الأمم المتحدة: تمكين الشباب وحمايتهم مفتاح تحويل الميزة الديموجرافية لنمو اقتصادي وابتكار مستدام

أكد إيف ساسيينرات، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، أن مستقبل أي بلد يتوقف حقاً ويتشكل بقدرات شعبه. وشدد على أن مصر تتمتع حالياً بـ”لحظة ديموجرافية” (Demographic Moment) وفرصة سانحة.

وأوضح خلال كلمته بمؤتمر قمة المرأة المصرية الرابعة اليوم، أن 60% من سكان مصر هم دون سن الثلاثين، ما يمثل حوالي 35 مليون امرأة وفتاة من إجمالي 110 مليون نسمة، وهي ميزة ديموجرافية يجب تسخيرها. وأشارت إلى أن التحدي الرئيسي يتمثل في كيفية ترجمة هذا الواقع الديموجرافي إلى نمو اقتصادي مستدام وابتكار.

وقدم 4 محاور رئيسية لربط الابتكار بالديناميكيات السكانية والتمكين وهي:

1. الابتكار يبدأ بالتنمية البشرية:

أكد أن الأجسام والعقول السليمة تشكل الأساس للإبداع والتقدم العلمي. ولا تعتبر الاستثمارات في الصحة والحقوق وتغذية الأم والطفل مجرد أولويات اجتماعية، بل هي متطلبات أساسية للابتكار الوطني. وتبدأ جاهزية الذكاء الاصطناعي قبل فترة طويلة من الجامعة؛ حيث تتطلب أمهات صحيات، وأطفالاً أصحاء، وأسساً تعليمية قوية.

2. التمكين والحماية:

وشدد على أن التمكين يتطلب الحماية والحرية من العنف، قائلا إنه “لا يمكن للابتكار أن يزدهر حيث يوجد الخوف” ويجب أن يكون الشباب والشابات قادرين على التعلم والعمل واتخاذ الخيارات بعيداً عن الإكراه أو زواج الأطفال أو العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الظاهرة المتزايدة للعنف الرقمي والإلكتروني.

3. رؤية الشباب كأصل قومي:

وأشاد بالاستراتيجية المتكاملة لتمويل السكان في مصر، وبالرؤية التي تعبر عن الحاجة إلى “بداية جديدة للشباب”، مؤكدا أن هذا يمثل تحولاً نحو نموذج استثماري يرى السكان، وخاصة أن الشباب ليس عبئاً بل أصلاً وطنياً متزايد الأهمية ومصدراً للفرص العالمية.

4. مواءمة القدرات مع الفرص:

ودعا إلى ضرورة ضمان انتقال الشابات والشباب بسلاسة من التعليم إلى العمل الهادف، وريادة الأعمال، والمشاركة في الاقتصاد الأخضر والرقمي.

وفي سياق الاستعداد لعصر الذكاء الاصطناعي، أوضحت أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يولي أهمية قصوى لتعزيز الصحة والحقوق الإنجابية، انطلاقاً من الاعتقاد بأن المجتمع لا يمكن أن يزدهر إلا إذا كانت المرأة صحية جسدياً وعقلياً وروحياً؛ لأنها “العمود الفقري للمجتمع”.

كما أشار إلى ضرورة تزويد المراهقين والشباب بالمهارات الأساسية للقرن الحادي والعشرين، مثل المهارات الحياتية والقيادية، ومحو الأمية المالية والرقمية والصحية. مؤكدا أن مصر بحاجة إلى نظام تنبؤي لإعداد القوى العاملة للمستقبل، من خلال دمج البيانات السكانية والتنبؤ بسوق العمل.

واختتم بتأكيده أن الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي يعتمد على شباب يتمتع بالقدرة والصحة والحماية والتمكين، وأن رأس المال البشري هو أهم تكنولوجيا تستثمر فيها مصر.