بمكاسب تتجاوز 20%.. الأسهم العالمية تستعد لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ 2019

أخذت الأسهم العالمية استراحة في يوم التداول الأخير من العام لكنها كانت تتجه نحو أفضل أداء سنوي لها منذ عام 2019، في حين من المقرر أن تنهي سندات الخزانة الأمريكية العام على نطاق واسع حيث بدأت، مما يخفي بعض التحركات الجامحة للمؤشر القياسي في عام 2023.

ارتفعت الأسهم في جميع أنحاء العالم بشكل حاد في الشهرين الأخيرين من العام، حيث انخفضت عوائد السندات القياسية على خلفية توقعات تخفيضات أسعار الفائدة من البنك المركزي في أوائل عام 2023.

أغلق مؤشر إس آند بي 500 (.SPX) يوم الخميس على ارتفاع بنسبة 0.3% فقط عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له، والذي تم الوصول إليه في 3 يناير 2022. وارتفعت العقود الآجلة للمؤشر بنسبة 0.1%، مما ترك المتداولين في حالة ترقب لمعرفة ما إذا كان المؤشر القياسي سيصل إلى مستوى جديد. الذروة قبل نهاية العام.

ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 25% تقريبًا هذا العام بفضل الارتفاع الهائل في أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، في حين أن مؤشر ستوكس 600 الأوروبي (.STOXX) حاليًا بالقرب من ذروة 23 شهرًا، يتجه لتحقيق مكاسب سنوية بنسبة 12%.

وحقق مؤشر الأسهم العالمية MSCI مكاسب بأكثر من 20%، وهو أكبر ارتفاع له منذ أربع سنوات. وارتفعت جميع المؤشرات بشكل حاد في نوفمبر وديسمبر.

قال سامي تشار، كبير الاقتصاديين في لومبارد أودييه: “لقد استهلكنا الكثير من العوائد التي كانت متوقعة في عام 2024. من الواضح أن الزخم الإيجابي في الأسواق يرتبط بانخفاض العوائد، والسؤال الآن هو إلى متى يمكن أن يستمر هذا الاتجاه؟”

وتابع تشار: “ليس من الضروري أن يتوقف الأمر بالضرورة، فمن المحتمل أن تكون العائدات المستقبلية أكثر اعتدالًا مما كانت عليه في بداية نوفمبر، ولكن إذا كنت تعتقد أن النهاية الطويلة للمنحنى الأمريكي يمكن أن تستقر عند حوالي 3.5% – 4%، وهو ما نحن فيه الآن”، مضيفًا: “هناك خطر ضئيل بحدوث تحول كبير، وإذا تمكنت الشركات من الاستمرار في تحقيق الأرباح، فقد لا يزال هناك نسبة قليلة من الارتفاع.”

بلغ العائد القياسي لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات 3.885%، مرتفعًا بمقدار 3 نقاط أساس خلال اليوم، وبشكل ملحوظ بمقدار 5 نقاط أساس فقط فوق مستواه في بداية العام.

يخفي هذا الأداء السنوي بعض التقلبات الرئيسية، حيث وصل عائد الورقة النقدية إلى 5.021% في أكتوبر، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2007، قبل أن يتراجع ويقود ارتفاع الأسهم.

كان وراء الانخفاض في العائدات انخفاض مستمر في التضخم في جميع أنحاء العالم مما دفع التوقعات بأن البنوك المركزية ستخفض أسعار الفائدة في أوائل العام المقبل، حتى مع بقاء الاقتصاد الأمريكي قويًا على نطاق واسع.

تتوقع الأسواق فرصة بنسبة 88% لبدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تخفيضات أسعار الفائدة في مارس، وفقًا لأداة CME FedWatch، مقارنة بفرصة 35% في نهاية نوفمبر. يقوم المتداولون أيضًا بتسعير ما يزيد عن 150 نقطة أساس من التيسير العام المقبل من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا.

كان التضخم الإسباني جزءًا نادرًا من البيانات الاقتصادية خلال فترة الهدوء بين عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. ولم يتغير معدل التضخم المنسق للاتحاد الأوروبي لمدة 12 شهرًا عن نوفمبر عند 3.3%، على الرغم من أنه أقل من 3.4% التي توقعها المحللون الذين استطلعت رويترز آراءهم.

 ضعف الأداء الصيني

كانت الأسواق الصينية ذات أداء ضعيف بشكل ملحوظ، على الرغم من التفاؤل في بداية العام عندما أنهت بكين سياسة القضاء على فيروس كورونا.

وخسر كل من مؤشر هانج سنج في هونج كونج (.HIS) ومؤشر الأسهم القيادية في الصين (.CSI300) أكثر من 10% خلال العام بسبب تراجع ثقة المستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي سوق العملات، تراجع الدولار واتجه نحو الانخفاض بنسبة 2% هذا العام بعد عامين من المكاسب القوية، مع انخفاضات تعكس انخفاض عوائد السندات الأمريكية.

ومقابل سلة عملات، بلغ الدولار في أحدث تعاملات 101.25 مبتعدا عن أدنى مستوى في خمسة أشهر البالغ 100.61 الذي لامسه يوم الأربعاء.

في السلع، من المتوقع أن تشهد العقود الآجلة للقمح والذرة في شيكاجو أكبر انخفاض سنوي خلال عقد من الزمن، حيث أثر تخفيف اختناقات العرض في منطقة البحر الأسود وارتفاع الإنتاج على الأسعار.

كان من المقرر أن تنهي أسعار النفط عام 2023 منخفضة بنسبة 10% بعد عام من التقلبات العنيفة الناجمة عن المخاوف الجيوسياسية وتخفيضات الإنتاج والإجراءات العالمية لكبح جماح التضخم.

ويوم الجمعة، ارتفع الخام الأمريكي 0.7 بالمئة إلى 72.06 دولارا للبرميل، وسجل خام برنت 77.69 دولارا مرتفعا 0.7 بالمئة.

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً يوم الجمعة وتستعد لإنهاء أفضل عام لها منذ عام 2020. وبلغ سعر الذهب الفوري 2064.7 دولارًا للأوقية.