لقاحات المكورات الرئوية.. استثمار له جدوى صحية واقتصادية على المجتمع والدولة بواسطة اسلام فضل 1 أكتوبر 2025 | 3:22 م كتب اسلام فضل 1 أكتوبر 2025 | 3:22 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 37 أكد أ.د. جيمي فيرجي، مدير قسم أمراض الأطفال المعدية في مستشفى دريسكول للأطفال بالولايات المتحدة، أن تطعيم الرضع في الدول النامية بلقاحات المكورات الرئوية يسهم في إنقاذ الأرواح وتخفيف الأعباء الاقتصادية على أنظمة الرعاية الصحية، حيث يوفر ما يقرب من 5.8 مليار دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن كل دولار يُستثمر في برامج التحصين يعود بالنفع بما يصل إلى 52 دولارًا. جاء ذلك خلال زيارته إلى مصر ولقائه مع أطباء الأطفال لبحث أحدث التطورات في مجال اللقاحات. وفيما يلي نص الحوار: ما هي المحاور الرئيسية التي ناقشتموها مع أطباء الأطفال المصريين خلال زيارتكم؟ تحدثت مع زملائي في مصر عن أهمية استخدام لقاح المكورات الرئوية المترافق الأحدث (PCV) لتوفير حماية أوسع ضد عدوى المكورات الرئوية، حيث أن الولايات المتحدة كانت أول دولة تُدخل هذا اللقاح في برنامج التحصين الوطني عام 2000، ثم انتقلنا إلى لقاحات أكثر تطورًا، بدأت بتغطية سبعة أنواع من البكتيريا، ثم توسعت إلى 13 نوعًا، والآن نعمل على لقاحات أحدث تستهدف 20 نوعًا من المكورات الرئوية. هل هناك دراسات اقتصادية لتقييم جدوى التطعيم ضد المكورات الرئوية؟ بالتأكيد. تطعيم الرضع يوفر على النظام الصحي نحو 3.2 مليار دولار سنويًا من تكاليف العلاج، بالإضافة إلى 2.6 مليار دولار من التكاليف المجتمعية مثل ساعات العمل الضائعة والنفقات الشخصية، كما أن إدخال اللقاح في أفريقيا وحدها مسؤول عن إنقاذ 70% من الأرواح التي يتم إنقاذها عالميًا، بينما لا يتطلب سوى 12% من حجم الاستثمار العالمي. ما هي أبرز التحديات في تشخيص الأمراض المعدية لدى الأطفال مقارنة بالبالغين؟ الأطفال الصغار لا يستطيعون التعبير عن أعراضهم، ما يجعل التشخيص يعتمد على الأسرة، معظم العدوى تبدأ بأعراض متشابهة مثل الحمى وفقدان الشهية والتعب، ومن الصعب التمييز بينها في البداية، المشكلة أن المرض قد يتطور بسرعة لدى الأطفال، وهو ما يجعل الوقاية بالتطعيم الوسيلة الأكثر أمانًا وفاعلية. كيف يمكن تقييم جدوى التطعيم اقتصاديًا؟ في دراسة دولية غطّت 94 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل بين عامي 2021 و2030، تبين أن اللقاحات منعت عبئًا اقتصاديًا يقدّر بـ 828.5 مليار دولار، أما العائد الاستثماري فكان كبيرًا للغاية: كل دولار يُستثمر في التطعيم يعادل 20 دولارًا باستخدام منهج “تكلفة المرض”، ويصل إلى 52 دولارًا عند استخدام منهج “قيمة الحياة الإحصائية”. ما هي أفضل الاستراتيجيات لوقاية الأطفال في الدول منخفضة الدخل؟ لدى منظمة الصحة العالمية توصيات واضحة، من بين أهم اللقاحات: لقاح فيروس الروتا، والمكورات الرئوية، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الذي يُعطى للحوامل لحماية الأطفال حديثي الولادة، كما أن لقاح المكورات السحائية مهم في بعض الظروف الخاصة مثل السفر للحج أو العمرة. ما رأيكم في التشكيك المستمر في اللقاحات؟ من المؤسف وجود هذا التشكيك، رغم أن اللقاحات خضعت لتجارب صارمة وأثبتت فعاليتها نعم، قد تسبب بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل الحمى أو الألم مكان الحقن، لكنها تبقى الوسيلة الأكثر أمانًا وفعالية في حماية الأطفال من أمراض قاتلة. كيف تغيرت معدلات إصابة الأطفال بعد جائحة كورونا؟ خلال الجائحة، انخفضت معظم العدوى باستثناء كوفيد-19، لكن بعد انتهائها ارتفعت معدلات الإصابة بشكل ملحوظ فيما يُعرف بـ”انتقام الفيروسات”، التحدي الأكبر الآن أن كثيرًا من الأطفال لم يتلقوا لقاحاتهم الروتينية خلال الجائحة، ما يزيد من مخاطر الإصابة. ما هي نصيحتك للآباء والأطباء وصانعي السياسات؟ للآباء أقول: اللقاحات آمنة وفعالة، وقد أعطيتها لأطفالي شخصيًا للأطباء: لدينا لقاحات أحدث وأكثر تطورًا يجب الاستفادة منها لحماية الأطفال، أما صانعو السياسات، فأقول: إن الاستثمار في التطعيم هو استثمار في حياة وصحة الأجيال القادمة، ووسيلة لتحقيق وفورات اقتصادية واجتماعية كبيرة. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/4otf لقاحات المكورات الرئويةمستشفى دريسكول للأطفال بالولايات المتحدة