«التصديري للمفروشات»: تعقيدات التراخيص وغياب العمالة تهددان باندثار السجاد اليدوي المصري القطان: السجاد اليدوي المصري يفقد تنافسيته في الخارج وسط ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع الصادرات بواسطة سناء علام 20 أكتوبر 2025 | 4:31 م كتب سناء علام 20 أكتوبر 2025 | 4:31 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 17 حذر محمد القطان، أمين صندوق المجلس التصديري للمفروشات المنزلية ممثلاً عن قطاع السجاد اليدوي، من التدهور الحاد الذي تشهده الصناعة في مصر خلال السنوات الأخيرة. وأكد في تصريحات خاصة لـ” أموال الغد” على هامش انتخابات غرفة صناعة الحرف اليدوية لدورة 2025/ 2029، أن أرقام الصادرات في تراجع مستمر، مما يشير للانحدار المتسارع الذي يهدد أحد أهم القطاعات التراثية في البلاد. إقرأ أيضاً «شفيعة الوكيل»: ارتفاع أسعار الفضة بأكثر من 60% يضغط على الحرفيين ويضعف القوة الشرائية «الحرف اليدوية»: القطاع يحظى باهتمام حكومي.. و230 مليون دولار صادرات مستهدفة 2026 «التصديري للأثاث»: نسعى لمضاعفة صادرات القطاع إلى ليبيا وأوضح القطان أن صناعة السجاد اليدوي فقدت أكثر من ثلثي طاقتها الإنتاجية مقارنة بما قبل عام 2011، مشيراً إلى أن آخر تقرير للمجلس التصديري أظهر تراجعاً في الصادرات بنسبة بلغت نحو 14% خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي. وأضاف أن هذا التراجع يعكس أزمة حقيقية في قطاع كان يمثل أحد أبرز مكونات الحرف المصرية المميزة، إذ كانت صادراته تصل إلى أسواق كبرى مثل الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وسويسرا وفرنسا، إلى جانب الدول العربية، حين كانت شركات الطيران تتنافس على شحن كميات ضخمة من السجاد المصري في الثمانينيات والتسعينيات. وأشار القطان إلى أن الصناعة واجهت موجات متتالية من التراجع منذ ما قبل عام 2011، مروراً بفترة عدم الاستقرار السياسي، ثم جائحة كورونا وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، لافتاً إلى أن السجاد اليدوي يعد من السلع الرفاهية التي تتأثر سريعاً بالأزمات الاقتصادية العالمية. وذكر أن تعقيدات تجديد الرخص والسجل الصناعي أصبحت من أبرز العقبات التي تعطل حركة الإنتاج والتصدير، إذ لم تعد الرخص مستديمة بموجب القوانين الجديدة، حتى تلك التي تعود إلى أربعينيات القرن الماضي وتحمل ختم الملك فاروق. وتابع أن متطلبات الدفاع المدني لتجديد الرخص أصبحت مرهقة ومكلفة ، وهو ما يعرقل المصانع عن تجديد سجلاتها الصناعية، موضحا أن ذلك يمنع حصول المصانع على شهادات المنشأ الضرورية للتصدير، مما يصعب دخول الأسواق الأوروبية والأمريكية. وفيما يتعلق بالعمالة، أشار القطان إلى أن القطاع يعاني من غياب الأجيال الجديدة الراغبة في تعلم الحرفة، إذ يفضل كثير من الشباب العمل في مهن أسرع عائداً مثل قيادة “التوك توك” بدلاً من الجلوس لساعات طويلة أمام النول. ودعا إلى ضرورة تأسيس مدارس فنية متخصصة لتعليم الحرف اليدوية مثل السجاد والصدف، إلى جانب التعليم الأكاديمي من المرحلة الابتدائية وحتى الإعدادية، لضمان استمرار المهنة وعدم اندثارها. وتحدث القطان أيضاً عن انهيار منظومة الإنتاج القديمة التي كانت تعتمد على المصانع الكبيرة و”السمسار” الذي يجمع إنتاج القرى الصغيرة، موضحاً أن هذا النظام انهار بعد أن أصبح أصحاب الأنوال المنزلية يبيعون مباشرة في المعارض المحلية مثل “تراثنا”، مما أفقد المصانع القدرة على تجميع كميات كافية للتصدير الموحد. وذكر أن القطاع يواجه ضغوطاً اقتصادية متزايدة نتيجة ارتفاع أسعار الخامات بنحو 50% خلال 18 شهراً، إلى جانب أن الصبغات تعد المكون المستورد الوحيد، مما أدى ذلك إلى ارتفاع سعر المتر وتراجع تنافسية المنتج المصري في الخارج، خاصة مع انخفاض سعر صرف الدولار الذي أثر سلباً على العائدات، إذ انخفضت حصيلة المصدر من 5000 إلى نحو 4700 جنيه لكل 100 دولار، دون وجود آلية لتعويض الفارق. وشدد القطان على أن إنقاذ قطاع السجاد اليدوي يتطلب تحركاً عاجلاً من الجهات المعنية عبر تيسير الإجراءات الحكومية الخاصة بالتراخيص والضرائب والتأمينات، وتكثيف برامج التدريب لتأهيل العمالة الجديدة، فضلاً عن توسيع المشاركة في المعارض الدولية وتنظيم معرض عالمي في مصر لجذب كبار المستوردين وإعادة وضع السجاد اليدوي المصري على خريطة الأسواق العالمية. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/x2sw السجاد اليدويالمجلس التصديري للمفروشاتانتخابات غرفة صناعة الحرف اليدويةصادرات السجاد اليدوي