مطالب بتعزيز مشاركة الشباب في قضايا التغير المناخي لتعظيم فرص الاستثمار الأخضر

عُقدت ضمن فعاليات احتفالية يوم المدن العالمي 2024 بالإسكندرية، جلسة بعنوان “الشباب في المقدمة: قيادة تغير المناخ في المدن”، والتي شهدت مناقشات حول أهمية دور الشباب في صناعة القرار وعمليات التنمية المستدامة بالدول.

وانطلقت صباح اليوم، فعاليات يوم المدن العالمي بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار “صناع التغيير المناخي من الشباب: تحفيز العمل المحلي من أجل الاستدامة الحضرية”، وذلك في إطار استعدادات الدولة المصرية لاستضافة المنتدى الحضري العالمي (ثاني أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة) في دورته الثانية عشرة في القاهرة.

الشباب وحلول التحديات

وقال المهندس عمرو لاشين نائب محافظ أسوان، إنه تم إطلاق منصة للمشاركة المجتمعية والهلال الأحمر وكافة المؤسسات المجتمعية، والتي ترتكز على الوقوف على المشكلات الراهنة والحلول التي من الممكن مجابهتها بها.

أكد ، على أهمية التعاون مع شرائح الشباب قائلًا “إذا لم نقدر إمكانياتهم وإعطائهم الفرصة للتفاعل مع البرامج المختلفة فلا يمكن فهم التحديات المستحدثة وتقديم حلول لها”.

وأشار لاشين إلى أن محافظة أسوان قامت بإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة في الاجتماعات العامة المحافظة، وبالفعل بادر الشباب بإرادتهم أثناء فترة الادعاءات الخاصة بتلوث المياه بأسوان، بأن قاموا بالتقاط صور لهم أثناء شرب المياه للتأكيد على عدم وجود أي أزمات في المياه.

ولفت إلى إطلاق منصة “عين المواطن”، والتي تسمح للشباب والمواطنين برفع صور وتقارير تعبر عن رؤيتهم للأوضاع في المحافظة، ما يُعزز من قدرة الدولة على تجاوز أية تحديات طارئة بشكل سريع.

تحديات الحفاظ على الهوية في الإكوادور

وقالت إليزابيث إسبينوزا ممثل “الإكوادور” في يوم المدن العالمي، إن السكان الأصليين في الإكوادور يواجهون تحديات كبيرة للحفاظ على الهوية.

وأكدت على أهمية دعم الشباب للمشاركة في اتخاذ القرارات من خلال المشاركة في ورش العمل والمنتديات بكافة أنحاء الدول، ما يًعزز قدرتهم في الحفاظ على الحضارة والهوية.

من جانبه قال لينين زامبرانو من “الإكوادور”، أنه من خلال هذا اليوم لابد وأن ترتفع الأصوات لتعتز بالثقافة الأصلية مع دعم تواجد فرص للتغيير واتخاذ قرارات هامة للحد من التحديات القائمة والمتعلقة بالبيئة دون انتظار العواقب للوصول إلى مستقبل أفضل.

تحسين البيئة وخلق فرص استثمارية جديدة

وقالت سارة سيد من كندا، إن الابتكار والتنظيم المجتمعي والعمل المناخي وإشراك الشباب في العديد من العمليات كإعادة تدوير المخلفات لاستخدامها مرة أخرى يسهم في فتح مجالات استثمارية قوية في مجال تعزيز الدور البيئي.

تابعت أن المنظمة التي تعمل بها تعمل على تقديم العديد من المقترحات عن كيفية انضمام الشباب للتغيير المناخي بالإضافة إلى مقترحات لكثير من الأفكار لخلق نماذج فنية حول “كيف يبني الشباب حلول ومبادرات مختلفة خاصة مع المشاركة فيما بينهم؟”.

أوضحت أنه لابد من التوجه إلى إشراك الشباب مع الحكومات في لجان فنية تتشاور فيه الحكومات والمجتمعات الخاصة بصنع القرار بداعي أن الشباب يحتاجون للمشاركة ليكون دورهم أكثر فاعلية ولا يقتصر على التلقي فقط بل يمكن إعطائهم فرص لتحويل أفكارهم إلى خطط مستقبلية.

لفت إلى أهمية الاستعانة بالشباب في تخطيط المدن ومشاركة المجتمع المدني بتقديم المنح للشباب لتمكينهم من تفعيل دورهم في صنع القرار وإيجاد الحلول للحصول على المهارات التي تمكنهم من توصيل صوتهم ورؤيتهم عن تخيل المستقبل.

إعادة تدوير المواد البلاستيكية الطبية

من جانبها قالت الدكتورة أمنية قنديل، إن الأضرار البيئية التي تنتج عن التلوث تؤثر على صحة الإنسان وانتشار الفيروسات وتفشي العديد من الأمراض، ليس فقط للإنسان بل للنباتات كذلك.

تابعت أن العنف الذي يواجهه الإنسان نتيجة تغير المناخ البيئي شديد وإيجاد حلول له يحتاج لوقت وتكاليف باهظة، مشيرة إلى أن درجة الحرارة تأتي بنتائج عكسية على فعالية الأدوية المستخدمة في معالجة الإنسان من العديد من الأمراض.

أشارت إلى أن هناك دراسات عديدة عن مدى تأثير درجة الحرارة على فعالية الدواء وأثبتت أنها تؤثر سلبًا على المادة الفعالة، موضحة أن هناك العديد من الحلول باستخدام مواد صديقة للبيئة في المجال الطبي كالجراحات واستخدام مواد بلاستيكية في هذا المجال.

أكدت أن إعادة تدوير المواد البلاستيكية المستخدمة في المجال الطبي يمكن إعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى دون وجود أي تأثيرات سلبية من ذلك.

استهلاك الطاقة النظيفة

وقالت زينة الزين من مصر، إن أكثر من 40% من استخدام الطاقة تستخدمه المدينة، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة.

تابعت أنه منذ 4 سنوات يتم العمل على إدخال المشاريع التنموية في التدريس للمساهمة في تغيير المدن وتحويلها من مدن مستهلكة إلى منتجة للطاقة النظيفة.

لفتت إلى أهمية استغلال الأمطار في زراعة أشجار وكيفية خلق بيئة حضارية متميزة بالطاقة النظيفة والنقية، مشيرة إلى أن المعماريين الذين يهتمون بتحويل المدن إلى مدن ذكية يساهموا بشكل كبير في إنتاج تصاميم لحلول رقمية تساهم في إيجاد حلول للمياه بالإضافة إلى استخدام الأرصفة في تجميع المياه.

شارك في فعاليات يوم المدن العالمي، الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور شريف الشربيني وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، وكلوديا روسباخ وكيل الأمين العام والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، وإيلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، وأحمد رزق مدير مكتب مصر فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، ولفيف من ممثلي المنظمات العالمية وأعضاء مجلسي النواب والشورى.

ويأتي احتفال يوم المدن العالمي لهذا العام في مدينة الإسكندرية لدعم صناع التغير المناخي من الشباب، والذي يشهد بدوره العديد من الفعاليات التي تعزز من التوجه المحلي والدولي للتصدي للتغير المناخي في المدن، ومعالجة تحديات واقتناص فرص التحضر السريع من خلال التركيز على المشاركة النشطة للشباب في تشكيل المدن والمجتمعات المستدامة، وإشراك الجيل الجديد في التخطيط لحاضرهم ومستقبلهم الحضري من خلال العمليات التشاركية وفرص القيادة المحلية.

جدير بالذكر أن يوم المدن العالمي هو مناسبة سنوية لتعزيز وإلهام العمل حول مفهوم التوسع الحضري المستدام من خلال تعزيز التعاون الدولي، وتعظيم الفرص، والتصدي للتحديات التي نتجت عن الوتيرة السريعة للتوسع الحضري ومواجهة تحديات الإسكان وتغير المناخ والوصول العادل إلى الخدمات الأساسية والأمن والوظائف اللائقة.