مصر تنتج 1.8 مليون طن عنب .. وتصدر زبيب بـ 14.6 مليون دولار خلال 2024

29

أصدرت غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية دراسة شاملة عن صناعة الزبيب في مصر، جاء ذلك في أعقاب تصريحات الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، الذي أكد اعتزام الحكومة إنشاء مجمع صناعي متطور لإنتاج الزبيب. وجاءت هذه الخطوة كاستجابة مباشرة لمطالب المزارعين والمصنعين، في ظل الحاجة إلى تطوير هذه الصناعة الواعدة بما يعزز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية المصرية.

مصر من كبار منتجي العنب… وصناعة الزبيب ما زالت محدودة

تشير الدراسة إلى أن مصر تُعد ضمن أكبر عشر دول منتجة للعنب عالميًا، حيث يتراوح إنتاجها السنوي بين 1.7 و1.8 مليون طن، غير أن نسبة صغيرة فقط من هذا الإنتاج تُوجّه للتجفيف وصناعة الزبيب، فيما يُستهلك أغلبه طازجًا أو يُوجّه للتصدير كعنب

وتعتمد الصناعة في معظمها على التجفيف الشمسي التقليدي، مع محاولات محدودة لإدخال تكنولوجيا التجفيف الصناعي، وهو ما يُؤثر على جودة المنتج ويحد من تنافسيته عالميًا رغم تميزه بالسعر المنخفض.

الاستهلاك المحلي يستحوذ على الإنتاج

أوضحت الغرفة أن السوق المحلية تستحوذ على النصيب الأكبر من إنتاج الزبيب، بينما تبقى الصادرات المصرية محدودة نسبيًا، فقد بلغت صادرات مصر خلال عام 2024 نحو 14.573 مليون دولار بكمية 5163 طنًا.

استحوذت الجزائر وحدها على 81% من الصادرات المصرية من الزبيب خلال 2024، تليها المغرب بنسبة 10%، ثم تونس 7%، والأردن 2%.

في المقابل، استوردت مصر نحو 1745 طنًا بقيمة 4.851 مليون دولار، جاءت غالبيتها من لبنان بنسبة 84%، تلتها تركيا (6%)، إيران (5%)، سوريا (3%)، والإمارات (2%).

صادرات الزبيب ترتفع عالميا

على المستوى الدولي، سجلت صادرات الزبيب العالمية 2.019 مليار دولار (866 ألف طن) خلال 2024، مقارنة بـ 1.758 مليار دولار (922 ألف طن) في 2023، وتتصدر تركيا القائمة بحصة 30% من الإجمالي، تليها الولايات المتحدة (10%)، جنوب إفريقيا (9%)، شيلي والصين (7% لكل منهما)، فيما جاءت مصر بحصة لا تتجاوز 1% فقط.

أما الواردات العالمية فقد بلغت 2.019 مليار دولار (847 ألف طن) في 2024، مقارنة بـ 1.701 مليار دولار (881 ألف طن) في 2023، وجاءت المملكة المتحدة على رأس المستوردين بنسبة 12%، تلتها ألمانيا (9%) وهولندا (7%)، ثم اليابان والهند وفرنسا وكندا بنسب تتراوح بين 4 و5%، بينما استحوذت السعودية على 2%.

أسواق واعدة للزبيب المصري

سلّطت الدراسة الضوء على مجموعة من الأسواق التي تحمل إمكانات تصديرية عالية للزبيب المصري، تتوزع جغرافيًا بين أوروبا: المملكة المتحدة، هولندا، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، سلوفاكيا، وفي الشرق الأوسط دول تركيا، السعودية، الإمارات، اليمن، وشمال إفريقيا دول الجزائر، المغرب، ليبيا.

وفي آسيا تعد الدول ذات الامكانات التصديرية المرتفعة للزبيب المصري الصين، الهند، روسيا، وفي أمريكا الشمالية الولايات المتحدة، كندا.

الصناعات الغذائية: مصر لديها فرصة للتحول لمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الزبيب خلال 10 سنوات .. بشروط

ترى غرفة الصناعات الغذائية أن أمام مصر فرصة لتحويل نفسها إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير الزبيب عالي الجودة خلال العقد المقبل، عبر خطوات استراتيجية تشمل:

التوسع في تحويل العنب إلى زبيب بدلاً من تصديره طازجًا.

إدخال تكنولوجيات تجفيف حديثة باستخدام الطاقة الشمسية المطورة أو الغاز والكهرباء.

تحسين المواصفات القياسية لتتناسب مع متطلبات الأسواق الأوروبية والآسيوية.

تعزيز الزراعة التعاقدية لضمان استقرار الإمدادات وجودة المحصول.

تحسين التعبئة والتغليف، وتطوير علامات تجارية مصرية قادرة على المنافسة.

التوسع في الأسواق القريبة مثل الخليج وإفريقيا وأوروبا الشرقية، ثم التدرج نحو الأسواق المتقدمة.

تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

تطوير أصناف عنب جديدة ملائمة للتجفيف عبر البحث العلمي.

وجاءت تصريحات الفريق كامل الوزير متقاطعة مع ما طرحته الدراسة، حيث شدّد على أن مشروع إنشاء مجمع صناعي للزبيب ليس رفاهية بل ضرورة اقتصادية، قائلاً:

“هو الزبيب حرام؟ هو فيه حد مابياكلش زبيب؟ إحنا لما نصدّره ونجمع عملة صعبة… لازم نعمل مصنع.”

وأوضح الوزير أن المشروع سيُسهم في خفض فاتورة الاستيراد، وزيادة الصادرات، وتوفير آلاف فرص العمل في الريف خلال مواسم الحصاد والتجفيف. كما أكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية الدولة لتعزيز الصناعات الغذائية ذات القيمة المضافة وربط الإنتاج الزراعي بقطاع الصناعة، بما يعزز تنافسية مصر في الأسواق العالمية.