أعمده ومقالات أحداث السعودية: ابعد عن الشر وغَنِّى له بواسطة محمد ابو الغار 14 نوفمبر 2017 | 3:17 م كتب محمد ابو الغار 14 نوفمبر 2017 | 3:17 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 5 هناك تغييرات كبرى تحدث فى السعودية لا يعلم أحد ما هى نهايتها وما هو مداها، وحيث إن هذه التغييرات تحدث بالتناغم مع قوى كبرى عالمية وشرق أوسطية فالنصيحة الأولى والثانية والأخيرة أن نعتبر أن هذه الأحداث من الشؤون الداخلية لدولة عربية وليس من مصلحتنا الآن أو مستقبلاً أن نعلق على شىء ولا أن نتدخل فى شىء لأسباب كثيرة: أولاً: نحن لا حول لنا ولا قوة فى هذا الصراع الداخلى فى السعودية ولا الصراع فى منطقة الخليج، فالاقتصاد المصرى المثقل بالديون وبالصعوبات الضخمة الداخلية لا يحتمل بأى حال الضلوع فى أى مغامرات جديدة. ثانياً: جيش مصر الوطنى عليه أعباء داخلية ضخمة أولها وأهمها الدفاع عن الحدود ونحن الآن فى خطر حقيقى من الشرق وأحداث سيناء المتكررة والخطيرة تستدعى الحذر والتدريب وتواجد الجيش بكل قوة داخل الوطن والآن هناك أخطار من أنواع مختلفة من التنظيمات الإرهابية المسلحة فى ليبيا بالعتاد الذى اشتراه القذافى بأموال شعبه ولم يستخدمها وهى موجودة فى الصحراء الليبية الممتدة إلى الصحراء الغربية المصرية. ثالثاً: الجيش المصرى عليه مساعدة الشرطة المصرية داخلياً والتى من الواضح أن كفاءتها تحتاج إلى جرعات تدريبية لتحارب الإرهاب بكفاءة أكثر ودخول الجيش كما حدث فى الهجوم الإرهابى على الشرطة فى الواحات البحرية أصبح أمراً واقعاً وضرورياً. رابعاً: الجيش المصرى وهو أكبر الجيوش العربية وأقواها تدريباً ملتزم بالدفاع عن الدول العربية حسب مواثيق ومعاهدات مختلفة ولكن كل هذه الدول مرتبطة أيضاً بتحالفات ومعاهدات مع مختلف القوى الكبرى من الولايات المتحدة إلى أوروبا وإذا حدث هجوم حقيقى عليهم من الخارج فهم لن يطلبوا الجيش المصرى وإنما سوف يطلبون أصدقاءهم من الغرب وبالطبع يمكن ويجب أن نساعد الأشقاء فى الدفاع عن أنفسهم فى حالة الاعتداء عليهم أما فى الحروب التوسعية أو التدخل العسكرى فى دول أخرى فالغرب لن يدخل معهم ونحن لا يجب أن يكون لها شأن فى ذلك إذا طلبوا منا التدخل لأن أرواح المصريين يجب أن نحافظ عليها ولا نسمح بضياعها. خامساً: الدول الكبرى لها مصالح فى إضعاف وربما الحرب مع دول إقليمية كبرى وربما تقوم هذه الدول بإغراء بعض القوى العربية بعمل مغامرة عسكرية وتقدم الوعود بمساعدتها فى ذلك وكلنا نذكر كيف دخل صدام حسين بالعراق فى الحرب الرهيبة ضد إيران وقد خسرت العراق الآلاف من الجنود والمليارات من الدولارات فى حرب جنونية انتهت بالعودة للحدود الأصلية وإنهاك العراق معنوياً ومادياً وعسكرياً. اقتراب مصر من هذه المنطقة الخطرة أمر جلل فليس من الحكمة أو العقل أن نتشاور حتى فى هذا الأمر. سادساً: هناك إسرائيل التى تضغط بكل قوة على العالم كله بداية بأمريكا ونهاية بدول المنطقة لأنها تخاف من التقدم العسكرى الإيرانى وتخشى أن تنتج إيران القنبلة النووية وتريد حرباً وقائية ولذا فهى تدفع ترامب بعد أن أقنعت كوتشنر بذلك بطريقة أو بأخرى لإلغاء الاتفاق الأمريكى الإيرانى الذى يمنع إيران من إنتاج أسلحة نووية لعدد كبير من السنوات. ولكنه يسمح بالتقدم فى مجالات أخرى، إلغاء الاتفاق لن يضر إيران لأنها قد تلقت جميع أموالها المجمدة فى الغرب وأوروبا الغربية لا تريد مقاطعة إيران حالياً. إذن ابتعاد مصر عن الخناقة مع إيران أكثر أماناً لمصر ومستقبلها. سابعاً: معروف أن الاقتصاد السعودى الضخم والذى يعتمد أساساً على إيراد البترول بدأ يلاقى صعوبات بعد انخفاض أسعار النفط وبعد زيادة السكان فى السعودية بحيث أصبحت الرعاية الاجتماعية الكاملة والمكلفة عبئاً على الميزانية وكان دخول السعودية فى حرب سوريا عبئاً مادياً جديداً ولكن الكارثة المالية الكبرى كانت فى حرب اليمن التى ليس لها نهاية وربما تضطر السعودية فى النهاية لدفع تعويضات ضخمة لإعادة بناء اليمن وأن توابع هذه الحرب قد تستمر لسنوات طويلة وتؤثر على أمن السعودية. قدرة السعودية على العطاء المادى فى المنطقة أصبحت أقل وإذا حدث أى تهور آخر مدفوع من أمريكا وإسرائيل سيكون وبالاً اقتصادياً على السعودية. ثامناً: شركة أرامكو الكبرى الضخمة سوف تطرح فى البورصة وترامب يصر أن يكون ذلك فى بورصة نيويورك ومعنى ذلك أن جزءا من أصول البترول السعودى سوف يباع إلى الأمريكان وغيرهم وسوف يصبحون شركاء فى بترول السعودية وهو يعنى أن المستقبل الاقتصادى للسعودية لن يكون كما كان. تاسعاً: السعودية تقدم مشروعاً ضخماً للمنطقة، طبقاً لما نشر عن المشروع فسيكون جزء من مصر مكونا أساسيا فيه. أعتقد أن أى تسرع أو وعود أو اتفاقيات على أشياء هلامية غير واضحة ومستقبلها غير معروف سيكون خطراً. ما زال المصريون يعانون نفسياً ومعنوياً من فقدان تيران وصنافير وسوف يظل عالقاً فى ضمائرنا للأبد. عاشراً: لا أحد يعرف نهاية أحداث السعودية الداخلية ولا أحد يعرف بصفة مؤكدة ما هو مصير ترامب فى أمريكا ولذا فإن على مصر أن تبعد نفسها تماماً عن هذه المعارك الداخلية فى السعودية والتى تشارك فيها أمريكا وإسرائيل وإيران.. العقل زينة يا حضرات. قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/6l54