مع انطلاق «جاكسون هول»… ما الذي تنتظره الأسواق من الندوة هذا العام؟

يراقب المستثمرون عن كثب ندوة السياسات الاقتصادية للبنك الفيدرالي في كانساس سيتي، التي تنطلق اليوم في جاكسون هول وتستمر حتى 24 أغسطس الجاري؛ بحثاً عن إشارات حول توقيت تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية، بعد تقلبات كبيرة في البيانات الاقتصادية الأخيرة.

وفي ظل هذا الترقب، من المتوقع أن يستخدم جيروم باول رئيس مجلس الفيدرالي الأمريكي خطابه – وهو الحدث الرئيسي في الندوة – الذي سيدلي به غدًا الجمعة لتوضيح خطة التخفيف التدريجي للسياسة النقدية الذي قد يبدأ في سبتمبر، لأنه يتعين عليه توضيح وضع سياسته، وتذكير الأسواق والأسر بالحقائق الاقتصادية الأساسية.

يستبعد أن يثير باول في تصريحاته حفيظة الأسواق المالية اعتقاداً منه بأن الأسواق المالية تسير لمصلحة الفيدرالي وهي في المكان المناسب لتكريس مفهوم انتصاره على معدلات التضخم.

يرى ديريك هولت نائب رئيس سكوتيابنك إيكونومكس، أنه من المرجح أن تتوقف رسالة اليوم على كلمة واحدة: تدريجي. بينما يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أن رئيس الفيدر سيرسل الضوء الأخضر للتيسير القادم بعبارات عامة فقط.

من جانبه، قال أديتيا بهافي الخبير الاقتصادي لدى بنك أوف أمريكا سكيورتيز، إن الخفض التدريجي يعني خفض الفائدة -من مستواها الحالي 5.25%-5.5%- بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين هذا العام، ثم خفضها 0.25% في كل ربع سنوي خلال 2025.

وتوقع  مارك كابانا رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأمريكية في بنك أوف أمريكا، أن يشير الفيدرالي في جاكسون هول إلى أن التخفيض مرجح في الاجتماع التالي، بشرط أن يستمر التقدم في مكافحة التضخم.

وقال إن حجم التخفيض، بالإضافة إلى وتيرة التخفيضات المستقبلية، سيعتمد على البيانات الاقتصادية، مضيفًا أن الفيدرالي سيغلق الباب أمام إمكانية إجراء تخفيضات أكبر إذا بدا ذلك ضروريًا – لكن من غير المحتمل أن يقوم بالكثير للإشارة إلى أن ذلك سيحدث.

ومن المقرر أن يتم اتخاذ قرار الفائدة القادم للفيدرالي في 18 سبتمبر، وتسعر الأسواق حالياً بين ثلاث وأربع تخفيضات بمقدار ربع نقطة هذا العام من النطاق الحالي الذي يتراوح بين 5.25 و 5.5 بالمئة، وهو أعلى مستوى في 23 عاماً.

يجدر الإشارة إلى أن «جاكسون هول» تعد من أقدم المؤتمرات المصرفية المركزية في العالم، إذ نظمت للمرة الأولى في مدينة كانساس الأمريكية عام 1978، ثم انتقل الحدث إلى جاكسون هول في 1982، وتواصل الندوة حتى اليوم استكشاف المواضيع ذات الصلة التي تؤثر على العالم، وتُحفظ  نصوص الندوات كل عام، ما يوفر سجلاً متاحاً للمناقشات.