الاحتجاجات في الصين تضرب الأسواق العالمية مع إضرارها بتوقعات النمو

شهدت عدد من المدن في الصين احتجاجات غير مسبوقة مع نزول الآلاف للتظاهر، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ضد استراتيجية الدولة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المعروفي باسم «صفر كوفيد» مع تصاعد الإصابات.

وتصاعدت حجة الاحتجاجات في المركز المالي في شنجهاي، حيث طالب بعض المتظاهرين بتنحي الرئيس الصيني شي جين بينج والحزي الشيوعي الحاكم. وتعد شنجهاي واحدة من العديد من المدن الكبري التي شهدت موجة من التظاهرات منذ يوم الخميس الماضي.

وجهت تلك الاحتجاجات ضربة للأسواق العالمية مع تضاءل الانتعاش الأخير في الرغبة في المخاطرة، حيث وجدت أصول الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري وسندات الخزانة مشترين بينما تضررت الأسهم والسلع مع انتشار تأثير الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم.

في حين أنه من غير الواضح كيف ستستجيب بكين لتزايد السخط ، فإن التهديد المتمثل في تصاعد عدم الاستقرار الاجتماعي يضع التجار في حالة توتر.

قد يؤدي تحول الأحداث إلى تعقيد الأمور بالنسبة للمستثمرين الذين اتخذوا موقفًا من أجل تعافي الأصول الصينية بعد أن خففت السلطات بعض القيود الخاصة بكورونا هذا الشهر.

ويجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات ، التي اندلعت بسبب حريق مميت الخميس الماضي في مبني سكني في منطقة شينجانج، تهدد أيضًا بتخفيف خطوة التيسير النقدي المعتدلة والمتوقعة من قبل البنك المركزي الصيني التي أقرها يوم الجمعة.

قال ألفين تان ، استراتيجي الصرف الأجنبي في آر بي سي كابيتال ماركتس: «بصرف النظر عن خطر حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية ، تستمر مخاطر كوفيد على المدى القريب في التصاعد مع اقتراب فصل الشتاء».

وأضاف: «من المرجح أن تكون القيود الأكثر صرامة ، مع الاضطرابات الاقتصادية المرتبطة بها ، في الأسابيع المقبلة أكثر من حدوث تخفيف مفاجئ».

ارتفع الين إلى أقوى مستوى له مقابل الدولار في ثلاثة أشهر عند 137.57 للدولار، بينما وانخفض اليوان المحلي بنسبة 1.1% إلى حوالي 7.24 لكل دولار ، ليقلص ارتفاعه في نوفمبر. كما انخفض الدولار الأسترالي والوون الكوري الجنوبي بأكثر من 1%.

وعلي صعيد سوق السندات، افتتحت السندات السيادية الأوروبية على ارتفاع ، حيث تراجعت عائدات السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار ست نقاط أساس إلى 1.91% وتراجعت نظيراتها الأمريكية بنحو أربع نقاط أساس إلى 3.63%.

في المقابل ، تراجعت الأصول الخطرة مثل النفط مع أخذ المستثمرون في الاعتبار تباطؤًا محتملاً في الطلب، حيث سجل خام برنت انخفاضًا بقيمة 2.43 دولار أو 2.9 بالمئة ليتداول عند 81.20 دولار للبرميل بعد أن هبط أكثر من ثلاثة بالمئة إلى 80.61 دولار في وقت سابق من الجلسة مسجلًا أدنى مستوياته منذ الرابع من يناير.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.16 دولار أو 2.8 بالمئة إلى 74.12 دولار للبرميل. وانخفض بقدر 73.60 دولار في وقت سابق ، وهو أدنى مستوى منذ 22 ديسمبر 2021.

قال لو تينغ ، كبير الاقتصاديين الصينيين في شركة نومورا هولدنجز ، «الآن ، يبدأ الواقع وسيتعين على المستثمرين إعادة تعديل وجهة نظرهم المفرطة في التفاؤل بشأن إعادة الفتح». «قد تكون الأسواق ذات الصلة مضطربة هذا الأسبوع. إعادة الفتح ستكون بطيئة ومؤلمة ووعرة».

الأسهم الصينية في مفترق طرق

في وقت سابق من هذا الشهر ، عاد التفاؤل إلى الظهور في الأسواق الصينية بعد أن خفضت بكين فترات الحجر الصحي وأعادت إجراء الاختبارات ، مما أدى إلى ارتفاع أدى إلى إضافة ما يقرب من 370 مليار دولار إلى مؤشر MSCI China. ارتفع اليوان إلى أعلى مستوى في ثمانية أسابيع ، في حين غذت حزمة الإنقاذ العقاري انتعاشًا في سندات المطورين.

لكن المكاسب تتفكك بسبب الاحتجاجات ، لا سيما في الأسهم ، حيث يزن المستثمرون خطوتهم التالية بعد الارتفاع الأخير. بدأ الحذر على الرغم من الدعم المتزايد لدعوات الصين الصاعدة في وول ستريت التي تشير إلى تقييمات رخيصة وسياسات أكثر ودية. اليوم الإثنين ، تراجع مؤشر الشركات الصينية هانغ سنغ بأكثر من 4%.

في الأسواق العالمية ، قد تبدد الاضطرابات في الصين الآمال في قياس عملات الأسواق الناشئة ليسجل أفضل ارتفاع شهري له منذ 2018.

كتب فيشنو فاراثان ، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك ميزوهو في سنغافورة ، في ملاحظة: «البحث عن إشارة واحدة واضحة للتداول سيكون تحديًا هذا الأسبوع. لكن الحذر والانحياز إلى الملاذ الآمن من شأنه أن يبقي عرض الدولار عند الانخفاضات ، إن لم يوفر بعض الارتفاع».

وفقًا لغابرييل ويلداو ، العضو المنتدب في شركة الاستشارات Teneo Holdings LLC في نيويورك: فأنه على المدى المتوسط ​​، قد تكون الاحتجاجات إيجابية للأسواق في حال شجعت الرئيس شي جين بينغ على تسريع خروج الصين من استراتيجية «صفر كوفيد».

وقال ‘«لا أتوقع أن يعترف شي علنا ​​بالخطأ أو يظهر الضعف ، لكن هذه الموجة من الاحتجاجات قد تجعل القيادة تقرر بشكل خاص أن الخروج يجب أن يمضي أسرع مما كان مخططًا له سابقًا».