محافظ البنك المركزي: أفريقيا ستقود النمو العالمي لعقود قادمة

قال حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، إنه يؤمن بإفريقيا وبما يميزها من قدرات قيادية وبشرية، ذلك خلال كلمته في افتتاح حفل تنصيب القيادة الجديدة للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”.

وأكد المحافظ أن هذا الحدث يمثل لحظة تاريخية تحتفي بمؤسسة أفريقية لعبت دوراً محورياً في صياغة مسار القارة الاقتصادي، مشيراً إلى أن “الاحتفال ليس مجرد انتقال رسمي للقيادة، بل هو لحظة تجديد واستمرارية، تؤكد وحدة الهدف التي تميز مسيرة إفريقيا نحو الازدهار”.

وأضاف أن أفريكسيم بنك تحول خلال العقود الماضية من فكرة طموحة إلى مؤسسة عالمية المستوى تجسد التميز والابتكار والقدرة على الصمود، موضحاً أن البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد كان في قلب هذا التحول، حيث موّل التنمية، وبنى الصناعات، وساهم في إطلاق الإمكانات الهائلة للتكامل بين الدول الأفريقية.

وقال عبد الله إن مصر تفخر بأنها من الدول المؤسسة والمستضيفة لنظام البنك، مؤكداً أن إفريقيا تمثل اليوم مصدراً رئيسياً للموارد الأساسية ومركزاً للنمو الديموقراطي وحدوداً للأسواق المستقبلية، مشيراً إلى أن القارة تمتلك “قوة عاملة وقاعدة استهلاكية ستقود النمو العالمي لعقود قادمة”.

وأشار إلى أن “منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تفتح فرصاً جديدة بإنشاء أكبر سوق موحدة في العالم”، مضيفاً أن القارة، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية، تمتلك من مقومات الابتكار والتكامل ما يجعلها ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين.

كما أعرب محافظ البنك المركزي عن تقديره لدور البنك في دعم التنمية الأفريقية وتنفيذ أهداف “أجندة 2016” واتفاقية التجارة الحرة القارية من خلال مشروعات رائدة مثل: نظام المدفوعات والتسويات (Payment and Settlement System)، صندوق التكيف AFC-SDK Adjustment Fund، مراكز التميز الطبية الأفريقية (African Medical Centers of Excellence)، برنامج النقل القاري (Agenda Free Transportation Program)، وإنشاء المناطق الصناعية والفنية والاقتصادية الخاصة (Industrial, Arts, and Special Economic Zone).

وأوضح عبد الله أن البنك لعب دوراً محورياً في تعزيز قدرة القارة على مواجهة الأزمات، لاسيما خلال جائحة “كوفيد-19″، حينما ساهم في حشد الموارد واستقرار الاقتصادات الأفريقية، مؤكداً أن “هذه الجهود برهنت على قدرة أفريقيا على حماية اقتصاداتها والصمود أمام الصدمات العالمية”.

ودعا عبد الله المساهمين والشركاء إلى “دعم قدرات المواطنين والمؤسسات المالية الأفريقية متعددة الأطراف لقيادة أجندة تنمية يقودها الأفارقة أنفسهم”.

وخلال كلمته، وجّه عبد الله تحية خاصة إلى البروفيسور بنديكت أوراما، الرئيس المنتهية ولايته للبنك، تقديراً لقيادته ورؤيته التي نقلت المؤسسة إلى آفاق غير مسبوقة، قائلاً:

“تحت قيادته، توسع البنك في إفريقيا ومنطقة الكاريبي، وعزز تأثيره المؤسسي وأعاد تعريف علاقة إفريقيا بالمجتمع الدولي. أتمنى له النجاح في مسيرته القادمة، وأؤكد له دعمنا الكامل”.

كما رحّب عبد الله بالرئيس الجديد للبنك الدكتور “جورج إيلومبي”، مشيداً بخبرته العميقة ومعرفته المؤسسية الراسخة وإيمانه القوي بالحقائق والغاية، مؤكداً أنه “الأقدر على مواصلة مسيرة من سبقوه وترسيخ قيم الوحدة والتنوع التي يقوم عليها البنك”.

وأضاف محافظ البنك المركزي المصري: “دكتور جورج، نؤكد دعمنا الكامل لك في المرحلة المقبلة، ونتطلع إلى التعاون الوثيق معك لتعزيز استفادة المجتمعات المحلية، ومواصلة جهود التنمية الإقليمية، ومواجهة التغير المناخي، وتنفيذ البرامج الصناعية تحت قيادتك”.

ودعا عبد الله المساهمين إلى “التمسك بالوحدة والتضامن لتحقيق الرؤية المشتركة لإفريقيا التي نريدها”، مشيداً في ختام كلمته بالإدارة ومجلس إدارة البنك، قائلاً: “أود أن أعرب عن تقديري العميق للإدارة وفريق الرئيس المنتخب، الذين عملوا بجهد وإخلاص، وأتمنى لهم التوفيق في ولايتهم القادمة”.

وتابع المحافظ: “ونحن نجتمع هنا في القاهرة لهذا الحفل، أدعوكم جميعاً لاكتشاف روح مصر خارج هذه الجدران، فهي رمز لتراثنا المشترك وقيمنا الراسخة التي تجسد صمودنا وإبداعنا وإيماننا العميق بمستقبلنا المشترك”.