رئيس لجنة التعاون العربي يقترح تأسيس شركة مساهمة موحدة لتعزيز التواجد المصري في الأسواق العربية

اقترح محمد البهي، رئيس لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات المصرية، تأسيس شركة مساهمة كبرى تضم الشركات المصرية الكبرى والمتوسطة والصغيرة، بهدف تعزيز الوجود المصري المنظم في الأسواق العربية، وعلى رأسها ليبيا والعراق، والاستفادة من الفرص الاقتصادية الكبيرة المتاحة بهما.

وأوضح خلال اجتماع لجنة التعاون العربي، أن الشركة المقترحة ستكون كياناً جامعاً ومحاكياً للتكتلات الصناعية العالمية، وتهدف إلى تعيين مديرين تنفيذيين مؤهلين داخل الدول المستهدفة للترويج للمنتج المصري، ومتابعة تحصيل المستحقات، وحل المشكلات، والتفاوض نيابة عن الشركات المصرية، إضافة إلى توفير العملة الصعبة الناتجة عن التصدير.

وأكد البهي أن الكيان سيكون هادفاً للربح، ويمكنه تقديم خدماته أيضاً لغير المساهمين مقابل نسبة من العوائد أو رسوم محددة، موضحًا أن الفكرة جاءت لمواجهة حالة التردد والبطء المصري في التحرك الخارجي، والتي تتيح المجال للمنافسين مثل الصينيين والأتراك لتعزيز وجودهم في الأسواق العربية، مستشهداً بإنشاء الصين أكبر مصنع سيراميك في مدينة مصراتة الليبية للتصدير إلى أوروبا.

وأشار إلى أن القطاع الخاص المصري يمتلك القدرات الفنية والكوادر المؤهلة، لكنه بحاجة إلى تحرك منظم وتواجد فعلي في الأسواق الخارجية، مؤكداً أن الفرص المتاحة في العراق وليبيا ضخمة، حيث تلقت مصر طلبات من مجلس الوزراء العراقي لبضائع بقيمة تصل إلى 14 مليار دولار، إلا أن الشركات التركية ما زالت تسيطر على نسبة كبيرة من الواردات العراقية.

وأضاف البهي أن زيارته الأخيرة إلى ليبيا كشفت عن حالة من الأمان والانفتاح الاقتصادي تخالف الصورة السلبية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن الليبيين يرحبون بالتعاون مع مصر، وأن صندوق إعمار ليبيا دعا الشركات المصرية للدخول المشترك في مشروعات التصدير نحو الأسواق الأفريقية.

وجدد الدعوة لإحياء فكرة اتحاد صناعات عربي يقوم على مفهوم تراكم المنشأ المستوحى من التجربة الأوروبية، بما يسمح بتكامل المزايا التنافسية بين الدول العربية في التصنيع والتصدير.

وذكر البهي أن الصناعة المصرية تمتلك تطوراً كبيراً في مجالات مثل الصناعات الدوائية، وتتوافق منتجاتها مع المواصفات الأوروبية والعالمية، إلا أن ضعف التسويق الذاتي يظل أحد أهم العقبات.

ودعا إلى تحسين الصورة الذهنية للمنتج المصري ودعم الكيانات الكبيرة مثل شركة السويدي، التي وصف وجودها في العراق بأنه “قاطرة للصناعة الوطنية”.

كما دعا البهي إلى إنشاء قائمة بيضاء للمصدرين المصريين الملتزمين، كخطوة ضرورية لاستعادة الثقة في الصادرات المصرية وضمان استمرارية التعاون مع الأسواق الخليجية والعربية.