الملحق التجاري العراقي: نحتاج الخبرات المصرية لتوطين الصناعة

أكد حسين علي موسى الملحق التجاري بالسفارة العراقية بالقاهرة، أن جمهورية العراق – حكومة وشعباً – تولي اهتماماً بالغاً بالصناعة والخبرات المصرية، مشيراً إلى أن المنتج المصري يحظى بثقة كبيرة وحنين خاص لدى المستهلك العراقي، ما يمنحه ميزة تنافسية قوية في السوق العراقية.

وقال خلال اجتماع لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات، إن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني شدد في أكثر من مناسبة على أهمية مشاركة الشركات المصرية في إعادة إعمار العراق، حيث أكد في أحد خطاباته أن “أبواب العراق مفتوحة على مصراعيها أمام الشركات المصرية”، وهو امتياز خاص يجب استغلاله بصورة فاعلة من جانب القطاع الخاص المصري.

وأوضح موسى أن العراق يتجه بقوة نحو توطين الصناعة في مختلف المجالات، داعياً الشركات المصرية إلى نقل خبراتها وإنشاء مصانع داخل الأراضي العراقية وفق أحدث التقنيات المتاحة.

وأشار إلى أن السوق العراقي حالياً بحاجة ماسة إلى استثمارات وخبرات مصرية في قطاعات محددة تشمل (الصناعات المعدنية الثمينة كالذهب والحديد والمجوهرات، المنتجات الصيدلانية، صناعة اللدائن ومصنوعاتها).

وذكر موسى أنه قد رفع مذكرات تفصيلية إلى اتحاد الصناعات المصرية تتضمن احتياجات السوق العراقي وفرص الشراكة المتاحة في هذه القطاعات الحيوية.

وأشاد موسى بعدد من النماذج الناجحة للشركات المصرية العاملة في العراق، التي تجسد التعاون الاقتصادي بين البلدين، من أبرزها (شركة إيديتا التي أنشأت مصنعاً لإنتاج المعجنات بالشراكة مع شركة طعمة جبر عباس باستثمارات تبلغ 28 مليون دولار، شركة كايرو ثري ايه التي تقيم مصنعاً لمصنعات الدواجن في البصرة بتكلفة 40 مليون دولار، والمقرر اكتماله بنهاية العام الجاري، كما تعمل شركات المقاولات المصرية الكبرى مثل أوراسكوم، حسن علام، والمقاولون العرب في مشروعات بنية تحتية وإسكان كبرى.

وتابع أن الحكومة العراقية منحت مجمعين سكنيين ضخمين لكل من هشام طلعت مصطفى ونجيب ساويرس ضمن خطة التنمية العمرانية بالعراق.

وشدد موسى على أهمية استخدام المنتجات المصرية في الاستثمارات التي تنفذها الشركات المصرية داخل العراق، قائلاً: “ليس من المنطقي أن ينجح المقاول المصري في مشروعاته بمواد مصرية في الداخل، ثم يلجأ إلى منتجات أجنبية عند الاستثمار في العراق”.

وأضاف أن شركة الرشيد العراقية حصلت مؤخراً على وكالة حديد عز، وتُجري مفاوضات للحصول على وكالة سيراميك الجوهرة، ما يعزز الحضور الصناعي المصري في السوق العراقية.

وبيّن الملحق التجاري أن حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق يبلغ حالياً نحو مليار دولار، بعد أن كان 300 مليون دولار فقط قبل ثلاث سنوات، لكنه لا يزال دون الطموحات مقارنة بحجم واردات العراق من دول أخرى مثل تركيا (18 مليار دولار) وإيران (28 مليار دولار) والإمارات (12 مليار دولار).

وأكد أن الهدف المبدئي كان بلوغ المليار دولار في العام الأول فقط من خطة تعزيز العلاقات التجارية.

ولفت موسى إلى أن الشركات المصرية ما زالت تعاني من ضعف في التسويق والترويج داخل العراق، مستشهداً بطريق بغداد – كربلاء الذي يمر عليه نحو 22 مليون زائر سنوياً، ولا توجد به منتجات مصرية في قطاع المفروشات، في حين تنتشر المنتجات الصينية والكورية على نطاق واسع.

ودعا موسى الشركات المصرية إلى المشاركة بفاعلية في المعارض المقامة في بغداد، مشيراً إلى أن الجناح المصري بالمعرض العراقي العام تم تخصيصه في القاعة رقم 3، وهي من أفضل القاعات وأكثرها جذباً للزوار.

ونوه بأن شركة مصرية صغيرة حققت مبيعات بقيمة 450 ألف دولار خلال مشاركتها في معرض بغداد الدولي الأخير، ما يعكس حجم الفرص المتاحة أمام الشركات المصرية.

وكشف موسى عن مباحثات حالية لإنشاء مصنع لإنتاج الأدوات الصحية في العراق بالتعاون مع مستثمر عراقي ورجل اعمال  مصري ، مؤكداً أن المشروع سيكون تحت إدارة مصرية وسيعزز من وجود الصناعة المصرية داخل العراق.