أرباح إتش إس بي سي تتراجع 28% بفعل الحرب في أوكرانيا وتباطؤ آسيا

انخفضت أرباح إتش إس بي سي بأكثر من الربع في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري ، حيث زاد أكبر مقرض في أوروبا احتياطياته من القروض المعدومة استجابة للحرب في أوكرانيا وتباطؤ النمو في أسواقه الأساسية في آسيا.

أعلن البنك الذي يتخذ من لندن مقراً له عن أرباح بلغت 4.2 مليار دولار قبل الضرائب للربع الأول ، بانخفاض قدره 1.6 مليار دولار عن نفس الفترة من عام 2021 ، ويرجع ذلك جزئياً إلى رسوم 600 مليون دولار لخسائر الائتمان المتوقعة بسبب الغزو الروسي والتباطؤ في قطاع العقارات الصيني.

وبينما فاقت الأرباح توقعات المحللين البالغة 3.7 مليار دولار ، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى ارتفاع حجم الإقراض العالمي ، تراجعت أسهم إتش إس بي سي بنسبة 2.3 في المائة في لندن اليوم الثلاثاء. انخفضت الإيرادات بنسبة 4 في المائة إلى 12.5 مليار دولار ، أي أقل بقليل من التوقعات البالغة 12.7 مليار دولار.

تعكس المخصصات الإضافية الاتجاه الذي بدأ العام الماضي ، عندما بدأ HSBC في إلغاء مئات الملايين من الدولارات من الاحتياطيات التي خصصها لخسائر القروض المحتملة المرتبطة بالوباء.

تضررت الأرباح أيضًا من خلال زيادة حالات كورونا في سوق إتش إس بي سي المحلية في هونغ كونغ ، مما أدى إلى نشاط سوق الأسهم الصامت ، وإغلاق فروع البنوك ، وتباطؤ في قسم إدارة الثروات للمقرض في الصين ، والذي يقع في صميم عمله. استراتيجية النمو في آسيا.

قال كبير الإداريين الماليين إوين ستيفنسون: «حتما إذا استمر ذلك سيكون له تأثير» ، في إشارة إلى حالات الإغلاق الصفري لفيروس كوفيد في مدن البر الرئيسي مثل شنغهاي وبكين. «ولكن نحن لا نتحدث داخليًا عن بعض التحول الأساسي في الإستراتيجية بسبب ما نشهده في الوقت الحالي ، أو تدهور كبير في جودة القرض.»

كشف إتش إس بي سي أيضًا عن انكشافه علي روسيا بقيمة 1.3 مليار دولار ، بما في ذلك 900 مليون دولار من الودائع بالعملة المحلية ، وخصص 250 مليون دولار للخسائر المحتملة من الأطراف الروسية المقابلة. على عكس المقرضين الآخرين ، لم يخرج HSBC من البلاد ويعمل به حوالي 200 موظف.

قال الرئيس التنفيذي نويل كوين: «تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في إحداث عواقب وخيمة داخل أوكرانيا وخارجها». «HSBC Russia لا يقبل أعمالًا أو عملاء جددًا وبالتالي فهو في اتجاه هبوطي».

وأضاف كوين: «الغالبية العظمى من أعمالنا في روسيا تخدم عملاء الشركات متعددة الجنسيات في بلدان أخرى ، وبصفتها بنكًا عالميًا ، يتحمل HSBC مسؤولية مساعدتهم في إدارة هذه الظروف الصعبة.»

وأضاف كوين أن الصراع في أوكرانيا «أدى إلى تفاقم الضغوط التضخمية» و «زيادة عدم اليقين» بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية.

كان المساهمون متفائلين بأن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية من شأنه أن يؤدي إلى زيادة في الأرباح في بنك إتش إس بي سي، الذي يمتلك واحدة من أكبر الميزانيات العمومية في العالم وفائض الودائع بقيمة 700 مليار دولار.

ومع ذلك ، حذر البنك من أن التغييرات التنظيمية والحاجة إلى التحوط من أسعار الفائدة تسببت في انخفاض نسبة رأس المال الحاسمة إلى 14.1 في المائة ، وهو انخفاض حاد من 15.8 في المائة في نهاية عام 2021.

مع مزيد من الضربة القادمة من تكاليف بيع شبكة التجزئة الفرنسية ، حذر البنك من أن المزيد من عمليات إعادة شراء الأسهم في عام 2022 «غير مرجح في هذه المرحلة».

وقال المحلل في سيتي جروب ، يافي تيان ، إن احتمالية تحقيق دخل صافٍ أعلى من الفوائد من خلال ارتفاع أسعار الفائدة «يمكن أن تلقي بظلالها على المخاوف المتجددة بشأن تراكم رأس المال». «إن إلغاء المزيد من عمليات إعادة الشراء لهذا العام يمكن أن تلقى ردودًا سلبية من السوق.»

المقرض في منتصف خطة متعددة السنوات من شأنها إعادة توزيع 100 مليار دولار من رأس المال في آسيا ، وتقليص 4.5 مليار دولار من التكاليف ، وإلغاء 35 ألف وظيفة في أوروبا والولايات المتحدة ، والاستثمار بكثافة لتصبح رائدة في السوق في إدارة الثروات في آسيا.

منذ حوالي عام ، ضاعف HSBC من التحول الاستراتيجي إلى آسيا والتراجع عن الغرب. باع المقرض عمليات التجزئة الخاصة به في الولايات المتحدة وفرنسا وهو جزء من برنامج لاستثمار 6 مليارات دولار للتوسع في هونغ كونغ والصين وسنغافورة ، وظّف أكثر من 5 آلاف مستشار ثروة في المنطقة.

تعافت أسهم إتش إس بي سي بنسبة 85 في المائة منذ أن بلغت أدنى مستوى لها في 25 عامًا في سبتمبر 2020 ، متأثرة بعمليات الإغلاق والمعدلات المنخفضة للغاية والتوترات الجيوسياسية. ومع ذلك ، فقد فقدوا خُمس قيمتها في السنوات الثلاث الماضية.

في العام الماضي ، انتعشت أرباح HSBC قبل خصم الضرائب من الصدمة الأولية للوباء ، حيث ارتفعت بنسبة 115 في المائة إلى 18.9 مليار دولار لعام 2021. وانخفضت الإيرادات السنوية بنسبة 2 في المائة لتصل إلى 49.6 مليار دولار. ويستضيف البنك اجتماعه السنوي في لندن يوم الجمعة.