هيثم طاهر: خطة لزيادة الحصة السوقية لـ«متلايف» عبر التوسع في التأمين البنكي والابتكار

نخطط لإطلاق حزمة منتجات ادخارية وتقاعدية رقمية.. وندعم مبادرات مجتمعية لترسيخ الوعي المالي

لدينا تعاقدات مع 7 بنوك بشكبة جغرافية 610 فروع.. وتنمية الكفاءات البشرية من أبرز أولوياتنا

وعي المواطن بوثائق تأمينات الحياة يتطور تدريجيًا.. ونعمل على تبسيط المنتجات لتعزيز ثقافة الحماية والادخار

بجانب دورها المجتمعي في دعم الاستدامة والشمول المالي والتأميني بين شرائح المجتمع المختلفة، تسعى متلايف لتأمينات الحياة نحو تعزيز مكانتها بالسوق المحلية كشريك تأميني يقدم حلولًا متطورة تتماشى مع متطلبات السوق واحتياجات العملاء.

هيثم طاهر، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، أوضح أن استراتيجية الشركة لتحقيق نمو مستدام ترتكز على الرقمنة، والابتكار، وتنمية الكفاءات البشرية، بالإضافة إلى خطة للتوسع في الشراكات البنكية، وكذلك مبادرات المسؤولية المجتمعية التي تسعى من خلالها «متلايف» إلى ترسيخ ثقافة الحماية والادخار في المجتمع المصري.

وفي حوار خاص، قال طاهر إن الشركة حققت 29% نموًا بمحفظة أقساطها خلال عام 2024 لتسجل 8 مليارات جنيه، لتصل بحصتها السوقية بين شركات تأمينات الحياة بالسوق المحلية إلى 21%، لافتا إلى السعي لزيادة هذه الحصة خلال المرحلة المقبلة مدعومًة بملاءتها المالية المرتفعة، إذ رفعت رأسمالها المدفوع إلى 500 مليون جنيه ضمن خطة لزيادته المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن تحقيق استراتيجية الشركة يأتي في ضوء ما تشهده سوق تأمينات الحياة محليًا من تطور وعي المواطن بهذه المنتجات تدريجيًا خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً لدى شريحة المتعلمين والحاصلين على منتجات تأمين بنكية، ولكن ما زالت هناك فئات واسعة من المجتمع بحاجة إلى مزيد من التثقيف التأميني والتبسيط في عرض المنتجات، لضمان فهم أعمق لطبيعة الخدمات والمنافع التأمينية، وإلى نص الحوار..

ما استراتيجية شركة متلايف لتأمينات الحياة في الفترة المقبلة، وأبرز ركائز النمو؟

استراتيجيتنا ترتكز على تحقيق نمو مستدام وريادة نوعية في سوق التأمين، من خلال التركيز على عدة محاور استراتيجية تشمل التوسع، والابتكار، والرقمنة، وتنمية الكفاءات البشرية، حيث تتمثل ركائز النمو الأساسية في توسيع قنوات التوزيع، خاصة في مجال  التأمين البنكي، عبر تعميق الشراكات القائمة مع مؤسسات مالية كبرى، وإضافة شركاء جدد لتوسيع الوصول إلى شرائح عملاء متنوعة.

كما تركز الشركة على الابتكار في المنتجات، من خلال طرح حلول جديدة، مثل حماية الدخل، والتأمين على العمليات الجراحية، إلى جانب تطوير برامج الادخار والتقاعد، التي تلبي احتياجات العملاء على المدى الطويل، كذلك نُولي أهمية كبيرة لتعزيز تجربة العميل عبر التحول الرقمي الشامل، وتحسين جودة الخدمات التشغيلية، بما يضمن سهولة الوصول وسرعة الاستجابة.

وماذا عن محور تنمية الكفاءات البشرية؟

تعد الشركة بناء القدرات الاكتوارية الداخلية ركيزة محورية لدعم النمو المستدام وضمان تطوير منتجات متوازنة تتوافق مع المعايير الدولية وتلبي تطلعات السوق المحلية بكفاءة وابتكار، ولذلك تعمل الشركة على تنمية هذه الكفاءات.

وكم بلغت محفظة أقساط الشركة خلال 2024؟

إجمالي أقساط الشركة خلال عام  2024 سجل نحو 8 مليارات جنيه، مقابل 6.2 مليار في عام 2023 ، محققة معدل نمو سنوي قدره 29%، وهو ما يعكس قوة الأداء التشغيلي وتنامي الطلب على منتجات التأمين المختلفة، خاصة في مجالات التأمين الطبي والبنكي.

ما خطتكم للتوسع في قاعدة عملاء الشركة؟

شركة متلايف لتأمينات الحياة تركز على تنفيذ خطة توسعية طموحة تهدف إلى توسيع قاعدة عملائها خلال السنوات المقبلة، عن طريق التوسع في مجال التأمين البنكي، والابتكار الرقمي،  وتطوير منتجات موجهة لفئات جديدة من المجتمع.

وما أبرز الآليات المعتمدة لتحقيق ذلك؟

من الناحية الاستراتيجية، تعتزم الشركة على زيادة عدد البنوك للتعاقد معها بما يتيح الوصول إلى قاعدة أوسع من العملاء عبر شبكة الفروع البنكية المنتشرة في مختلف المحافظات للوصول لقنوات توزيع أوسع، إلى جانب تعزيز العروض الرقمية المباشرة، وإطلاق منتجات مخصّصة للشباب والعمالة غير الرسمية، علاوة على برامج تسويق مَحدَّدة لقطاعي التجزئة والجماعي.

ومن الناحية العلمية، نعتمد على تدريب موظفي البنوك المتعاقد معها أو العاملين لديها، وإطلاق حملات توعية، ودمج حلول الدفع الرقمي، إلى جانب تحسين تجربة المطالبات لتقوية الاحتفاظ بالعملاء.
كم تبلغ الحصة السوقية للشركة، وما خطتكم بشأن زيادة هذه الحصة؟

وفق أحدث مؤشرات القطاع التي تشير إلى إجمالي أقساط تأمينات الحياه والممتلكات تقريبيًا بنحو 88 مليار جنيه، فإن حصة متلايف تقارب 9%، بينما بين شركات تأمينات الحياة فقط تقترب حصتنا السوقية من 21%.

وكما ذكرت ترتكز خطتنا لزيادة هذه الحصة على توسيع الشراكات البنكية، وإطلاق منتجات تنافسية في الحياة والتأمين الطبي، وتعزيز القدرات الرقمية لتحسين الوصول والاكتساب.

وماذا عن المنتجات الجديدة المزمع طرحها بالشركة؟

نواصل تنفيذ استراتيجيتنا القائمة على الابتكار والتوسع المدروس، من خلال طرح منتجات جديدة تلبي احتياجات شرائح متنوعة من العملاء، إلى جانب خططها لزيادة التغطية الجغرافية وتعزيز حضورها البنكي والرقمي على مستوى الجمهورية.

في هذا الإطار، أطلقت الشركة  مؤخراً برنامج “رعاية لحماية الدخل” الذي يهدف إلى تأمين استقرار الأسرة ماليًا في حالات فقدان الدخل أو العجز، بالإضافة إلى برنامج “رعاية للعمليات الجراحية”، المصمم لتغطية تكاليف الإجراءات الطبية والجراحية بشكل شامل وسريع.

وما أبرز المنتجات الأخرى السابق طرحها مؤخرًا؟

الشركة طرحت حديثاً برنامج “التأمين ضد الأمراض الحرجة” (Super Critical Illness)، وهو منتج مبتكر يوفّر حماية مالية فورية ضد مجموعة واسعة من الأمراض الحرجة مثل السرطان وأمراض القلب والجلطات، مع إمكانية تغطية موسعة تشمل حتى 33 مرضًا حرجًا، ويتميز البرنامج بمرونة في فترات السداد وإمكانية التجديد حتى سن 75 عامًا، ويتيح التغطية للأفراد أو الأزواج، مما يعزز مفهوم الحماية التأمينية للأسرة في مواجهة التحديات الصحية والمالية.

كما تعمل «متلايف» حاليًا على إطلاق مجموعة من المنتجات الادخارية والتقاعدية الرقمية، التي ستمكّن العملاء من إدارة مدخراتهم واستثماراتهم بسهولة عبر المنصات الإلكترونية، لتوسيع الشمول التأميني والوصول إلى فئات المجتمع المختلفة.

وماذا عن الشبكة الجغرافية للشركة؟

لدينا حالياً شبكة جغرافية من 13 فرعاً، إلى جانب 610 فروع بنكية عبر شركائها في القطاع المصرفي، وتسعى الشركة لزيادة الوصول للعملاء، وزيادة الانتشار البنكي وتحسين التغطية الرقمية للوصول للمحافظات التي تقل فيها الفروع التقليدية.

هيثم طاهر، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة متلايف لتأمينات الحياة

كم يبلغ رأسمال الشركة حاليًا، وما خطتكم لزيادته؟

رأس المال المدفوع للشركة يبلغ حالياً نحو 500 مليون جنيه، ويجري حاليًا تحديث بيانات رأس المال المرخّص والمصدر وفقًا للمستندات الرسمية قيد الاعتماد، وتضع الشركة ضمن استراتيجيتها خطة لزيادة رأس المال، بما يتماشى مع متطلبات الملاءة المالية الجديدة التي نصّ عليها قانون التأمين الموحد، وذلك بهدف تعزيز قدرة الشركة على مواجهة توسع نشاطها في التأمين الطبي والتأمين البنكي ودعم استثماراتها المتنامية في التحول الرقمي والبنية التكنولوجية.

كم عدد البنوك المتعاقدة معها الشركة لتسويق منتجاتها وما هي، وما خطتكم لزيادة هذه البنوك؟

شركة متلايف متعاقدة حاليًا مع 7 بنوك هي: الإسكندرية، والأهلي الكويتي، والمشرق، وكذلك مصرف أبوظبي الإسلامي، وأبوظبي الأول – مصر، والبنك المصري لتنمية الصادرات، والقاهرة، ونستهدف إضافة بنوك جديدة إلى شبكة شركائنا، مع التركيز على البنوك ذات الانتشار الواسع في قطاع التجزئة.

وماذا عن مبادرات المسؤولية المجتمعية التي تشارك فيها الشركة؟

تضع متلايف المسؤولية المجتمعية ضمن أولوياتها وذلك إدراكاً لدورها في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الوعي المالي والصحي في المجتمع المصري؛ وخلال عام 2024 أطلقت الشركة عددًا من المبادرات النوعية، أبرزها كتاب الأطفال «The 3 Squirrels» الذي يهدف إلى تعزيز الثقافة المالية بين الأطفال، وقد تم توزيعه بالتعاون مع مؤسسات تعليمية ومنظمات مجتمعية، كما نفّذت الشركة حملة Volunteering with Purpose  التي تضمنت مشاركة واسعة من موظفي متلايف في أنشطة مجتمعية متنوعة، أبرزها التبرع بالملابس لصالح بنك الكساء المصري والمساهمة في فرزها وتجهيزها لتوزيعها على الأسر الأكثر استحقاقًا، كما يشارك المتطوعون في مبادرة “شجرها” من خلال زراعة الأشجار بمدارس عدة في مدينة العبور ومستشفى بهية، إلى جانب طلاء جدران مؤسسة “أهل مصر”.

وتشمل الفعاليات كذلك زيارة مستشفى 57357 لحضور جلسات توعية وقضاء وقت مع المرضى وتوزيع الهدايا عليهم، إضافة إلى تنظيم يوم ترفيهي وتوعوي للأطفال الأيتام بالتعاون مع مؤسسة أصيلة في حي الأسمرات؛ وفي إطار دعم الأمن الغذائي، يتعاون موظفو الشركة مع بنك الطعام المصري في تحضير وتعبئة الوجبات الساخنة لتوزيعها على المحتاجين.

كيف ترى أداء سوق التأمين المصري خلال الفترة الأخيرة، وما توقعاتك المستقبلية لها؟

سوق التأمين المصري تسجّل أداءً إيجابيًا ومرنًا رغم التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية، إذ شهدت الفترة الأخيرة نموًا في حجم الأقساط التأمينية بالسوق المصرية، بجانب زيادة ملحوظة في الطلب على التأمين الطبي والبنكي؛ مدفوعًا بزيادة الوعي التأميني وتوسع قاعدة العملاء، كما أظهر القطاع قدرة واضحة على التكيّف مع المتغيرات بفضل التطور التشريعي ودعم الهيئة العامة للرقابة المالية لقطاع التأمين لزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

أما على صعيد المستقبل، فمن المتوقع أن تستمر السوق في تحقيق نمو تدريجي مستدام خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مدعومًا بالتوجه نحو التحول الرقمي وتنوع المنتجات التأمينية، بالإضافة إلى تعزيز السياسات الحكومية الهادفة إلى دعم الشمول المالي وحماية الأصول، فهذه العوامل مجتمعة ستسهم في زيادة معدلات الاختراق التأميني وتعزيز مكانة القطاع كأحد محركات النمو الاقتصادي في مصر.

وماذا عن تأثر قطاع التأمين المصري بالتطور التكنولوجي والرقمنة، ونشاط «متلايف لتأمينات الحياة» والسوق ككل في هذا الملف؟

الرقمنة تشكل عاملًا محوريًا في إعادة تشكيل ملامح سوق التأمين المصري،  إذ أحدثت نقلة نوعية في إصدار الوثائق وإدارة المطالبات وخدمة العملاء، وقد كانت «متلايف» من أوائل الشركات التي تبنت التحول الرقمي، من خلال تطوير قنوات رقمية متكاملة لتسهيل إجراءات الاكتتاب وسداد الأقساط وإدارة المطالبات، إلى جانب استخدام أدوات تحليل البيانات لتحسين التسعير وتجربة العميل.

أما على مستوى السوق ككل، فإن قطاع التأمين المصري يمرّ بمرحلة توسّع سريعة في اعتماد التقنيات الأساسية، مثل القنوات الرقمية، وأنظمة الدفع الإلكتروني، وأتمتة المطالبات، ومع ذلك، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية لا تزال في مراحلها الأولى، لكنها تمثل الاتجاه المستقبلي الذي سيعزز كفاءة العمليات ويمنح القطاع ميزة تنافسية أقوى خلال السنوات المقبلة.

ومن وجهة نظرك، إلى أي مدى تطور وعي المواطن المصري بمنتجات تأمينات الحياة؟

شهد وعي المواطن بهذه المنتجات تطورًا تدريجيًا خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً لدى شريحة المتعلمين والحاصلين على منتجات تأمين بنكية، الذين لديهم اهتمام أكبر بمنتجات الحماية والادخار في آن واحد،  ومع ذلك، ما زالت هناك فئات واسعة من المجتمع بحاجة إلى مزيد من التثقيف التأميني والتبسيط في عرض المنتجات، لضمان فهم أعمق لطبيعة الخدمات والمنافع التأمينية.

وفي هذا الإطار، تسهم مبادرات التوعية المجتمعية والتعليمية التي تطلقها «متلايف»، مثل كتاب الأطفال وبرامج توعية التأمين البنكية في تسريع هذا التحول وتعزيز ثقافة الادخار والحماية بين الأجيال الجديدة.