الحكومة تنفذ خطة  التصدى لـ “كورونا” بالتركيز على وسائل النقل والمشروعات الكبرى

تُحاصر تداعيات إنتشار فيروس كورونا العديد من القطاعات الحيوية بالدولة كالسياحة والنقل وكذلك قطاع الإنشاءات المحلية والذى يرتبط حاليا بتنفيذ مجموعة من المشروعات القومية بشراكات مع الجانب الصينى ، ويتمثل ذلك فى مشروعى إنشاء مدينة الأبراج بالعاصمة الإدارية ومشروع القطار الكهربائى الجديد، وإلى جانب المشروعات القومية، تعمل الحكومة على تأمين آليات التشغيل والاستخدام فى مرافق النقل الرئيسية بالدولة، حيث يمثل مرفقى مترو الأنفاق والسكة الحديد احد أهم وسائل النقل التى تقل ملايين من الركاب بصورة جماعية عبر رحلاتها اليومية بمختلف المحافظات.

وللتحوط ضد أخطار تداعيات إنتشار فيروس كورونا المستجد والحد من تأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية بالدولة، قدمت عددا من الجهات الحكومية المختصة بالدولة إجابات واضحة حول سيناريوهات التعامل لتأمين كافة مرافق الدولة والحرص على سلامة المواطنين العاملين بها.

وإرتباطا بالتعامل المباشر واليومى مع أكثر وسائل النقل إستخداما بالدولة ممثلا فى “مترو الأنفاق” ، حرص وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير، على تقديم إجابة واضحة حول فكر التأمين ضد فيروس كورونا المستجد وإتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع إنتشاره فى مرفق متر الأنفاق، موضحا فى تصريحات تليفزيونية له ، أنه يتم تعقيم المترو 3 مرات يوميًا، وخاصة الشبابيك وحجز التذاكر والفواصل المعدنية، كما يتم تعقيم قطارات السكك الحديدية بشكل يومى.

وأضاف أن مرفق مترو الأنفاق يقوم يوميا بنقل كثافات عالية من الركاب تصل إلى نحو 3 ملايين راكب فى اليوم، إلى جانب مساهمة مرفق السكة الحديد فى نقل نحو مليون راكب يوميا على الخطوط المختلفة.

وفيما يتعلق بمساهمة الشركات الأجنبية فى المشروعات الكبرى، تتصدر “العاصمة الإدارية” أبرز النماذج للمدن الجديدة التى تشهد تطوير مشروعات عملاقة بمشاركة جهات أجنبية ،حيث تشارك الشركة الصينية فى تطوير منطقة الأبراج بحى المال والأعمال والتى تشهد تواجد نحو 5 آلاف عامل مصرى وعدد 1800 عامل صينى ، وأعلنت الشركة الصينية العاملة فى العاصمة الإدارية فى تصريحات رسمية لها عن إتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع إنتشار الفيروس بموقع العمل، حيث يتم التكليف بتطهير المبانى والمعدات والسيارات ونشر كتيبات للتوعية للمواطنين بأخطار الفيروس وطرق الوقاية والحفاظ على النظافة الشخصية.

 وقبل نهاية فبراير 2020، عقد نائب مدير الشركة الصينية العاملة في إنشاءات حي المال والأعمال بالعاصمة الادارية الجديدة ، لي شينشو ، مؤتمرا لتوضيح موقف الشركة وإجراءاتها فى تأمين موقع العمل فى العاصمة الإدارية، مؤكدا أن الشركة الصينية قامت بتوظيف عمالة مصرية ماهرة ومدربة، كما لفت إلى أن أزمة فيروس كورونا أثرت سلبا على استيراد بعض المعدات والآلات المستخدمة في المشروع من الصين بسبب إغلاق المصانع وبقاء العمال في منازلهم .

 وتُفعل وزارة النقل إجراءات الحجر الصحى بجميع الموانئ البرية والبحرية فى إطار إتخاذ إجراءات التحوط ضد إنتشار الفيروس المستجد، وتأمين منافذ الدولة والتى ترتبط بالتعامل مع الدول الأجنبية المختلفة.

 وترتبط تداعيات فيروس “كورونا المستجد” بالتأثير على العديد من المناحى الاقتصادية، فهو يمثل مصدر تهديد للأنشطة السياحية والترفيهية وينذر بخفض عائدات الاستثمار فى المجالات الترفيهية والتسويقية والتجارية والتى ترتبط بتجمعات البشر فى أماكن موحدة، وهو ما دفع بعض الدول الخارجية التى تعانى من سرعة إنتشار الفيروس من إغلاق دور السنما والمسارح والحد من التجمعات فى المساجد والكنائس والأسواق التجارية دعما للحفاظ على الأرواح والحد من تزايد نسب الإصابات بالفيروس.

 وأعلنت مصر مؤخرا عن وصول إجمالى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد إلى نحو 45 حالة، فيما قررت بعض الدول العربية حظر السفر إليها من العاملين الحاملين لجنسيات مختلفة إلا بعد إستصدار التحاليل الرسمية للتأكد من سلبية حمل الفيروس فى العمالة الوافدة  إليها .

 وتسبب إنتشار فيروس كورونا فى إعلان وقف إقامة عددا من المعارض الخارجية والمؤتمرات الهامة، حيث أعلنت أمس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس قرارها بتأجيل المؤتمر الاقتصادي الدولي “المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. محور الاستثمار” والذي كان مقررا إنعقاده في الفترة من 21-22 مارس الجاري، وصرحت الهيئة بانه على الرغم من إستعدادها لتنظيم المؤتمر لعرض تطورات العمل بالمنطقة وإبراز فرص الإستثمار، إلا أنه بسبب المخاوف الدولية المتزايدة والمتعلقة بفيروس كورونا (Covid-19) التي أدت إلى إلغاء وتأجيل العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية.

 وقالت الهيئة أن قرار التأجيل جاء فى إطار الإجراءات الوقائية التي تقوم بها مصر للحفاظ على صحة المشاركين والمدعوين للمؤتمر، حيث كان من المقرر أن يشهد المؤتمر طرح 5 فرص استثمارية على المستثمرين الدوليين بمنطقة قناة السويس.

 وفى مطلع الأسبوع الأول من مارس الجارى، أعلنت الشركة المنظمة لمعرض «ميبيم» الحدث الأهم فى السوق العقارية العالمية، تأجيل انطلاق المعرض الذى كان مقررا له 10 مارس الجارى وتستضيفه مدينة «كان» الفرنسية، على مدار 3 أيام، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة من انتشار فيروس «كورونا».

 وقررت الشركة تأجيل إطلاق المعرض حتى يونيو المقبل حفاظا على العملاء والموظفين، وفى إطار رؤيتها لإعطاء المجتمع الدولى فرصة أكبر لتحقيق أهدافه فى محاصرة انتشار الفيروس.