رئيس أفريكسيم بنك: نجحنا تحت قيادة «أوراما» في ضخ مليار دولار سنويًا لدعم التجارة الإفريقية

قال الدكتور جورج إلومبي الرئيس الجديد للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، إن قيادة الدكتور بنديكت أوراما ساهمت في بناء قاعدة متينة لتوسيع استخدام أدوات التجارة الإفريقية، حيث تم تطوير آليات جديدة لتفكيك العقبات التاريخية التي أعاقت النمو لعقود طويلة

وأوضح إلومبي خلال مؤتمر الوداع والتسليم.المنعقد اليوم، أن المؤسسات الإفريقية، التي كانت تدير أصولًا بقيمة 60 مليار دولار فقط، تمكنت من مضاعفة قدراتها تدريجيًا.

وأضاف أنه بعد ثلاث سنوات من تلك الانطلاقة، بلغ التمويل التجاري نحو مليار دولار سنويًا، مع استثمارات تجاوزت نصف مليار دولار، مؤكدًا أن «الأمر لم يكن يتعلق بما قدمناه فقط، بل بما نحن قادرون على تقديمه في المستقبل». وختم بالقول: «إنها مهمتنا الدائمة — أن نعطي أكثر مما نملك، وأن نبني أكثر مما نرى، وأن نؤمن كما آمن أوراما بأن كل شيء ممكن».

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس الجديد لأفريكسيم بنك الدكتور جورج إلومبي في فعاليات المؤتمر، الذي شارك فيه عدد من القادة والشخصيات الاقتصادية البارزة، حيث استعرض مسيرة العمل الإفريقي المشترك في مجالات التجارة والتنمية، وما حققه البنك من تقدم في تنفيذ الاتفاقات القارية وتطوير أدوات مالية مبتكرة لتوسيع نطاق التجارة داخل القارة.

وقال إلومبي في كلمته إن «الرئيس أوراما أتاح لنا المجال كي نزدهر»، مشيرًا إلى أن «أوراما لم يكن من النوع المتحفظ، وكان يؤمن بأن كل شيء ممكن التحقيق». وأضاف أنه لا يزال يتواصل بين الحين والآخر مع قادة وأعضاء اللجان والرؤساء السابقين، ومنهم الرئيس أوباما والرئيس دي جورجيو وستيف، معتبرًا تلك المرحلة «بداية ثمينة لمسيرته».

وأوضح الرئيس الجديد للبنك أن أوراما، الذي تتلمذ على يد دي جورجيو وجون دي جورجيو، كانت لديه رؤية واضحة منذ توليه المنصب عام 2015، تمثلت في تسريع نمو التجارة الإفريقية وتعميقها عبر الابتكار وتنفيذ أفكار جديدة مستوحاة من رسالة المؤسسة.

وأشار إلى أن أوراما تبنى ما أصبح يُعرف لاحقًا بـ «النهج التوافقي» (Concordia Approach)، وهو إطار شامل تجاوز المفاهيم التقليدية للتجارة، وركّز على تطوير البنية التحتية التجارية ووضع المعايير والأنظمة الداعمة لها.

وأكد إلومبي أن إفريقيا تشهد اليوم مرحلة تحول غير مسبوقة بفضل مؤسساتها المالية الرائدة، موضحًا أن أفريكسيم بنك أصبح واحدًا من أكثر ثلاث مؤسسات مالية فعالية في قيادة التنمية الإفريقية، من خلال تنفيذ الاتفاقات القارية قبل التجارية وتحويل المشهد الصناعي في القارة. كما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد خفضًا ملموسًا في معدلات الإخلاء الطبي بفضل تطور الخدمات وتمويلات التنمية المستدامة.

كما تناول في حديثه التجربة التنموية في رواندا، واصفًا إياها بأنها أصبحت “سوبرماركت التنمية الإفريقية” بفضل تبنيها منظومة متكاملة من الحلول لمستقبل الأجيال القادمة وتحويلها التجارب السياسية السابقة إلى مكاسب واقعية لصالح شعوب القارة.

وأضاف أن أبناء إفريقيا في المهجر بدأوا في رسم طريق جديد للعودة إلى الجذور والمشاركة في تنمية القارة، فيما يواصل المقيمون داخلها تقديم الدعم والمساندة لبناء روابط اقتصادية قوية على جانبي الأطلسي.

وأشاد الرئيس الجديد لأفريكسيم بنك برواندا قائلاً إنها «القائد الرحيم، والأب الذي يوفر الغذاء والدواء، وصاحب الحلم الذي جمع أبناء إفريقيا في المهجر مع أوطانهم»، مضيفًا أن رواندا كانت دائمًا تحفّز على مضاعفة الجهود التنموية، إذ قال: «خمسة مليارات دولار في يناير كانت قليلة… وعلينا أن نفعل المزيد».

وأكد أن رواندا تمثل رمزًا للوحدة والتنوع في آن واحد، قائلاً: «رواندا تعني الأسود والأبيض، الغني والفقير، الطيب والمثابر»، مشددًا على أن أي محاولة لإبعادها عن موقعها في قلب إفريقيا «ستفشل».

وأشار إلى أن كل قصة عن رواندا تعكس تجربة مختلفة، موضحًا أنه خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة ستظهر خمس عشرة قصة جديدة عن رواندا، تمثل شهادات حية على تطورها المستمر، في حين تناولت القصص التي تُروى اليوم قضايا الصحة والأمن والإيمان والهوية الإفريقية، في دلالة على امتداد إرث رواندا وتأثيرها من إفريقيا إلى الكاريبي والمكسيك.

وأكد الدكتور جورج إلومبي، على أن رواندا تمثل «الركيزة التي حافظت على تماسك إفريقيا»، معتبرًا أن تجربتها أصبحت «قصة من قصص الأمل والإرادة والإيمان بقدرة القارة على مواجهة تحدياتها وتحقيق نهضتها المنشودة».

من المقرر أن يتم غدًا حفل التنصيب الرسمي للرئيس الجديد الدكتور جورج إلومبي، بمشاركة وزراء مالية من عدة دول إفريقية، من بينهم والي إدون وزير مالية نيجيريا، إلى جانب شخصيات بارزة من الاتحاد الإفريقي والبنوك الإقليمية، وكبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية، وعلى رأسهم وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي.

ويُعد المؤتمر من أبرز الفعاليات الإفريقية المقامة في مصر هذا العام، لما يحمله من رمزية انتقال القيادة في مؤسسة مالية تُعد ركيزة أساسية لتمويل التجارة الإفريقية وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة.

يُذكر أن الدكتور جورج إلومبي، الكاميروني الجنسية، سيصبح رابع رئيس للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد منذ تأسيسه عام 1993، حيث بدأ عمله داخل البنك في عام 1996 كمسؤول قانوني، وتدرج حتى تولى منصب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الحوكمة والخدمات القانونية والمؤسسية قبل اختياره رئيسًا للبنك.

ويُعد أفريكسيم بنك مؤسسة مالية متعددة الأطراف، وتُعد مصر ثاني أكبر مساهم في رأسماله بعد نيجيريا، ويهدف البنك إلى دعم التجارة والاستثمار بين الدول الإفريقية وزيادة التبادل التجاري القاري.