عضو غرفة الصناعات النسيجية: استراتيجية وطنية شاملة السبيل لتعزيز صادرات الغزل والنسيج المصرية

أكد المهندس محمود غزال، الرئيس التنفيذي لمجموعة MGS للصناعة وعضو غرفة الصناعات النسيجية، أن قطاع الغزل والنسيج المصري يمر بمرحلة حاسمة تجمع بين فرص واعدة للنمو عبر التصدير والاستثمار، وتحديات ضاغطة مرتبطة بتكاليف الإنتاج والمنافسة العالمية.

وأوضح  أن مصر تمتلك مقومات قوية تؤهلها لجذب استثمارات جديدة في هذا القطاع، أبرزها القطن طويل التيلة، والموقع الجغرافي القريب من الأسواق الأوروبية، إضافة إلى الاتفاقيات التجارية التي تمنح المنتجات المصرية ميزة تنافسية.

ولفت غزال  إلى أن البيروقراطية، وارتفاع تكلفة التمويل المحلي، وضعف الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة ما زالت تحد من انطلاقة الصناعة نحو العالمية.

وأشار إلى أن صناعة الغزل والنسيج لا تقتصر على البعد الاقتصادي، بل تلعب دوراً اجتماعياً مهماً من خلال توفير مئات الآلاف من فرص العمل، خاصة للنساء، ما يجعلها ركيزة أساسية للتنمية المجتمعية والتمكين الاقتصادي.

وأضاف غزال أن ارتفاع أسعار الخامات والطاقة والخدمات اللوجستية يمثل ضغوطاً إضافية على المصانع المصرية مقارنة بالدول المنافسة، فضلاً عن “التكاليف الغارقة” الناتجة عن الاستثمارات الضخمة في المعدات والبنية التحتية، وهو ما يستوجب رفع كفاءة التشغيل لتعزيز القدرة التنافسية.

وفيما يتعلق بالأسواق الخارجية، أكد أن أوروبا والولايات المتحدة تمثلان فرصة حقيقية للصادرات المصرية، خاصة مع توجه هذه الأسواق للبحث عن بدائل أكثر استدامة وأقرب جغرافياً من الواردات الآسيوية. وأوضح أن المنتجات القطنية المصرية الصديقة للبيئة قادرة على استعادة مكانتها إذا جرى استثمارها وتسويقها بالشكل الأمثل.

كما أشار إلى أن مصر تتمتع بميزة نسبية في تكلفة العمالة مقارنة ببعض الدول مثل تركيا، لكنها تواجه منافسة قوية من أسواق أخرى مثل بنجلادش وفيتنام، الأمر الذي يتطلب الاستثمار في تدريب العمالة وتبني التكنولوجيا الحديثة لضمان جودة عالية وسرعة في التسليم.

وعلى الصعيد المحلي، أوضح غزال أن الفجوة لا تزال قائمة بين قدرات الشركات الكبرى والمصانع الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من ضعف التمويل وصعوبة النفاذ إلى الأسواق. أما على المستوى الدولي، فالمنافسة مع الصين والهند وتركيا تفرض ضرورة التركيز على الجودة، سرعة الاستجابة لمتطلبات العملاء، والالتزام بمعايير الاستدامة البيئية.

وقال: “إن صياغة استراتيجية وطنية متكاملة لدعم الصادرات، وتطوير العمالة، وتحديث التكنولوجيا، هو الطريق الأمثل لإعادة وضع مصر في صدارة خريطة صناعة الغزل والنسيج العالمية.”