بارتفاع 17%… 2.3 تريليون دولار قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ عالمياً منذ بداية 2024

شهدت الأشهر الأخيرة عودة الشركات العالمية الكبرى إلى ساحة الاندماجات والاستحواذات، إذ أعلنت عن صفقات ضخمة، والتي رفعت إجمالي قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ عالميًا إلى 2.3 تريليون دولار أمريكي في أول تسعة أشهر من العام الحالي، بزيادة قدرها 17% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيانات «إل إس إي جي».

جاء ذلك على بدعم من الصفقات الضخمة، التي أجرتها الشركات، إذ عززت تلك الصفقات سوق الاندماج والاستحواذ العالمية، حتى مع تراجع العدد الإجمالي للصفقات لأدنى مستوياته في تسع سنوات.

وقادت الصفقات الضخمة هذه الزيادة، حيث شهدنا صفقات بارزة مثل استحواذ مارس على شركة كيلانوفا بمبلغ 36 مليار دولار، واستحواذ فيريزون على شركة فرونتير كوميونيكيشنز بمبلغ 20 مليار دولار، وبيع وحدة اللوجستيات لشركة دويتشه بان بمبلغ 14.3 مليار يورو.

وأكد كارستن وورن، الرئيس المشارك للاندماجات والاستحواذات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى جولدمان ساكس: «الصفقات الكبرى عادت، والشركات واثقة للغاية».

ويُشار إلى أن بعض المحاولات الجريئة للاستحواذ، مثل محاولة شركة كوالكوم الاستحواذ على منافستها المتعثرة إنتل، أو محاولة يونيكريدت زيادة حصتها في كوميرزبانك، لم تؤدي إلى صفقات حتى الآن. وفي اليابان، رفضت شركة سيفن آند آي هولدينجز، مالكة سلسلة 7-Eleven، عرض استحواذ نقدي بقيمة 39 مليار دولار من شركة أليمنتاسيون كوش-تارد الكندية.

ومع ذلك، فإن المصرفيين وشركات الاستشارات القانونية متفائلون بأن الصفقات الضخمة أظهرت أن الشركات الكبرى بدأت في اتخاذ خطوات استحواذية.

وقال ينس ويلتر، رئيس الاستثمار المصرفي في المملكة المتحدة لدى سيتي: «الثقة العالية لدى المديرين التنفيذيين والنمو المتباطئ» هما الدافعان وراء هذه الزيادة.

وترك عدم اليقين الجيوسياسي وارتفاع أسعار الفائدة حجم الصفقات بالدولار الأمريكي أقل من متوسط العقد الماضي، وهو بعيد كل البعد عن عام 2021 القياسي، حيث بلغت قيمة الصفقات 4.1 تريليون دولار في أول تسعة أشهر.

لكن المصرفيون قالوا إن الأجواء في مجالس إدارات الشركات كانت تتغير، حيث قامت البنوك المركزية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة بخفض أسعار الفائدة في الأشهر الأخيرة.

وقال كيفن برونر، رئيس الاندماجات والاستحواذات العالمية في بنك أوف أمريكا: «نرى أن معنوياتمجالس الإدارة أصبحت إيجابية للغاية، وهذا يرتبط حقًا بالتفاؤل بأننا سنشهد هبوطًا سلسًا وأننا على الطريق الصحيح لخفض أسعار الفائدة المستمر.»

ويمكن أن تستفيد صناعة رأس المال الخاص بشكل خاص من تخفيضات أسعار الفائدة الأخيرة، نظرًا لاعتمادها على الديون لتمويل استحواذ الشركات.

في حين أن قيمة الصفقات المدعومة من رأس المال الخاص زادت بنسبة 38% على أساس سنوي إلى 531 مليار دولار، إلا أن عدد الصفقات انخفض، حيث سيطر على صفقات القطاع مجموعات الاستثمار الكبيرة والمتنوعة التي اجتذبت رأس المال.

وتضمنت الصفقات البارزة التي أبرمتها مجموعات رأس المال الخاص شراء شركة بلاكستون العملاقة لرأس المال الخاص للمنصة الأسترالية للبيانات AirTrunk بمبلغ 24 مليار دولار أسترالي، وشراء شركة سيلفر ليك لشركة إنديفور للرياضة والترفيه بمبلغ 13 مليار دولار.

ويمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى انتقال هذا الانتعاش في الصفقات إلى شركات رأس المال الخاص الصغيرة والمتوسطة.

وقال كريشنا فيراجافان، الرئيس العالمي لممارسات الاندماجات والاستحواذات في شركة بول وايس للمحاماة، إن خفض أسعار الفائدة الأخير من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يعني «أننا سنرى عودة حجم الصفقات، خاصة بين الرعاة من السوق المتوسطة والأكبر، مما يؤدي  إلى زيادة حجم الصفقات وقيمتها في الربع الرابع والجزء المبكر من العام المقبل».

بعد استحواذ إكسون موبيل على شركة بيونير ناشورال بقيمة 60 مليار دولار، مما أطلق موجة من التوحيد في قطاع النفط والغاز هذا العام – مع صفقات مثل انفصال جي فيرنوفا بقيمة 37 مليار دولار، واستحواذ داياموند باك إنيرجي على إنديفور إنيرجي ريسورسز بقيمة 26 مليار دولار – يتوقع صانعو الصفقات نشاطًا مماثلاً في صناعة التكنولوجيا.

وقال برونر من بنك أوف أمريكا، عندما تبدأ الشركات الكبرى في إبرام الصفقات، يلاحظ منافسوها ذلك. «إن التحركات الاستراتيجية على رقعة الشطرنج تجعل الآخرين يتراجعون خطوة إلى الوراء ويعيدون النظر في مكانهم واتجاههم.»