وقال تولي ماكولي، رئيس دائرة اقتصاديات آسيا والمحيط الهادي بـ”سكوتيا بنك” في سنغافورة ، أن “المعركة ضد كورونا بعيدة كل البعد عن نهايتها، مشيرا إلى أن اندلاع موجة ثانية للوباء بالاقتصادات المتقدمة كفيل بأن يشكل خطرا حقيقيا للاقتصاد العالمي، الذي لا يزال يعد في المراحل الأولى المبكرة للتعافى”.

وأضاف إنه في الوقت الذي توقع فيه كثير من الخبراء الاقتصاديين تعافي سريع الخطى للاقتصاد العالمي أي على شكل حرف “v”، في أعقاب تخفيف القيود المفروضة لمكافحة انتشار الفيروس، تزداد المخاوف الآن من أن نرى النوع “u” من التعافي الاقتصادي والذي يعني انحدارا حادا ً، ثم القليل من التباطؤ على المدى الطويل أو المدى المتوسط ثم انتعاشا سريعا.

ويرى خبراء اقتصاديون أنه إذا ما سجلت بيانات ثقة المستهلك تحسنا، فذلك يعد حلقة مهمة في مسيرة الاقتصادات صوب التعافي بالإضافة إلى مؤشر مناخ الأعمال وبيانات التوظيف.

و دعا وارويك مكبيين الباحث في معهد بروكينجز وجامعة أستراليا دوائر صنع القرار حول العالم الى الاستعداد لتقديم مزيد من الدعم في ظل استمرار ارتفاع عدد إصابات كورونا ، مشيرا إلى أن عدم توافر مصل او لقاح لفيروس كورونا حتى الآن يصعب معه حدوث تعافي اقتصادي كامل.
وأضاف :”لا نستطيع القول بإن وباء كورونا في طريقه أو يقترب من نهايته”.

وحسب بيانات معهد التمويل الدولي ، فقد بلغت قيمة إجمالي حزم الدعم المالي التي أقرتها الحكومات منذ بدء انتشار جائحة فيروس كورونا نحو 11 تريليون دولار ، ولا يزال هناك 5 تريليونات دولار إضافية قيد الإعداد.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أمس تسجيل قفزة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم على خلفية رصد 183.020 حالة خلال 24 ساعة، لتتجاوز الحصيلة الإجمالية للإصابات العالمية الـ8.722.233 في 196 بلدا ومنطقة منذ بداية تفشي الجائحة.

وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، الاثنين، من أن فيروس كورونا المستجد لا يزال يتسارع حول العالم، متوقعا أن تدوم آثاره الاقتصادية والاجتماعية لعقود.

وقال في منتدى عبر الفيديو نظمته حكومة إمارة دبي “على الصعيد العالمي، لا يزال الوباء يتسارع. لقد استغرق الإبلاغ عن أول مليون حالة أكثر من 3 أشهر، لكن جرى الإبلاغ عن المليون حالة الأخيرة في غضون ثمانية أيام فقط”.

وتابع “لكننا نعلم أن الوباء أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية، إنه عبارة عن أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية، وفي العديد من البلدان أزمة سياسية، وستظهر آثاره لعقود قادمة”.

واعتبر أن الوباء “أثر على كل قطاع، لذا فإن استجابة الحكومات بأسرها والمجتمع ككل أمر أساسي ليس فقط لهزيمة الوباء ولكن للتعافي”.