محافظ بني سويف: نسعى لتكون المحافظة قلعة للتصنيع الزراعي بمجال النباتات الطبية والعطرية

أكد محمد غنيم، محافظ بني سويف، أن المحافظة تسعى إلى التحول إلى قلعة للتصنيع الزراعي في مجال النباتات الطبية والعطرية، مستفيدة من ميزتها النسبية الكبيرة في هذا القطاع، والذي ظل غير مستغل بالشكل الأمثل لسنوات طويلة.

وأوضح أن الدولة بكامل مؤسساتها تعمل على دعم هذه الصناعة الواعدة، بما يضمن فتح آفاق جديدة للتصدير وزيادة القيمة المضافة للإنتاج الزراعي المصري.

وأضاف غنيم أن بني سويف لم تعد مجرد محافظة زراعية تقليدية، بل أصبحت واحدة من قلاع الصناعة في مصر، وهو ما فرض البحث عن صيغة لدمج القطاعين الزراعي والصناعي معًا عبر التصنيع الزراعي.

وذكر أن المحافظة تتبنى نهجًا يقوم على الترويج للقطاع، ودعم إنتاج زراعات عالية الجودة، والعمل على تصنيعها محليًا، بما يعزز مكانة بني سويف كمركز رئيسي لهذه الصناعة.

وأكد غنيم أن الاستراتيجية بدأت من صغار المزارعين الذين يمثلون القاعدة الأساسية للقطاع، حيث تم تأسيس جمعية تعاونية لدار المزارعين في سمسطا لتجميع المزارعين في كيان واحد قادر على التفاوض والدخول في منظومة حديثة للإنتاج، ويهدف هذا الكيان إلى نشر الممارسات الصحيحة للزراعة والجمع والتجفيف، خاصة أن النباتات الطبية والعطرية تتطلب مواصفات دقيقة وحساسة.

وأشار إلى أن المحافظة تعمل على تقليل حلقات سلسلة الإمداد من المزارع إلى المصنع، بما يحقق ربحية أعلى لكل الأطراف، ويحد من دور الوسطاء الذين طالما استحوذوا على نصيب أكبر من القيمة المضافة، كما يتم تشجيع المزارعين على الانخراط في الزراعات التعاقدية، لضمان استقرار الإنتاج وتسويق المحاصيل بأسعار عادلة.

ولفت غنيم إلى أن هذه الجهود تتم بالتعاون مع شركاء دوليين من بينهم الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، وهيئة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، إلى جانب وزارة الزراعة.

وكشف المحافظ عن خطوات جادة لإنشاء ما يسمى بـ “كلاستر” أو “هب” للنباتات الطبية والعطرية، وهو تجمع متكامل يجمع بين الخدمات والتصنيع.

ويشمل هذا المشروع مجمع خدمي تعليمي على مساحة 7500 متر مربع، تم توقيع بروتوكوله بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية والاتحاد الأوروبي، إنشاء أول معمل لتحليل متبقيات المبيدات خارج وزارة الزراعة، بما يرفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية، تخصيص مساحة لإقامة منطقة صناعية متخصصة في تصنيع النباتات الطبية والعطرية، مع العمل على جذب مستثمرين استراتيجيين للبدء في المشروع.

ونوه غنيم إلى أن المحافظة تضم بالفعل 56 مصنعًا كبيرًا تعمل في هذا المجال، إلى جانب صناعات أسرية متوارثة عبر أجيال، مما يعكس عمق الجذور الصناعية لهذا القطاع في بني سويف.

وشدد أن دور الدولة يتمثل في أن تكون ميسرًا لعملية الاستثمار الاقتصادي، مشددًا على أن المحافظة توفر المساحات القابلة للزراعة وتدعم المستثمرين من مختلف الأحجام، سواء صغارًا أو كبارًا.

وتابع أن هذا التوجه يعزز من مكانة بني سويف كوجهة استثمارية واعدة في مجال النباتات الطبية والعطرية، التي تشهد طلبًا متزايدًا في الأسواق العالمية.

كما أكد على أن المؤتمر الصحفي يهدف إلى تسليط الضوء على فرص الاستثمار في المحافظة، وأن هذه الجهود تأتي في إطار رؤية مصر 2030 الهادفة إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة