دينا عبدالفتاح تكتب: محمد بن سلمان.. «المتمرد» بواسطة دينا عبد الفتاح 22 سبتمبر 2025 | 3:20 م كتب دينا عبد الفتاح 22 سبتمبر 2025 | 3:20 م الإعلامية دينا عبدالفتاح النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 350 منذ بداية التاريخ، لم يخلّد البشر أسماء البنّائين الذين شيّدوا الأبراج ولا المهندسين الذين صنعوا أعاجيب الدنيا، بل بقيت أسماء المبدعين والمفكرين والقادة الذين غيّروا حياة الناس. نحن جميعًا نعرف أفلاطون وأرسطو ونعيش حتى اليوم على أثر فلسفتهما، لكننا لا نكاد نعرف من الذي بنى برج بيزا المائل أو من الذي صمم برج إيفل، رغم أن هذه الأبراج صارت رموزًا معمارية شهيرة. الفارق أن العمارة مهما عظمت تظل صامتة، أما الفكر الذي يحرر الإنسان ويغير حياته فهو الذي يحرك الحضارات ويكتب للتاريخ معناه. إن الذين تمردوا على الأصولية الجامدة وفتحوا الأفق أمام البشر هم الذين صنعوا النهضات الكبرى. وكل قائد بارز في التاريخ لم يُخلّد اسمه لأنه شيّد طوبًا وحجرًا، بل لأنه غيّر ظروف البشر وجعل حياتهم أكثر رحابة وسلامًا. فعندما يتغير الإنسان في جوهر حياته اليومية، يحدث التسريع العظيم الذي يغير مسار الدولة كلها. أما إذا تُرك الإنسان مقيدًا بينما تُبنى له الأبراج والمخططات، فلن يشعر أحد بالنهضة، ولن يكتب لها النجاح. اليوم، وفي وسط منطقة عربية مثقلة بالحروب والأزمات، برزت السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كنبراس نور. السر في ذلك أن البداية لم تكن من الحجر والخرسانة، بل من الإنسان نفسه. حينما تنفّس الناس حرية جديدة، وتحرروا من قيود الأصولية التي كبّلتهم طويلًا، وُلدت طاقة فرح هائلة جعلت المواطنين أنفسهم يتحولون إلى أكبر حملة تسويقية لنجاح النظام الجديد. محمد بن سلمان نجح في جعل الناس تتنفس الحرية للمرة الأولي في تاريخ المملكة لقد تجرأ محمد بن سلمان على مواجهة ميراث ثقيل من الفكر الأصولي الذي هيمن على المجتمع لعقود طويلة. هذا الفكر لم يكتفِ بالتحكم في السياسة، بل سيطر على تفاصيل الحياة اليومية وفرض قيودًا خانقة على المرأة، وحوّل الدين من رسالة سلام ورحمة إلى منظومة هيمنة وتشدد. فجاءت القرارات الحاسمة لتفكك هذه المنظومة: السماح للمرأة بالقيادة، تمكينها من العمل، منحها الحق في السفر بلا وصاية، وأخيرًا تحريرها من العباءة السوداء المفروضة. لم تكن هذه مجرد إصلاحات شكلية، بل كانت إعلان تمرّد على إرث من الجمود والتشدد، وبداية لمرحلة جديدة أكثر إنسانية. حينما فتحت السعودية أبوابها للترفيه، وحين جلست المرأة خلف مقود سيارتها لأول مرة، وحين شعر الشباب أنهم جزء من العالم، تغيّرت الروح العامة للمجتمع. الناس أنفسهم صاروا أكبر حملة دعائية للبلاد، ليس لأن هناك حفلات أو فعاليات فقط، بل لأنهم لأول مرة شعروا أنهم يتنفسون هواءً جديدًا. المواطنون السعوديون أنفسهم صاروا أكبر حملة تسويقية لنجاح النظام الجديد وسط دول غارقة في الفوضى والحروب، ظهرت السعودية كصورة جديدة: دولة تصالح بين الحداثة والدين، بين التقاليد والانفتاح. لم يعد الحديث عنها مقصورًا على النفط أو الصحراء، بل صار عن مجتمع يتغير بسرعة، ويفرض نفسه كقوة صاعدة. العالم رأى ذلك في وجوه الناس: نساء أكثر حرية، شباب أكثر انفتاحًا، مجتمع أكثر ثقة. هذه الصورة الإنسانية كانت أقوى من أي حملة إعلامية، فجعلت السعودية كتلة مضيئة وسط عتمة المنطقة. تحطيم الزي الأسود خطوة تمرد جديدة في اغتيال الأصولية وطمس رموز التشدد ضد المرأة قرار تحرير المرأة من الزي الأسود لم يكن مجرد تعديل على قواعد اللباس، بل كان ضربة رمزية عميقة للأصولية. فالزي الأسود كان لسنوات طويلة رمزًا للتشدد والعنف. وحينما يتحول هذا الرمز نفسه إلى طاقة حرية، تتحرر الروح قبل الجسد. وزن هذه الخطوة يتضاعف لأن السعودية تحتضن في قلبها الكعبة المشرفة والمسجد النبوي، اللذين هما رمزان عالميان للسلام والنور. وهكذا يصبح تحرير صورة المرأة إعادة وصل الدين بروحه الأصلية: دين رحمة لا قهر، دين نور لا ظلام. ما يميز محمد بن سلمان أنه متمرد ذكي. لم يكن تمرده مجرد رفض للماضي، بل كان بناءً لنهج جديد. يعرف أن الناس إذا تغيّرت حياتهم اليومية فإنهم سيغيرون الدولة كلها. يعرف أن صورة الدولة عالميًا تُصنع من خلال وجوه مواطنيها وهم يعيشون بحرية وكرامة، لا من خلال الأبراج الشاهقة وحدها. ولهذا صار يُنظر إليه كأيقونة مختلفة في قيادة المنطقة، لأنه غيّر حياة البشر قبل أن يبني المدن. وهذا هو الفارق بين حاكم يُذكر عابرًا في كتب التاريخ، وحاكم يُخلّد كصانع تحول مختلف. إذا استمر هذا النهج، فإن السنوات العشر القادمة كفيلة بتحويل السعودية إلى نموذج عالمي. •اقتصاديًا: تمكين المرأة والانفتاح الثقافي سيجعلان الاقتصاد أكثر تنوعًا وصلابة. •اجتماعيًا: مجتمع شاب متحرر من قيود الماضي سيصبح أكثر ثقة وإبداعًا. •سياسيًا: المملكة ستظهر كقوة معتدلة تقود المنطقة نحو الاستقرار. •ثقافيًا: ستتحول إلى مركز إبداعي يصدّر فنونًا وأفكارًا للعالم. حينها لن يُقاس النجاح بعدد ناطحات السحاب أو المشروعات التنموية المبهرة وحسب، بل بكم الحرية والكرامة التي عاشها الناس. وسيكتب التاريخ أن محمد بن سلمان لم يكن مجرد قائد يبني اقتصادًا جديدًا أو سياسة حديثة، بل كرائد إنسانية جديد حرر الملايين من عبودية الأصولية السوداء التي أزهقت الحقوق ورعت التمييز وأوقدت العنف والكراهية. وسوف تبرز صورته من الآن كمؤثر وأيقونة مختلفة في حياة البشر، كاسرًا قيود الماضي، ومانحًا الناس القدرة على الحلم بالمستقبل. السعودية لم تعد مجرد بلد نفط وصحراء، بل مجتمع يتغير بسرعة ويفرض نفسه كقوة صاعدة خلاصة القول: الإنسان هو نقطة البداية والنهاية. محمد بن سلمان اختار أن يبدأ من الإنسان، فغيّر صورة الدولة كلها. ومن هنا يستحق أن يُوصف بأنه المتمرد الذكي الذي وضع استحقاقات إنسانية شعبه في مقدمة أولوياته، فحفر مكانته كأحد إصلاحيي الإنسانية الجدد، الذي ستكتب حروف اسمه بالنور في مستقبل تتويج السعودية كإحدى الدول المتحضرة الكبرى. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/koff الأمير محمد بن سلمانالإعلامية دينا عبد الفتاحدينا عبدالفتاح تكتب