مصر تتجه لزيادة واردات الذرة إلى 9.5 مليون طن مع ارتفاع الاستهلاك

تُقدّر مؤسسة التحليلات الاقتصادية «إس آند بي» جلوبال للسلع الأساسية ارتفاع واردات مصر من الذرة بنسبة 5% لتصل إلى 9.5 مليون طن خلال موسم 2025/2026، مدفوعة بزيادة الاستهلاك المحلي المتوقع أن يرتفع بنسبة 9.6% ليبلغ 17 مليون طن خلال الموسم نفسه، بدعم من توسع قطاع الدواجن الذي يُعد من أبرز المستهلكين للذرة في صناعة الأعلاف والنشا.

تحول في خريطة التوريد العالمية

تُعد كل من البرازيل والأرجنتين وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للذرة إلى مصر، إلا أن أنماط التوريد شهدت تغيرًا واضحًا خلال الفترة الأخيرة.

ووفقًا لبيانات الموانئ المصرية، تراجعت حصة الذرة البرازيلية إلى 48% حتى سبتمبر 2025، مقارنة بنسبة 55% في عام 2024، بينما بلغت حصة الأرجنتين وأوكرانيا 24% و17% على التوالي، بعد أن كانت 8% و35% في العام السابق. في المقابل، ارتفعت واردات الذرة الأمريكية بشكل كبير من 0.7% من الإجمالي في عام 2024 إلى 8% في عام 2025.

ويؤدي انخفاض المعروض من الذرة في أمريكا الجنوبية إلى دفع المستوردين المصريين للاعتماد بشكل أكبر على الذرة الأوكرانية، رغم أن التجار يشيرون إلى أن الذرة البرازيلية هيمنت على السوق خلال شهري سبتمبر وأكتوبر بفضل جودتها العالية وأسعارها التنافسية. ومن المتوقع أن تصل شحنات الذرة الأوكرانية إلى الموانئ المصرية خلال شهر نوفمبر، بعدما بدأت الشركات الكبرى حجز أولى الشحنات لهذا الموسم.

وقال أحد المستوردين المصريين: «يحاول التجار رفع الأسعار مستغلين نقص الإمدادات من البرازيل والأرجنتين وارتفاع أسعار الذرة الأوكرانية.»

تراجع في الأسعار المحلية وتبدلات في مكونات الأعلاف
كما أفاد التجار بوجود انخفاض في أسعار الذرة بالسوق المحلي نتيجة تراجع أسعار ردة القمح، وهو ما قد يدفع إلى تعديل تركيبات الأعلاف لتقليل الاعتماد على الذرة.

وأوضح أحد المستوردين: «ردة القمح لا يمكن أن تحل محل الذرة، لكنها تساعد في تقليل كميتها في الأعلاف. فعادةً ما تشكل الذرة 70% من مكونات العلف، ويمكن خفضها إلى 60% باستخدام الردة.»

وقد جرى تقدير سعر الذرة الأوكرانية تسليم ميناء يوجني (على البحر الأسود) عند 213 دولارًا للطن، وسعر الذرة البرازيلية تسليم ميناء سانتوس عند 208.55 دولارًا للطن في السابع من أكتوبر لشحنات نوفمبر.