبل الحكومات، بالإضافة إلى احتمالية انفجار أزمة الديون العالمية، والتي تمثل ثلاث أضعاف الناتج العالمي، خصوصًا في الدول النامية، وعجز الإنفاق الحكومي، فضلا عن اضطرابات محتملة داخل بعض الدول.

ونوه بأنه توجد سرعة في الإيقاع للاتجاه نحو الاقتصاد الرقمي، وتقوية منظومات الصحة والتعليم بواسطة التكنولوجيات الجديدة، بالإضافة إلى تنسيق أو توحيد بين السياسات المالية المختلفة، فضلا عن ضعف أداء المؤسسات الدولية والإقليمية أمام الأزمة، ما يتطلب إعادة الهيكلة، كمنظمة الصحة العالمية على سبيل المثال، مؤكدا على ضرورة اعطاء أولوية للاستثمارات المحلية عن الاستثمارات العالمية، وتشجيع الاستثمارات المحلية.

وذكر انه هناك سباق تسلح في أدوات الجيل الخامس من الحروب وغزو الفضاء، منوها بأن ظهور الصين كقوى عسكرية يعد أكثر ما يقلق أمريكا أكثر من ظهورها كقوى الاقتصادية، والصراع الحقيقي بينهما بدأ منذ فترة وجيزة من الناحية التكنولوجية، وسيزيد بعد كورونا بشكل قوي، كما تتجه الولايات المتحدة الأمريكية تتجه إلى غزو الفضاء حاليًا بسبب الحصول على المعادن النادرة والتي تنافس عليها الصين، فهي لديها نسبة كبيرة جدًا من تلك المعادن النادرة، فهناك “لعبة” هيمنة، زادت مع أزمة فيروس كورونا.