ويلز فارجو: مصر قد تشكل فرصة للاستثمار في ظل أزمة ديون الأسواق الناشئة

يرى بريندان ماكينا الخبير الاقتصادي والاستراتيجي في الأسواق الناشئة في ويلز فارجو، أن مصر قد تكون فرصة للاستثمار في حال نجاح برنامج صندوق النقد الدولي في دعم اقتصادها، وفقًا لوكالة بلومبرج.

وأوضح بريندان ماكينا، أنه يمكن للراغبين في المخاطرة أن يجدوا فرصة في البلدان التي لديها أجندة إصلاحية واضحة ومسار نحو الدعم من المقرضين الرسميين، مثل صندوق النقد الدولي.

وتابع خبير ويلز فارجو: « باكستان وسريلانكا وغانا – ربما الآن ليس الوقت المناسب لضخ رأس المال هناك، لكن مصر يمكن أن تكون فرصة إذا نجح برنامج صندوق النقد الدولي في دعم الاقتصاد بينما يتم تنفيذ إصلاحات كافية».

تأتي تلك التوقعات في الوقت الذي تكافح فيه حكومات الدول النامية والأسواق الناشئة من أجل سداد ديونها في ظل مساعيها للحصول على حزم الإنقاذ من صندوق النقد الدولي.

وفي تقرير موسع أفادت وكالة بلومبرج، أنه من غير المرجح أن تؤدي المشاكل على أطراف العالم النامي إلى انخفاض فئة الأصول ككل، إذ يقول بعض الخبراء إنها ستجبر مديري الأموال على أن يكونوا أكثر تكتيكية في تخصيص استثماراتهم في الأشهر المقبلة.

من جانبه، قال حسنين مالك استراتيجي الأسواق الناشئة والنامية في «تيليمر»: «هناك أزمة حقيقية تختمر في هذه الدول المضطربة، وبالنسبة للبعض، يمكن أن تزداد الأمور سوءاً»، مضيفًا «سيحتاج المستثمرون إلى أن يكونوا أكثر يقظة في فحص نقاط الضعف والتمييز بين مخاطر الدولة لتجنب المفاجآت من غانا أو سريلانكا».

وفي باكستان، أوقفت المصانع عملياتها في الأشهر الماضية بسبب نفاد العملة الصعبة لاستيراد المواد الخام. وفي سريلانكا، تضع الحكومة حداً أقصى قدره 20 لتراً من الوقود للفرد أسبوعياً، وتؤجل المستشفيات الحكومية العمليات الجراحية غير العاجلة بسبب نقص الأدوية والإمدادات الطبية الأخرى.

ناهيك عن شركات الطيران الدولية التي علقت الرحلات الجوية إلى نيجيريا بسبب صعوبة إعادة الدولارات من البلاد. وفي بنجلاديش، يسعى منتجو الطاقة للحصول على مليار دولار من العملة الأجنبية من البنك المركزي لواردات الوقود لتجنب أزمة طاقة تلوح في الأفق. وتواجه مالاوي أيضاً نقصاً في الأدوية والأسمدة والديزل وسط تراجع الواردات بسبب أزمة الدولار.

وسجل مؤشر أسواق الجيل التابع  لجي بي مورجان تشيس وشركاه، الذي يقيس ديون الدولار للبلدان الناشئة، انخفاضاً بنسبة 0.4% الشهر الماضي، وهو الأكبر منذ سبتمبر. ووسط النشاط الأخير للدولار، تراجعت عملات غانا ومصر وباكستان وزامبيا أكثر بكثير هذا العام من نظيراتها العالمية،وهذا جعل بعض مديري الأموال يتبنون نهجاً أكثر حرصاً، عبر التخلي عن التفاؤل الواسع في الأسواق الناشئة الذي شوهد في بداية العام.

وفي الوقت نفسه، يسعى مديرو الأموال الأكثر تهرباً من المخاطرة، إلى الحصول على عوائد جذابة من الديون من الحكومات التي تمكنت من السيطرة على عجزها المالي واستقرار العملات نسبياً، حيث أشار بنك باركليز بي إل سي، إلى المكسيك وكولومبيا واللتين تتجهان نحو مزيد من الضبط المالي.

يذكر أن حرب روسيا في أوكرانيا وتشديد السياسة الفيدرالية دفعتا بالدولار إلى أعلى مستوياته تاريخياً، مما دفع العديد من الاقتصادات النامية إلى حافة الهاوية حيث أدى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء إلى استنزاف خزائنها.

وفي الوقت الراهن، تصطف أكثر من عشرين دولة للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي، على الرغم من أن التقدم كان بطيئاً بالنسبة للدول التي تعثرت بسبب مفاوضات الديون.

جدير بالذكر، أن هناك العديد من الدول المثقلة بالديون – بما في ذلك مصر وباكستان ولبنان – قامت بخفض أسعار صرف عملاتها في الوقت الذي تحاول فيه فتح تمويل الإنقاذ، حيث يستعد تجار العملات لموجة محتملة من تخفيضات في سعر العملة.