مصر بين الفائزين المحتملين في حرب الرسوم الجمركية

في ظل تداعيات حرب الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبرز بعض الدول كفائزين محتملين، حيث تجد فرصًا في المعاناة التي تعيشها الدول الأخرى المتضررة من هذه السياسة التجارية.

ومن بين هذه الدول، تبرز مصر كأحد الفائزين المحتملين، حيث يمكنها الاستفادة من تأثيرات الرسوم الأمريكية على منافسيها الرئيسيين في الأسواق العالمية، خاصة في قطاع النسيج، وفقًا لوكالة رويترز.

وتعرضت بعض الدول، مثل الصين وبنغلاديش وفيتنام، لرسوم جمركية مرتفعة وصلت إلى 37% و46% على التوالي، بينما ستتلقى مصر رسومًا بنسبة 10% فقط، مما يعزز فرصها في جذب الاستثمارات وزيادة صادراتها إلى الولايات المتحدة.

وقال مجدي طلبة، رئيس مشروع T&C للملابس المصري التركي المشترك: «الولايات المتحدة لم تفرض الرسوم على مصر فقط، بل فرضت رسومًا أعلى بكثير على دول أخرى. هذا يمنح مصر فرصة جيدة جدًا للنمو.»

وأوضح طلبة أن الصين وبنغلاديش وفيتنام تعد من المنافسين الرئيسيين لمصر في صناعة النسيج، مضيفًا «الفرصة أمامنا واضحة، ويجب أن نغتنمها.»

وبالإضافة إلى ذلك، قد تستفيد مصر من انخفاض المنافسة في قطاعات مثل النسيج بعد تأثر الدول التي تتمتع بفوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة. وقد أشار بعض المسؤولين إلى أن مصر تمتلك الفرصة لتعزيز صادراتها إلى السوق الأمريكي، خاصة في ظل الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على العديد من الدول الكبرى مثل الصين.

ومع ذلك، لا تخلو هذه الفرص من بعض المخاطر، حيث قد تجذب الاستثمارات الصينية الكبيرة في إفريقيا اهتمامًا سلبيًا من إدارة ترامب، مما قد يؤثر على الاقتصاد المصري في حال اتخذت الولايات المتحدة إجراءات إضافية ضد هذه الاستثمارات.

وفيما يخص الأسواق الأخرى، مثل تركيا والمغرب، فإن الوضع مشابه إلى حد ما، حيث تتوقع هذه الدول أيضًا الاستفادة من الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على منافسيها. وبالنسبة للبرازيل، فقد نجحت في الإفلات من الرسوم الجمركية المرتفعة، مما يتيح لها تعزيز تجارتها مع الولايات المتحدة، خاصة في قطاع الزراعة.

تتباين تأثيرات الحرب التجارية بين الدول، لكن مصر تعد من بين الدول التي قد تتمكن من استغلال الظروف الحالية لتحقيق مكاسب اقتصادية ملموسة في المستقبل القريب.