الرئيس التنفيذي لكورونا: مصر مركز إنتاج إقليمي.. والكفاءات المحلية أساس التنافسية

أكد المهندس شادي فريد، الرئيس التنفيذي لشركة كورونا للصناعات الغذائية، أن قرار الشركة بالتحول الاستراتيجي والارتقاء بالعلامة التجارية لم يكن ليحدث لولا التوجه الجاد للدولة نحو تحقيق استقرار السياسات الاقتصادية ووضع رؤية طويلة الأجل تسهم في خلق بيئة استثمارية جاذبة للصناعات القادرة على المنافسة.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة «نحو بيئة استثمارية جاذبة لصناعة تنافسية»، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الرابع «غذاء مصر»، الذي تنظمه غرفة الصناعات الغذائية.

وأوضح أن الصناعة تختلف جذرياً عن التجارة، حيث تتطلب استثمارات طويلة الأمد ودرجة عالية من الاطمئنان والاستقرار، مشيراً إلى أن ما شهدته الفترة الأخيرة من وضوح في الرؤية واستقرار في السياسات كان الدافع الرئيسي لاتخاذ قرار تطوير العلامة التجارية ونقلها إلى مستوى أعلى، وهو ما انعكس في ضخ استثمارات كبيرة لدعم هذا التوجه.

وأشار  إلى أن السوق المصرية تتمتع بميزة تنافسية فريدة، كونه سوقاً كبيراً وموحداً، مؤكداً أن على المستثمرين النظر إلى مصر ليس فقط كسوق استهلاكي، بل باعتبارها القلب الإنتاجي للمنطقة، الذي يتيح سهولة النفاذ إلى العديد من الأسواق الإقليمية والدولية.

وأضاف فريد أن التطور الملحوظ في أداء الجهات الرقابية والتنفيذية، وعلى رأسها الهيئة العامة للاستثمار والهيئة القومية لسلامة الغذاء، لعب دوراً محورياً في دعم الشركات وتمكينها من تحقيق معايير الجودة والتنافسية المطلوبة في الأسواق العالمية.

وعلى صعيد الابتكار، شدد  على أن عمليات التطوير والنهوض التي شهدتها شركة كورونا لم تعتمد على خبراء أو مستشارين أجانب، بل جاءت بالكامل نتيجة أفكار وعقول مصرية، مؤكداً أن الاستثمار في الكفاءات المحلية وبناء قدراتها هو السبيل الحقيقي لتمكين الشركات من تحقيق نمو مستدام والمنافسة بقوة.

وتوقع فريد  أن تشهد المرحلة المقبلة منافسة أكثر حدة في السوق، مدفوعة بزيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية، وهو ما يستدعي استعداد الشركات المحلية ورفع جاهزيتها.

وأشار  إلى أن شركة كورونا بدأت بالفعل الاستجابة لهذا التحدي من خلال توسيع خطوط الإنتاج وتكبير الطاقة التصنيعية للمصنع.

وطالب فريد، المؤسسات المالية والمصرفية بتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي، وتقديم مزيد من الدعم لخطط التوسع، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب شراكة حقيقية بين التمويل والاستثمار الإنتاجي.

ووجه نصيحة للمستثمرين الجدد بضرورة حسن اختيار الشريك الاستراتيجي والموقع المناسب، إلى جانب الفهم العميق للأسواق المستهدفة، مؤكداً أن القيمة الحقيقية للتصدير لا تتحقق على المدى القصير، بل تُبنى تدريجياً من خلال العلامة التجارية القوية.