«نيو هوب» الصينية تخطط للتوسع بالسوق المصرية باستثمارات تصل إلى 3.5 مليار جنيه 

كشف وو تشيان فينج، المدير الإقليمي للاستثمار بشركة نيو هوب إيجيبت جروب التابعة لمجموعة شركات نيو هوب الصينية المتخصصة في الصناعات الغذائية الزراعية وتربية الثروة الحيوانية والداجنة، عن خطة توسعات جديدة في السوق المصرية، تستهدف ضخ استثمارات إضافية تتراوح بين 300 و500 مليون ريمنبي (ما يعادل نحو 2.1 إلى 3.5 مليار جنيه) خلال المرحلة المقبلة.

وقال إن الخطة تستهدف التركيز على زيادة الطاقة الإنتاجية لمصانع الأعلاف القائمة، وإنشاء مصنع أعلاف جديد، إلى جانب تأسيس شركة دواجن جديدة.

وأضاف فينج أن الخطة تهدف إلى دعم احتياجات قطاع التربية الحيوانية والداجنة، وخلق ما يقرب من 1000 فرصة عمل جديدة، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة لقطاع الثروة الحيوانية، مع التركيز على رفع كفاءة الخدمة المقدمة للعملاء وتحسين استقرار سلاسل الإمداد.

جاء ذلك خلال جلسة «نحو بيئة استثمارية جاذبة لصناعة تنافسية» ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الرابع «غذاء مصر»، الذي تنظمه غرفة الصناعات الغذائية.

2.7 مليار جنيه استثمار نيو هوب الصينية في مصر

وعن استثمارات المجموعة في مصر، أوضح فينج أن نيو هوب بدأت أعمالها بالسوق المحلية عام 2011، وتمتلك حالياً 4 مصانع أعلاف وشركة دواجن، بإجمالي استثمارات تصل إلى نحو 400 مليون رينمبي (ما يعادل 2.7 مليار جنيه ).

وتابع، تشمل أنشطة الشركة إنتاج أعلاف الدواجن والمواشي والأسماك، وتربية الدواجن والكتاكيت، إلى جانب العمل على تطوير سلاسل صناعية متكاملة تشمل المجازر وتصنيع وتصدير اللحوم.

وأضاف أن الشركة كانت من أكبر الشركات مبيعاً للأعلاف في السوق المصرية خلال عام 2024، وأسهمت في توفير نحو 2.5 مليون كتكوت للسوق المحلي خلال العام نفسه.

وأكد أن مصر تمثل سوقاً استراتيجياً محورياً للمجموعة في إفريقيا والمنطقة العربية، في ظل آفاق النمو الواعدة.

وحول جاذبية السوق المصرية، أشار فينج إلى عدد من العوامل الداعمة، في مقدمتها ضخامة السوق المحلية التي تضم نحو 100 مليون نسمة، مع نسبة مرتفعة من الشباب، ما يدعم النمو المستدام لاستهلاك البروتين الحيواني، كما يسهم القطاع الزراعي بنحو 11.3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر فرص عمل لنحو 28% من القوى العاملة، فيما يبلغ متوسط استهلاك الفرد من اللحوم سنوياً نحو 29 كيلوجراماً.

وتابع أن البيئة السياسية والتنظيمية الداعمة، وما شهدته السنوات الأخيرة من إصلاحات اقتصادية وتعديلات تشريعية على رأسها قانون الاستثمار، أسهمت في تحسين مناخ الأعمال وتقديم حوافز جاذبة للاستثمارات الأجنبية، لافتاً إلى أن عام 2024 شهد الاحتفال بمرور 10 سنوات على إقامة العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، مع تأكيد الجانب المصري تقديم الدعم الكامل لتوسعات نيو هوب.

ولفت فينج إلى النمو المتسارع للاقتصاد المصري، حيث سجل معدل نمو بنحو 5% في الربع الأخير من العام المالي 2024/2025، وتجاوز متوسط نمو الناتج المحلي 4%، إلى جانب تحقيق قطاعي السياحة والصناعة معدلات نمو قياسية، وارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر خلال النصف الأول من عام 2025 إلى نحو 12.4 مليار دولار، بزيادة 47%، وهي الأعلى خلال خمس سنوات.

ونوه بأن الموقع الجغرافي المتميز لمصر عند ملتقى طرق آسيا وإفريقيا وأوروبا، ووجود قناة السويس كممر رئيسي للملاحة العالمية، يمنحان السوق المصري ميزة تنافسية كبيرة للتوسع الإقليمي والتصدير، ويعززان من جاذبيته كمركز صناعي ولوجستي إقليمي.

وعلى جانب آخر أوضح فينج أن مجموعة نيو هوب تأسست عام 1982، وواكبت مسيرة الإصلاح والانفتاح في جمهورية الصين الشعبية، حتى أصبحت صاحبة أكبر طاقة إنتاجية للأعلاف في العالم وداخل الصين، وأكبر مورد للحوم والبيض ومنتجات الألبان في السوق الصيني، كما صُنفت في المرتبة 378 ضمن قائمة أقوى الشركات اقتصادياً على مستوى العالم لعام 2024.

وأشار إلى أن نيو هوب ليو ذات الأسهم المحدودة تُعد أكبر قطاع صناعي تحت مظلة مجموعة نيو هوب، وتعمل في عدد من الدول من بينها مصر، فيتنام، الفلبين، إندونيسيا وسنغافورة، وقد أُدرجت في البورصة عام 1998، وأسست أول شركة خارج الصين في فيتنام، قبل أن تتوسع حالياً في نحو 20 دولة حول العالم.

ومن ناحية أخرى أكد فينج أن نيو هوب حرصت، بالتوازي مع توسعها الاستثماري، على تقديم إسهامات إيجابية لتطوير منظومة التربية، انطلاقاً من استراتيجية «الجودة أولاً»، حيث أدخلت التكنولوجيا الصينية المتطورة إلى قطاع تربية الدواجن، وأسهمت في تحسين المستوى الفني للتربية ومعامل التحويل، ووفرت نحو 1500 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب 50 ألف فرصة عمل غير مباشرة.

وفي إطار مسؤوليتها المجتمعية، أطلقت الشركة مبادرة «النهوض بالريف المصري» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، والسفارة الصينية في مصر، والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي. وبدأت بالفعل المرحلة الثانية من المبادرة، التي استفادت منها 100 أسرة مصرية، مع توقعات بتوسيع نطاقها خلال عام 2026 لتشمل عدداً أكبر من الأسر الأكثر احتياجاً.

وذكر فينج أن المبادرة تركز على تنمية مهارات التربية لدى السيدات المصريات، بما يعكس التزام الشركة بالمسؤولية المجتمعية، ويجسد عمق العلاقات المصرية–الصينية، ويعزز مفهوم الشراكة التنموية بين البلدين.