الذهب يلتقط أنفاسه ليتراجع بأكثر من 1.5% مع ترقب بيانات التضخم الأمريكي

تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1.5% اليوم الثلاثاء، إذ لجأ المستثمرون إلى جني الأرباح بعد أن سجل المعدن النفيس مستوى قياسيًا جديدًا في الجلسة السابقة، مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة.

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.7% إلى 4,267.36 دولار للأونصة، بعدما بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4,381.21 دولار يوم الإثنين، فيما تراجع العقود الأمريكيةو الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.3% إلى 4,303.60 دولار للأونصة.

وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.

وقال نيتيش شاه، استراتيجي السلع في شركة WisdomTree: «أسعار الذهب لا تزال مرشحة لمزيد من الارتفاع، لكن وتيرة الصعود كانت سريعة للغاية، ونتيجة لذلك سنشهد تراجعات تصحيحية كلما سجلت الأسعار مستويات قياسية جديدة.»

وقد دفعت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، إلى جانب عمليات الشراء المستمرة من البنوك المركزية والطلب الاستثماري القوي وتوقعات خفض الفائدة الأميركية، أسعار الذهب إلى الارتفاع بنسبة 63% منذ بداية العام.

ويركز المستثمرون الآن على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي (CPI) المقرر صدورها يوم الجمعة، والمتوقع أن تُظهر ارتفاعًا بنسبة 3.1% على أساس سنوي خلال سبتمبر، وهو ما قد يعزز توقعات السوق بأن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع المقبل.

ويستفيد الذهب، باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا، عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وفي الأسواق الآسيوية، ارتفعت الأسهم يوم الثلاثاء بدعم من الآمال في تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بينما سجل مؤشر نيكاي الياباني ارتفاعًا مع استعداد ساناي تاكايتشي لتولي منصب رئيس وزراء اليابان القادم، مما زاد الضغط على الين.

وقال جيوفاني ستاونوفو، محلل في بنك UBS: «لا يزال هناك العديد من المستثمرين الذين لم يشاركوا في موجة صعود الذهب، وهم يترقبون فرصة الدخول في حال حدوث تراجع بالأسعار، وهو ما قد يحد من الهبوط في الوقت الحالي برأيي.»

أما في المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة تقارب 4% إلى 50.39 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 3.9% إلى 1,574.05 دولار، بينما هبط البلاديوم 4.5% إلى 1,428.25 دولار للأونصة.

وأشار متعاملون ومحللون إلى أن زيادة تدفقات الفضة من الولايات المتحدة والصين إلى سوق لندن الفوري ساعدت في تخفيف قيود السيولة في أكبر مركز تداول للمعادن الثمينة خارج البورصة في العالم.