أزمة سيليكون فالي تكبد البنوك الأوروبية خسائر قدرها 100 مليار دولار

كشف كريس بوشامب محلل الأسواق بشركة «آي جي جروب»، أن البنوك الأوروبية تكبدت خسائر بقيمة 100 مليار دولار عقب انهيار بنك سيليكون فالي، ما أدى إلى تراجع القطاع المصرفي الأوروبي بأكمله، وفقًا لـ«CNN».

وأشار «بوشامب» إلى أن وتيرة الخسائر تتسارع على الرغم من القواعد الصارمة التي تتبعها البنوك الأوروبية التي تعمل على منع حدوث فشل مصرفي مماثل بالقارة.

وهبط مؤشر الأسهم الأوروبية بنحو 1.1 في المئة، أمس الثلاثاء، بعد تسجيل أكبر خسارة له منذ عام، يوم الاثنين، جراء تداعيات أزمة إفلاس بنك سيليكون فالي الأمريكي، ما أدى إلى محو جزء كبير من المكاسب التي استمرت لمدة خمسة أشهر، حققت خلالها البنوك ربحية بسبب الزيادات السريعة في أسعار الفائدة.

انخفض مؤشر البنوك في أوروبا ، الذي يتتبع 42 من البنوك الكبرى في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ، بنسبة 5.6%بحلول منتصف بعد الظهر-حيث حقق أكبر هبوط له منذ مارس من العام الماضي. كما انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوسع بنسبة 2.1%، في حين أن فوتسي 100 (UKX) بنسبة 2.2%.

وتراجع سهم بنك «إتش إس بي سي» بنسبة 3.8% مواصلاً خسائره لليوم الرابع على التوالي، كما انخفض سهم بنك «كريدي سويس» بنسبة 12% إلى مستوى قياسي جديد، وانخفضت أسهم بنك باركليز بنسبة 5.7%، وتراجع دويتشه بنسبة 4.3%، و يونيكريديتو الإيطالي بنسبة 7.5%.

لقد زاد الهبوط المخاوف من ثاني أكبر انهيار مصرفي أمريكي في التاريخ قد يتبعه المزيد من حالات الفشل في الأضعف. هذا على الرغم من التدخلات التي قدمها المسؤولون على جانبي المحيط الأطلسي لوقف الذعر ، والتعرض المحدود نسبيًا بين البنوك الأوروبية إلى سيليكون فالي وعملائها.

وقالت سوزانا ستريتر ، رئيسة المال والأسواق في منصة الاستثمار في هارغريف لانسداون ، لـ CNN: «لا يزال المستثمرون يهتزون بأحداث الأيام القليلة الماضية».

وعدت إدارة بايدن عملاء  سيليكون وسيجنتشر بنك، الذي تم إغلاقه يوم الأحد ، بإمكانية الوصول إلى جميع أموالهم اعتبارًا من يوم الاثنين. في خلاف مع السابق، ضمنت الحكومة إعادة حتى الودائع غير المؤمن عليها. فيما سيوفر الاحتياطي الفيدرالي أيضًا تمويلًا إضافيًا للمؤسسات المالية المؤهلة لمنع عمليات التشغيل على البنوك المماثلة في المستقبل.

تخسر البنوك الأمريكية 620 مليار دولار من الخسائر غير المحققة – الأصول التي انخفضت أسعارها ولكن لم يتم بيعها بعد – اعتبارًا من نهاية عام 2022 ، وفقًا لمؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية. ومن غير الواضح عدد الخسائر غير المحققة التي تكبدتها بنوك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في دفاترها.

تم تصميم التحركات غير العادية من قبل السلطات الأمريكية لمنع المزيد من عمليات التهافت على البنوك ولمساعدة الشركات التي أودعت مبالغ كبيرة لدى البنوك على الاستمرار في تقديم كشوف المرتبات وتمويل عملياتها.

خسائر فادحة في أوروبا

ومع ذلك ، كان المستثمرون متوترين في أوروبا ، حيث لم يعد المسؤولون بعد بأي دعم سيولة إضافي للقطاع المصرفي بشكل عام ، كما حدث في الولايات المتحدة.

قال ستريتر: «خطة التأمين على الودائع في الولايات المتحدة أكثر سخاء بكثير مما هي عليه في أوروبا ، وهناك توقعات متزايدة بأن وزارة الخزانة الأمريكية ستتحرك بسرعة لضمان الودائع بشكل كامل في حالة إفلاس المزيد من البنوك».

وأشار كريس بوشامب إلى إن المستثمرين الأوروبيين ينتظرون «طمأنة شفهية».من البنك المركزي الأوروبي ، والتي قد لا تأتي حتى يوم الخميس عندما يجتمع المقبل لتحديد أسعار الفائدة، مضيفًا إن «تحرك السلطات الأمريكية هو علامة على أنها تستجيب بسرعة ، بينما لا يزال يتعين على أوروبا الرد».

وأضاف بوشامب أن الانخفاضات الأكثر حدة في أسهم البنوك الأوروبية التي شوهدت حتى الآن يوم الاثنين قد تعكس جزئيًا أداءها الأقوى مقارنة بالبنوك الأمريكية هذا العام.