وزير التعليم العالي: الذكاء الاصطناعي ركيزة لبناء اقتصاد معرفي في مصر

انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر جامعة القاهرة الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس الجامعة، وبمشاركة عدد من الوزراء والخبراء المحليين والدوليين، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من مؤسسات البحث العلمي وشركات التكنولوجيا العالمية.

وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن المؤتمر لا يمثل حدثًا علميًا فحسب، بل يعد منصة وطنية لرسم مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث والصناعة، مشيرًا إلى أن العالم يشهد طفرة غير مسبوقة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وهو ما يستلزم تسريع وتيرة تبني التكنولوجيا في خدمة التنمية المستدامة.

وأوضح  أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تبنت رؤية طموحة للتحول الرقمي، جعلت من الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لبناء اقتصاد معرفي تنافسي يعزز جودة التعليم ويدعم البحث العلمي والابتكار.

وأضاف أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي (مارس 2023) والسياسة الوطنية للابتكار المستدام مثّلا انطلاقة قوية لترسيخ الذكاء الاصطناعي في صميم خطط الدولة التنموية.

وأشار الوزير إلى أن مصر تمتلك اليوم أكثر من 100 كلية للحاسبات والذكاء الاصطناعي تضم ما يزيد على 50 ألف طالب، في خطوة تؤكد الاستثمار الحقيقي في بناء القدرات البشرية وتأهيل جيل رقمي جديد قادر على قيادة المستقبل.

كما استعرض أبرز ملامح دليل ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي (الإصدار الثالث – سبتمبر 2025)، الذي يمثل إطارًا وطنيًا لتنظيم الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية والأمان الرقمي.

من جانبه، رحب الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة بالحضور، مؤكدًا أن انعقاد المؤتمر في أكتوبر يعكس أن إرادة التقدم لا تقل عن إرادة النصر، وأن مصر تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق انتصارات جديدة في مجالات العلم والتكنولوجيا والمعرفة، مستندة إلى عقول علمائها وشبابها.

وأشاد رئيس الجامعة بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي لوقف الحرب في غزة بمدينة السلام شرم الشيخ، مؤكدًا أن هذا الموقف يجسد دور مصر التاريخي في إرساء السلام والاستقرار، كما يعكس دعم القيادة السياسية المستمر للجامعات المصرية في أداء رسالتها الوطنية في بناء الإنسان وصياغة المستقبل.

وأوضح عبدالصادق أن المؤتمر يعكس الدور الريادي لجامعة القاهرة في قيادة التحول الرقمي والمعرفي ودعم توجه الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة، مشيرًا إلى أن الجامعة أطلقت أول استراتيجية جامعية متكاملة للذكاء الاصطناعي في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط في أكتوبر 2024، المتسقة مع رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن هذه الاستراتيجية ترتكز على أربعة محاور رئيسية تهدف إلى تحويل جامعة القاهرة إلى جامعة ذكية توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث والإدارة وصنع القرار، وتأهيل كوادر قادرة على قيادة التغيير في المجتمع.

وأكد عبدالصادق أن المؤتمر يمثل جسرًا يربط بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي، مشيرًا إلى أن رسالة الجامعة لا تكتمل إلا حين يتحول العلم إلى تطبيق والبحث إلى أثر والمعرفة إلى قيمة اقتصادية. وتتناول جلسات المؤتمر قضايا حيوية مثل الذكاء الاصطناعي في الصحة، التكنولوجيا المالية، الأمن السيبراني، القوانين والأخلاقيات، وتطوير التعليم العالي، إلى جانب عرض تجارب دولية وتطبيقات مبتكرة من شركات عالمية وناشئة ومشروعات طلابية متميزة.

ولفت رئيس الجامعة إلى دور شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية، التي أُنشئت مطلع 2025 كأول كيان من نوعه في تاريخ الجامعة، لتكون منصة مؤسسية لحماية الملكية الفكرية وتحويل نتائج الأبحاث إلى مشروعات إنتاجية تدعم الاقتصاد الوطني وتعزز تنافسية الدولة في مجالات الابتكار.

واختتم عبدالصادق كلمته بالتأكيد على أن جامعة القاهرة ستظل في مقدمة الجامعات التي تقود التحول نحو المستقبل، وتسهم في صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي الوطنية والدولية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يهدف إلى إصدار وثيقة سياسات شاملة للذكاء الاصطناعي تمثل خارطة طريق لتوظيف التكنولوجيا في خدمة التنمية وتعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة.

وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، بينهم الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية والرئيس التنفيذي للمؤتمر، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمد جبران وزير العمل، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، إلى جانب رؤساء الجامعات ونوابهم وممثلي المنظمات الدولية وعدد كبير من طلاب الجامعات المصرية.