جورجيفا: العالم قد يفقد ما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا

قالت  كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء،أن مجموعة العشرين تناقش قضية أمن الغذاء والطاقة في وقت صعب بشكل خاص.

وأوضحت جورجيفا خلال كلماتها أمام قمة مجموعة العشرين: أنه «تم استبدال بوادر التعافي المفعمة بالأمل العام الماضي بتباطؤ مفاجئ في الاقتصاد العالمي بسبب فيروس كورونا ، والحرب في أوكرانيا ، وكوارث المناخ في جميع القارات. أدى هذا إلى ارتفاع الأسعار وأدى إلى تشديد الأوضاع المالية».

وتابعت: «هذا صعب على الجميع ، ولكن بشكل خاص للأسواق الناشئة والاقتصادات النامية. إنهم يعانون ، في كثير من الحالات ، من مستويات ديون عالية وانخفاض في قيمة عملاتهم ، وفي هذا الوقت الصعب للغاية ، يعانون أكثر من ارتفاع أسعار الفائدة».

وأشارت أنه نتيجة لذلك يشهد العالم انعكاسًا لكل ما كانت تكافح الدول من أجله: خفض مستوى الفقر ، وخفض الجوع، حيث أنه الآن هناك 345 مليون شخص يعانون من أزمة غذائية. وهذا هو المكان الذي يمكن لمجموعة العشرين أن تفعل من خلاله الكثير لتغيير آفاق الاقتصاد العالمي.

وأوضحت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أن ذلك سيتم «أولاً ، من خلال السماح للتجارة بأداء وظيفتها. بالإضافة إلى إن إزالة الحواجز ، خاصة بالنسبة للأغذية والأسمدة ، يمكن أن تقطع شوطًا طويلاً لمواجهة معاناة مئات الملايين من الناس. يجب ألا نسمح للحمائية بأن تترسخ – وأن ينجرف العالم إلى كتل منفصلة».

وقالت  كريستالينا جورجيفا: «لقد حسبنا أن العالم المنقسم سيفقد ما لا يقل عن 1.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا. وستكون التكلفة أعلى بكثير – أعلى بمرتين أو أكثر – بالنسبة للاقتصادات المفتوحة ، تلك التي تعتمد على التعاون الدولي». «لكننا لا نحتاج أن نسير على هذا النحو. يمكننا تحويل التيار ومنع السير إلى عالم فقير وأقل أمانًا».

وتابعت: «ثانيًا ، الديون، فهذا يمثل تحديًا للجميع بعد البواء، لكن بالنسبة لـ 25 في المائة من اقتصادات الأسواق الناشئة و 60 في المائة من الدول منخفضة الدخل ، فإنها تقضي على قدرتها على التعامل مع انعدام الأمن الغذائي والطاقة».

وأضافت: «يسعدني أن الإطار المشترك لمجموعة العشرين للتعامل مع الديون قد بدأ أخيرًا في الظهور – حيث كانت تشاد أول بلد ينهي اتفاقًا مع دائنيه الرسميين والقطاع الخاص. لكننا نحتاج إلى عمل الكثير والكثير».

ولفتت إلى أن «النقطة الثالثة تتعلق بالاستثمار في المرونة، حيث ستستمر الصدمات في  ضرب العالم، ولكن من الواضح أننا إذا استثمرنا في الزراعة المقاومة للمناخ والتنمية منخفضة الكربون ، فيمكننا أن نحظى بمستويات أعلى من المعيشة للناس في كل مكان».

ووجهت جورجيفا الشكر للمساهمين بحقوق السحب الخاصة حتى يتمكن صندوق النقد الدولي من إقراضها للدول الأعضاء التي هي في أمس الحاجة إليها. مضيفة: «لدينا 40 مليار دولار أمريكي اليوم لصندوق المرونة والاستدامة ، مع استفادة أربع دول بالفعل. ويمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير إذا ساعدتنا على القيام بذلك».

وأكدن أن صندوق النقد الدولي يتطلع إلى قيام مجموعة العشرين بالتقدم مرة أخرى للمساعدة في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه العالم الآن.