رغم تسجيل ارتفاع قوي في يوليو.. محمد العريان: سوق الأسهم الأمريكية لا تمثل الاقتصاد

قال الخبير الاقتصادي محمد العريان، إن الارتفاع الأخير في سوق الأسهم الأمريكية يتعارض مع البيانات الاقتصادية. وأشار إلي أن السوق لا يمثل الاقتصاد، مضيفًا أن النظرة الاقتصادية العالمية لا تزال قاتمة، وفقًا لبيزنس إنسيدر.

بعد تسجيل أسوء نصف أول منذ عام 1970 ، أنهي إس آند بي 500 أفضل شهر له منذ عامين في يوليو المنصرف ، لكن كبير الاقتصاديين محمد العريان يؤكد أن الأسهم الأمريكية لم تصل إلي القاع حتي الآن ، مما يشير إلى أن التجمع الأخير على خلاف مع البيانات الاقتصادية.

وأوضح العريان لبلومبرج يوم الاثنين: أنه على أن الاقتصاد لم يظهر بوادر تحسن، رغم أن مؤشر إس آند بي 500 للأسهم الأمريكية شهد ارتفاعًا قوياً بنسبة 12% في الشهر الماضي، مسجلًا أكبر وتيرة صعود شهري منذ عامين.

تم تسجيل بيانات مؤشر أسعار المستهلك في سجل 41 عامًا بنسبة 9.1% في يونيو ، مما دفع الاحتياطي الفيدرالي لإصدار ارتفاع قوي آخر في أسعار الفائدة الأسبوع الماضي بينما يتدافع المسؤولون لكبح جماح التضخم. كما انخفض الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني على التوالي ، مما وضع الولايات المتحدة في ركود تقني ، حتى لو لم يتم استدعاؤه رسميًا من قبل المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية.ط

تمتد النظرة المتشائمة إلى ما وراء الولايات المتحدة. مع وجود نقص في إمدادات الطاقة الناجمة عن العقوبات الروسية وارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم ، قال صندوق النقد الدولي إن التوقعات على الاقتصاد العالمي بدت «قاتمة أكثر وغير مؤكدة»

حذر العريان إن المستثمرين يجب أن يأخذوا تعليقات الصندوق على محمل الجد حتى مع ارتفاع الأسواق. مضيفًا: «بعد أن عملت في [صندوق النقد الدولي] لمدة 15 عامًا  ، يمكنني أن أؤكد لكم أن المسؤولين هناك لا يستخدمون الكلمات مثل «قاتمة» باستخفاف».

وقال محمد العريان إن الارتفاع في الأسهم الأسبوع الماضي نابع من تعليق غير مكتوب أدلى به رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الصحفي عقب القرار الأخير بشأن سعر الفائدة.

وعلى الرغم من اعتراف البنك المركزي بأنه لا يزال «شديد الانتباه» للتضخم ، قال باول إنه يعتقد أن التضخم قد وصل إلى المستوى المحايد. وفي هذا المستوى من التضخم تكون السياسة النقدية ليست تيسيرية أو متشددة، مما يشير إلى أن رئيس البنك المركزي الأمريكي يعتقد أن التضخم قد بلغ ذروته على الأرجح.

وقال العريان إن ذلك ربما حفز المستثمرين على التفكير في أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفف قريباً من تشديد الظروف الاقتصادية ، مما يجعل الأسواق أقرب إلى ما كانت تتمتع به خلال حقبة الوباء وسط معدلات الفائدة المنخفضة للغاية.

وأضاف: «لا ينبغي أن يكون هذا مفاجئًا أن الأسواق حساسة جدًا لأي تلميح بشأن العودة إلى نظام السياسة التحفيزية والوفرة في السيولة. ومع ذلك ، فإن التضخم الأساسي المرتفع والذي من المحتمل أن يحد بشكل كبير من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على العودة إلى مثل هذا النظام».

وانتقد آخرون باول لإدلائه بالتعليق ، بما في ذلك وزير الخزانة السابق لاري سمرز ، الذي وصف تصريح باول بأنه «لا يمكن الدفاع عنه من الناحية التحليلية». و«لا يمكن تفسيره» في مقابلة مع بلومبرج.

كان محمد العريان من أشد منتقدي بنك الاحتياطي الفيدرالي لعدم تولي زمام السيطرة على التضخم في وقت قريب بما فيه الكفاية ، واقترح سابقًا أنه سيكون من الصعب على البنك المركزي توجيه الاقتصاد الأمريكي إلى هبوط ناعم. وأضاف أن مستقبل السوق يعتمد إلى حد كبير على مدى ثبات التضخم ومدى شدة الركود المحتمل.