عقارات “المقاولون” يطالبون بفرض تشريعات حاسمة لأعمالهم لإنجاز المشروعات التنموية بواسطة مروة حمدان 28 نوفمبر 2015 | 2:13 م كتب مروة حمدان 28 نوفمبر 2015 | 2:13 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 0 مذكرة عاجلة أمام الرئاسة لإعادة النظر فى أوضاع قطاع المقاولات، بعدما فشلت الجهات الحكوية والوزارات المختصة فى وضع تشريعات حاسمة لمستقبل صناعة المقاولات تضمن حقوق العاملين بالمهنة، وتنظم دورهم بإعتبارهم الذراع الرئيسى للتنفيذ المشروعات القومية. تقوم الصناعات الرئيسية بالدولة على أسانيد قانونية وتشريعات واضحة تضمن استمرار عملها، وتكشف عن خطواتها المتتالية، وتساهم فى توضيح ملامح مستقبلها خلال السنوات المقبلة، وينطبق ذلك على العديد من القطاعات والصناعات الكبرى التى يقوم عليها عصب الاقتصاد الكلى بالدولة، وتحظى بسند قانونى ملزم لها من خلال التشريعات التى تُقر خطواتها المتتالية فى إطار تنامى حركة السوق المحلية وتطورها باستمرار، وينطبق ذلك على كافة الصناعات الأخرى، بإستثناء صناعة المقاولات ، والتي رغم كونها ممثلة للذراع الرئيسي للدولة فى تنفيذ مشروعاتها وبناء نهضتها، ورسم مخططاتها التعميرية إلا أنها ماتزال تغرد خارج السرب وتعمل دون سند قانونى يضمن حقوقها فيما تقوم بنفيذه من أعمال. ولعل استمرار قطاع المقاولات فى العمل بالدولة دون تشريعات قانونية حاسمة له، هو السبب الرئيسى فى عدم وضوح صورته المستقبلية إذا ما قورن بالصناعات الأخرى بالدولة والتى تحظى بدلائل قانونية توضح نصيبها من التنمية ونصيبها من حجم الأعمال المحلية، وإحتياجاتها خلال السنوات المقبلة، حيث يمثل السند القانونى لأى قطاع الظهير الحامى له، وباستغلال تشريعاته وقوانيه يمكن قراءة مستقبل القطاع خلال السنوات القادمة وفرصته فى النهوض. وفى إطار ما يشهده السوق المحلية خلال الفترة الحالية من تحركات إيجابية على مستوى تنامى حجم الأعمال المطروحة والتى إنعكست علي قطاع المقاولات بصورة مباشرة، اسحوذ القطاع خلال العام الماضى على نصيب كبير من المشروعات التنموية الضخمة بالدولة، وبرغم إثبات شركاته لقدرتها على العمل والإلتزام بالجداول الزمنية المحددة للتنفيذ، إلا أنها على المستوى التشريعى والقانونى الضامن لحقوقها ومستقبلها فى المساهمة فى المشروعات التنموية الضخمة والتى سيتشبع بها السوق خلال السنوات القادمة، فما تزال تغرد منفردة بعد أن فشلت محاولاتها مع الجهات والوزارات المختصة لشرعنة حقوقها، الأمر الذى دفع بالقطاع لرفع مطالبه أمام الرئاسة لسرعة إقرار ضماناته القانونية. المهندس حسن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، أكد أن استعانة الدولة خلال العام الماضى بشركات المقاولات لتنفيذ مشروعاتها التنموية التى طرحتها بشكل عاجل للتنفيذ فى إطار التأسيس لشرايين التنمية المحورية، والتى تمثل تمهيدا لإنطلاق سلسلة ضخمة من المشروعات، لا تعد ضمانة رئيسية لتنشيط قطاع المقاولات بصورة مستمرة، برغم ما ساهمت به حزم المشروعات القومية فى إعادة الحراك للسوق، إلا أن العمل فى تلك المشروعات تم وفقا للتعليمات المشددة والقرارات العليا الصادرة عن القيادة السياسية بالدولة، لتحقيق أهداف عاجلة فى التنمية. وأضاف أن شركات المقاولات أثبتت كفائتها للدولة خلال العام الماضى ، وقدراتها على العمل فى مناخ ملئ بالتحديات حيث الإلتزام بمواعيد زمنية صارمة فى التنفيذ، ومواصفات للجودة فى تنفيذ الأعمال، لافتا إلى مشاركة نحو 350 شركة مقاولات من الفئات والتصنيفات المختلفة فى حفر مشروع قناة السويس الجددية إلى جانب الأعمال التجهيزية للطرق المؤدية للقناة، مشيرا إلى أن نجاح هذه الشركات فى التأسيس للمشروع خلال عام يرجع إلى مناخ العمل الآمن الذى نجحت القيادة السياسية للدولة فى توفيره للمشروع، فضلا عن الدعم الخاص بالمشروع على مستوى التمويل والتأهيل من خلال توفير الخامات الرئيسية والمعدات اللازمة للتنفيذ، فضلا عن تسديد مستحقات الشركات بصورة مباشرة. وأوضح أن الاتحاد كافح خلال الفترة الماضية فى وضع أسانيد وتشريعات قانونية تضمن استمرار عملها بالسوق، وتضع رؤية واضحة حول مستقبلها ونصيبها فى التنمية المضطردة التى سيشهدها السوق تباعا خلال السنوات القادمة، وهو ما دفع بوضع مذكرة مطالب عاجلة أمام الرئاسة لإعادة النظر فى أوضاع القطاع، بعدما فشلت الجهات الحكوية والوزارات المختصة بالقطاع فى وضع تشريعات حاسمة لمستقبل صناعة المقاولات تضمن حقوق العاملين بالمهنة، وتنظم دورهم بإعتبارهم الذراع الرئيسى للتنفيذ بالدولة. وقال المهندس سيد فاروق،نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، أن إفتقاد قطاع المقاولات لوجود تشريعات قانونية تقف خلف دور شركاته يعد السبب الرئيسى وراء معاناة فئة ضخمة من الشركات المتوسطة والصغيرة من عدم القدرة على الحصول على حقوقها الكاملة، وكذلك فرصتها فى المساهمة فى أعمال التنمية والدخول فى تنفيذ المشروعات المختلفة، مشيرا إلى أن معايير نجاح بعض شركات المقاولات الكبرى والتى تمتلك أصولا تمكنها من العمل محليا ولديها فائض بالسيولة المادية وساهمت فى تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة، لا يمكن تعميمها على غالبية الشركات القائمة بالقطاع والتى مازالت تعانى من ضعف سيولتها المادية، وإنعدام قدرتها على الإنخراط فى منظومة العمل الجديدة بالدولة، نظرا لحاجتها لإعادة هيكلة أوضاعها وتطوير معداتها. وأشار إلى ان صناعة المقاولات المصرية لا يوجد لها سند قانونى يدعم بقائها ويرسم مستقبلها ونصيبها فى المشروعات على المستويين المحلى والخارجى، ويعد ذلك سببا رئيسيا فى نجاح الشركات الأجنبية فى الاستحواذ على الحجم الهائل من أعمال التنمية المطروحة بالدول العربية والأفريقية، بينما لم تتمكن الشركات المحلية من الحصول على نصيبها من أعمال التنمية والتعمير التىتشهد الدول المجاروة، منوها أنه على مستوى السوق المحلية تتمكن الشركات الكبرى من الاستحواذ على نصيبها فى الأعمال القائمة، وتظل المعاناة قائمة مع الغالبية العظمى للمقاولين. وأوضح المهندس عليوه شلبى، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للأعمال المدنية، أن إعتماد الدولة على زخم المشروعات المطروحة والاتجاه لتشبيع السوق بأكبر قدر ممكن من الأعمال لا يمثل البديل الكافى لتحسين فرص القطاع ورفع معدلات نموه مستقبلا، حيث تتطلب صناعة المقاولات خلال الفترة الحالية تأهيلا قانونيا يدعم قوتها كنظيرتها من الصناعات الأخرى، ويضمن فرصها فى التنمية كباقى القطاعات القائمة بالدولة، وإن كان قطاع المقاولات يمثل القاطرة الرئيسية فى تنمية مئات الصناعات المرتبطة به. ولفت إلى أن الجانب التشريعى للقطاع مهلهل ولا يقوى لسند شركاته فى تنفيذ مشروعاتها بالدولة خلال السنوات القادمة، كما أن القطاع لم يطرأ عليه أية تعديلات قانونية منذ عام 1992 عقب إصدار القانون رقم 104 الخاص بتنظيم عمل الاتحاد بإعتباره الجهة الحكومية المسئولة عن صناعة المقاولات وأعمال الشركات على مستوى الدولة، وإلى جانب ذلك فشلت جميع الوزارات فى مد يد العون للاتحاد ومساندته فى متطلباته الشرعية للحصول على حقوقه الكاملة، وإثباتها عبر تشريعات صارمة وعقود تمثل ضمانة لعملها بالدولة، وذلك على مستويات عدة تتضمن الحقوق المالية عن تنفيذ المشروعات، ومستحقات الضرائب، وحقوق التأمين على العمالة، وحقوق الشركات فى عقود قانونية جديدة تلغى صفة الإذعان القائمة فى العقود الحالية والتى تتجه لإثبات حقوق طرف واحد فقط دون الآخر. واشار المهندس جابر عطيه ، عضو اتحاد المقاولين، إلى أن قطاع المقاولات حصد خلال الفترة الماضية أكبر كم من الوعود من جانب الحكومة لتنفيذ متطلباته الشرعية، وتم تنفيذ جانب ضئيل منها، وذلك على مستوى الحقوق المادية لإغلاق ملف المستحقات المتأخرة للشركات، بينما ظلت أزمات القطاع فى ملقاته الكبرى والمتعلقة بفرض قوانين عمل جديدة مُنظمة لعمله ثابتة كما هى، ولم تقترب الوزارات المعنية منها بالتغيير، على الرغم من ضخامة حجم الأعمال التى تنتظر دور الشركات خلال السنوات القادمة. ونوه إلى أن مطالبة القطاع بفرض تشريعات قانونية تُسند أعمال الشركات لا تأتى فى إطار الرغبة فى إقتناص حقوقها فقط من الجهات المُسندة للأعمال، ولضمان حقوقها المالية ونصيبها من المشروعات بالدولة، بل تأتى أيضا فى إطار تحقيق العدالة بداخل قطاع الشركات والذى يتضمن تصنيفات وفئات متشعبة تضم آلاف الشركات، ويعمل بها 10% من حجم العمالة القائمة بالدولة، حيث تضمن التشريعات المنظمة لعمل الشركات عدالة توزيع الأعمال بين الشركات لتحقيق فرص متساوية فى العمل، فى ظل أطر غير عادلة للعمل بين الشركات، حيث تستحوذ الشركات الكبرى بصفة مستمرة على النصيب الكبر من الأعمال بالسوق، وتظل فئة كبرى من الشركات فى صفوف الإنتظار بإستثناء بعض الشركات الصغيرة والتى تدخل للعمل من الباطن. وأوضح المهندس سيد بشندى، عضو مجلس إدارة اتحاد المقاولين، أن تغيرات الأوضاع القائمة بالسوق المحلية خلال الفترة الحالية ستعمل على إعادة فلترة الشركات إلى جانب جذب الشركات الأجنبية للتنافس على العمل محليا، وهو ما يبشر بإحتمالية إنخفاض نصيب المقاولات المصرية من حجم الأعمال محليا تزامنا مع تكالب الشركات الأجنبية والتى تمتلك معدات حديثة وعمالة مدربة وقادرة على تلبية إحتياجات المشروعات الكبرى. وأشار إلى أن الوعود الحكومية التى تطلقها الحكومة والجهات المختصة لتسيير أعمال المقاولين لن تنجح على المدى الطويل فى مساندة القطاع، مشيرا إلى أن شركات المقاولات بدأت تخطو خلال الفترة الحالية نحو أعمال التنمية المستدامة حيث قامت 60% من الشركات بإعادة هيكلة أوضاعها وتحديث معداتها للتنافس على الأعمال المطروحة بالسوق، وهو ما يتطلب تحسين أوضاع القطاع وتأهيل الشركات ببنود تشريعية جديدة تضمن نصيبها من فرص المشروعات الجديدة خلال السنوات القادمة. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/gpgg