الأمم المتحدة: الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء جعل مصر رائدة إقليمياً في إحصاءات الهجرة

أكدت إليانا بانوفا، الممثل المقيم للأمم المتحدة في مصر، أن الأمم المتحدة منذ تأسيسها اعتمدت في أعمالها من حفظ السلام إلى التنمية المستدامة، ومن العمل المناخي إلى التعليم، على عنصر أساسي واحد هو البيانات الموثوقة، مشيرةً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة شدد على أن البيانات الدقيقة، المحدثة، والمفصلة ضرورية للتعامل مع التحديات المعقدة والمتداخلة التي يشهدها العالم اليوم، من تفاقم عدم المساواة إلى تغير المناخ والتحول الرقمي والتعافي الاقتصادي.

وأضافت بانوفا، خلال كلمتها بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء، أن مصر حققت تحت قيادة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (CACMA) تقدماً كبيراً في تحديث منظومتها الإحصائية الوطنية من خلال تبني الابتكار وتعزيز التعاون الدولي، مؤكدة أن إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد للجهاز يُعد دليلاً على هذه الجهود. وأوضحت أن الأمم المتحدة في مصر تفخر بدعمها لهذه المسيرة، التي تهدف إلى تعزيز جمع البيانات وتحليلها واستخدامها بشكل شامل وعالي الجودة لدعم السياسات التنموية المستدامة وبناء القدرات الوطنية.

وسلطت بانوفا الضوء على عدد من أبرز الشراكات المشتركة بين الأمم المتحدة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مشيرة إلى أن التعاون الممتد بين المنظمة الدولية للهجرة (IOM) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء جعل من مصر رائدة إقليمياً في إحصاءات الهجرة، حيث تم إنشاء وحدة تحليل بيانات الهجرة وإجراء مسح دولي للهجرة على مستوى الأسر باستخدام أدوات رقمية حديثة شمل عشرات الآلاف من الأسر واللاجئين.

كما تعاونت اليونيسف (UNICEF) والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في تنفيذ عدة مسوح وطنية قدمت رؤى تحليلية مهمة حول حياة وتطلعات الشباب، وأسفرت عن إنشاء وحدة الطفل داخل الجهاز، تمهيداً لإطلاق بوابة بيانات الطفل واللاجئين وتطبيقات الهاتف المحمول قريباً.

وأضافت أن التعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والمجلس القومي للمرأة ومؤسسة PARIS21 أثمر عن الانتهاء من المراجعة الوطنية للإحصاءات المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وهو إنجاز بارز نحو دمج البيانات المصنفة حسب النوع الاجتماعي في الأنظمة الوطنية.

كما تطرقت إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بالتعاون مع وزارات البيئة والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لعب دوراً محورياً في توطين أهداف التنمية المستدامة وتعزيز القدرات الإحصائية المحلية من خلال إعداد المراجعات المحلية الطوعية، ودعم الحوكمة وصياغة السياسات، وخاصة تلك الموجهة للشباب، عبر تحليل البيانات المصنفة عبر أهداف التنمية المستدامة الـ17.

وأوضحت بانوفا أن منظمة العمل الدولية (ILO) بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تعمل على تحديث إحصاءات سوق العمل في مصر من خلال مواءمة المسوح الوطنية مع الأطر الدولية التي اعتمدها المؤتمر الدولي لإحصائيي العمل، ويتضمن ذلك تطوير مسح القوى العاملة، ومسوح الأسر والمنشآت، والتحضير لتعداد السكان لعام 2027. وشددت على أن النظام الإحصائي المصري يواصل التطور، وأن المساواة تظل محوراً أساسياً في مسيرة تقدم مصر، مؤكدة أن البيانات الموثوقة والقابلة للمقارنة والمحدثة هي حجر الأساس للحوكمة الرشيدة وبناء الثقة العامة.

وأكدت بانوفا على أن الأمم المتحدة تجدد التزامها بدعم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وجميع الشركاء الوطنيين استعداداً لإجراء تعداد السكان والإسكان القادم، من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية وتعزيز حوكمة البيانات ودمج التقنيات الحديثة مثل التحليل الجغرافي والذكاء الاصطناعي. وقالت في ختام كلمتها: “في هذا اليوم العالمي للإحصاء، أُعرب عن خالص التهاني لفريق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ولكافة الشركاء الوطنيين والدوليين المشاركين اليوم. إن جهودكم المشتركة تُثبت أن عندما تخدم البيانات الجميع يصبح التقدم شاملاً بحق، وعندما تحفظ الإحصاءات ذاكرتنا الجماعية فإنها تُنير مستقبلنا المشترك.”