دينا عبدالفتاح تكتب: في الصراع على الميّه والأكل.. مين الأحق؟ بواسطة دينا عبد الفتاح 30 سبتمبر 2025 | 1:33 م كتب دينا عبد الفتاح 30 سبتمبر 2025 | 1:33 م دينا عبدالفتاح رئيس تحرير أموال الغد النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 26 الذكاء الاصطناعي أم الإنسان؟ قضية جديدة بتفرض نفسها على العالمً العالم النهاردة مش بس بيواجه أزمات تقليدية زي الحروب والفقر وتغيّر المناخ. فيه قضايا جديدة غريبة بتفرد نفسها كأنها امتحان للإنسانية كلها: مين الأولى بحق الميّه والأكل؟ الإنسان اللي محتاج يشرب ويعيش… ولا الذكاء الاصطناعي اللي محتاج يشرب ويتبرّد عشان يشتغل ويجاوب على أسئلتنا؟ مشهد من الواقع جلس صديقان على قهوة في حرّ النهار، والجو خانق، والعرق بينزل من جباه الناس وهم بيدوروا على نسمة هوا. الأول كان مبسوط جدًا، ماسك موبايله، بيورّي صاحبه تطبيق الذكاء الاصطناعي. ضحك وقال له: “شايف؟ في ثواني بيكتبلي مقالات ويرسملي صور. دي حاجة تخوّف وتفرّح في نفس الوقت. الآلة دي أذكى من بني آدم بكتير!” ابتسم التاني ابتسامة حزينة، وقال له بصوت هادي: “عارف إن ورا كل رد من ده في فاتورة؟ مش فلوس… لكن ميّه وكهربا.” اتسعت عيون الأول بدهشة وقال: “إزاي يعني؟” رد التاني: “الموضوع أبسط مما تتصور. كل مرة تسأل الذكاء الاصطناعي، فيه مراكز بيانات عملاقة تشتغل وتسخن. المراكز دي بتشرب ملايين اللترات من الميّه عشان تتبّرد، وتستهلك كهربا قد مدينة كاملة عشان تفضل شغالة. يعني اللتر اللي يروي أرض فلاح في قرية، ممكن نفس اللتر يروح لتبريد كمبيوتر بيكتبلك مقال.” سكت الأول لحظة طويلة، قلبه تقبض، وقال: “يعني الآلة دي بقت منافس لينا على نفس الميّه اللي عايزينها نعيش بيها؟” هزّ التاني رأسه وقال: “بالضبط. دخلنا في سباق غريب: الإنسان ضد الآلة. لكن الخطير مش السباق نفسه، الخطير إن اللي بيحكم السباق مش العدل ولا الإنسانية… اللي بيحكم هو الاستثمار. وساعتها الأصلح مش هيكون الإنسان… هيكون الآلة اللي معاها فلوس ووراها شركات.” نظر الأول لفنجان القهوة قدامه، وشعر بطعم مرارة جديدة. قال بصوت مبحوح: “يعني ممكن ييجي وقت الآلة تشرب أكتر مننا؟” أجابه صاحبه: “أيوه، لو ما عملناش قوانين تحمي الموارد وتدي الأولوية للإنسان، هنوصل لمرحلة الذكاء الاصطناعي ياخد حصته قبل مننا. وبدل ما التكنولوجيا تكون في خدمتنا، هنبقى إحنا اللي في خدمتها. هو ده الصراع الجديد اللي بيتفرد على العالم… صراع البقاء إقرأ أيضاً دينا عبدالفتاح تكتب: فرضية المواجهة العسكرية المصرية–الإسرائيلية.. وسيناريوهات الاقتصاد في زمن الحرب دينا عبدالفتاح تكتب: استثمار أجنبي أم استعمار ناعم؟ الوجه الخفي لحركة الأموال الآن دينا عبدالفتاح تكتب: المطارات تُموَّل من جيوب المواطنين.. فهل تُعطيهم حقهم؟ الموضوع مش خيال علمي. دي أرقام وحقائق بتتسجل كل يوم. مراكز البيانات في الإمارات وحدها ممكن تستهلك أكتر من 20 مليار لتر ميّه في سنة واحدة. في مصر، مجرد مركز صغير يقدر يستهلك 25 مليون لتر ميّه في السنة. تخيّل في بلد أصلاً بيعاني من ندرة المياه. الكهربا اللي بتشغل المراكز دي تكفي لتغذية مدن كاملة. ومع كل ده، الهدف مش دايمًا إنقاذ حياة أو تطوير طب، ممكن بس يكون رسم صورة أو كتابة مقال. الخطورة إننا لأول مرة بنلاقي نفسنا في منافسة مباشرة مع الآلة على أساسيات الحياة: الميّه والأكل. وفي ظل غياب الشفافية، الاستثمار والشركات الكبرى هما اللي بيحددوا الأولويات. الحلول قبل ما العطش يغلبنا رغم قتامة المشهد، الحلول موجودة لو كان فيه إرادة. • التبريد الذكي: استخدام أنظمة حديثة تعيد تدوير المياه وتقلل استهلاكها بدل إهدارها. • الطاقة المتجددة: تشغيل المراكز بالطاقة الشمسية والرياح بدل الاعتماد على الفحم والوقود الملوث. • التشريعات: قوانين تلزم الشركات تكشف أرقام استهلاك الميّه والكهربا بشفافية، وتضع حدود قصوى في البلدان اللي فيها شُح مائي. • الأولوية للإنسان: القاعدة الذهبية لازم تكون واضحة — الموارد للبشر أولًا، ثم للتكنولوجيا. كلمة أخيرة القضية دي مش بس عن تكنولوجيا متقدمة ولا عن رفاهية المستقبل. دي قضية بقاء: هل هنسيب الذكاء الاصطناعي يتحول إلى وحش عطشان ياخد حصته قبل الإنسان؟ ولا هنقف ونرسم خط فاصل نقول فيه: الميّه والأكل حق للبشر أولًا. التكنولوجيا ممكن تكون في خدمتنا، لكن لو استسلمنا لجشعها، هنصحى نلاقي نفسنا مجرد ضيوف في عالم الأصلح فيه مش الإنسان… لكن الآلة اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/oxex الإعلامية دينا عبدالفتاحالذكاء االاصطناعيالصراع على المياهمقالات دينا عبد الفتاح