استثمارات المصريين في دبي تقفز 150% في شهرين.. ما الأسباب؟ بواسطة فاطمة إبراهيم 6 أغسطس 2025 | 2:29 م كتب فاطمة إبراهيم 6 أغسطس 2025 | 2:29 م استثمارات المصريين في عقارات دبي النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramThreadsBlueskyEmail 74 برز الاستثمار العقاري في دبي كوجهة مفضلة لعدد من المصريين، وذلك بسبب تزايد الضغوط على المدخرات المحلية مع تقلبات سعر صرف الجنيه المصري وارتفاع معدلات التضخم، للتجه أنظارهم إلى ما وراء الحدود، بحثًا عن ملاذات أكثر أمانًا لأموالهم، حيث تمتزج فرص التملك السلس بعوائد استثمارية منافسة، مدعومة ببيئة اقتصادية وتشريعية مستقرة. توفر الإمارة من بيئة اقتصادية مستقرة، وتشريعات واضحة تُشجع على التملك الأجنبي، فضلاً عن عائدات إيجارية تُعد من بين الأعلى إقليميًا، وفقًا لـ«الشرق». وبحسب منصة «أجابي»، شهد عدد المشترين المصريين للعقارات في دبي قفزة بنسبة 150% خلال أول شهرين من عام 2025، ما لفت انتباه الخبراء الاقتصاديين والمحللين العقاريين وصناع السياسات، الذين رأوا أن هذا الارتفاع لا يرتبط فقط بأزمة العملات في مصر، بل يعكس أيضاً مزيجاً من الدوافع الاستثمارية والمعيشية المتنوعة. ويُذكر أن اهتمام المصريين بسوق العقارات في دبي بدأ يتشكل منذ عام 2015، إلا أن الزخم الحقيقي جاء متزامناً مع موجات التراجع في قيمة الجنيه المصري، الأمر الذي جعل من السوق العقاري في دبي وجهة أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يمتلكون أصولاً بالجنيه. وبحسب تحليل أجرته شركة «نايت فرانك»، كان المصريون من «أكبر المستفيدين» من شراء العقارات في دبي خلال السنوات الأخيرة، عند احتساب أثر تغيرات أسعار الصرف. وأوضح فيصل دوراني، الشريك ورئيس الأبحاث في الشرق الأوسط لدى الشركة، أن أسعار العقارات في دبي تراجعت حتى نهاية الربع الأول من 2021 بنحو 26.3% عن ذروتها، لكن عند تقويمها بالجنيه المصري، فقد سجلت استثمارات المصريين آنذاك مكاسب قاربت 51.4%. وأضاف: “لو عدنا إلى عام 2007، فإن عوائد الاستثمارات العقارية للمصريين والباكستانيين كانت ستتجاوز 200%”. وخلال عام 2023، تصاعدت وتيرة الشراء من قبل المصريين، حيث أشارت بيانات وكالة رويترز إلى أن المصريين كانوا من بين أبرز الجنسيات التي زاد تملكها للعقارات في دبي، إلى جانب اللبنانيين والباكستانيين والأتراك، مستفيدين من استقرار الأسعار وسهولة الوصول إلى الفرص الاستثمارية. ومع نهاية عام 2024، رصدت شركة «ألسوب أند ألسوب» نموًا بنسبة 61% في عدد المشترين المصريين، وهو ما مهد الطريق للقفزة الكبيرة في يناير وفبراير 2025. ووفقاً لتقرير “أجابي”، احتل المصريون المرتبة الخامسة بين الجنسيات الأكثر شراءً للعقارات في دبي، بعد الهنود والسعوديين والبريطانيين والباكستانيين. عوامل جاذبة للاستثمار في دبي تتمتع دبي بمقومات استثمارية تجعلها بيئة مثالية لشريحة متزايدة من المصريين الساعين إلى حماية أصولهم في ظل ظروف محلية متقلبة. وتأتي على رأس هذه المقومات ربط العملة بالدولار الأميركي، والإعفاء الضريبي على الدخل والأرباح، إضافة إلى البنية التحتية المتطورة، وجميعها عناصر تعزز من جاذبية الإمارة على الساحة الاستثمارية العالمية. وفي تقريرها لعام 2024 حول توزيع الأثرياء عالميًا، أفادت مؤسسة «هينيلي آند بارتنرز» بأن الإمارات تفوقت على الولايات المتحدة كأكثر وجهة استقطاباً للمليونيرات المهاجرين، ما يعكس تنامي الثقة في السوق العقارية بالإمارة. وساهم الإقبال الواسع من المستثمرين الأثرياء من تركيا ومصر في انتعاش سوق العقارات بدبي، حيث أشار محمد بن غاطي، رئيس مجلس إدارة شركة «بن غاطي» العقارية، إلى أن «تقلبات العملة دفعت العديد من المستثمرين إلى تخصيص جزء من ثرواتهم خارج بلدانهم بحثًا عن الأمان». وأضاف: «كثير منهم وقف متفرجًا وهو يرى المكاسب الرأسمالية الكبيرة تتحقق في دبي خلال السنوات الماضية، وقد فاتته الفرصة». وبالنسبة للمصريين، تمثل دبي خيارًا مثاليًا يحقق معادلة الحفاظ على القرب الجغرافي من الوطن والتمتع في الوقت نفسه ببيئة استثمارية مستقرة، حيث لا يتجاوز وقت الرحلة من القاهرة إلى دبي 4 ساعات، وتُعد الإمارة بلدًا عربيًا يحافظ على القيم والتقاليد الثقافية، وفق تقرير صادر عن شركة «حبتور ريسيرش» تباين أهداف الشراء يختلف هدف شراء المصريين للعقارات في دبي بحسب مكان إقامتهم؛ فالمصريون المقيمون داخل الإمارات غالباً ما يشترون بهدف السكن الدائم أو ترقية مستوى المعيشة، مستفيدين من معرفتهم الدقيقة بالسوق المحلية وارتفاع تكاليف الإيجار، وفقاً لتقارير «نايت فرانك» و«بيوت دوت كوم» في المقابل، يسعى المصريون المقيمون في مصر إلى التملك في دبي لأغراض استثمارية أو تأمين إقامة مستقبلية، مدفوعين بالعروض التسويقية وخطط الدفع الطويلة التي تقدمها الشركات العقارية في المعارض الدولية، مثل «سيتي سكيب دبي» و«معرض العقارات الدولي بالقاهرة». وتُظهر بيانات منصتي «بروبرتي فايندر» و«دي إكس بي إنترأكت» أن المشترين من خارج الإمارات يفضلون المشاريع الجديدة قيد الإنشاء ذات الأسعار التنافسية والعوائد الإيجارية الموعودة، بينما يختار المقيمون مشاريع جاهزة في مناطق قريبة من العمل والمدارس مثل «الخليج التجاري» و«دبي هيلز». أداء عقارات دبي آخر 10 سنوات بالنظر إلى بيانات الفترة 2014-2025، تفوقت سوق العقارات في دبي على العديد من الأسواق العالمية. تراوحت الزيادات السنوية في الأسعار بين 3% و10%، وشهدت المنازل الفاخرة أفضل نمو بنسبة تقارب 10% سنوياً بحسب تقرير لموقع «توب لوكجري بروبيرتي» (topluxuryproperty.com). كما شهدت دبي ارتفاعاً قياسياً في أسعار العقارات منذ عام 2021، إذ قفزت حوالي 60–75% حتى أوائل 2025، لتصل إلى مستويات تقترب من أوقات فقاعة 2008 بحسب تقرير «أنيكا بروبرتي». مع هذا النمو الكبير، حذرت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني من احتمال حدوث تصحيح يصل إلى 15% خلال النصف الثاني من 2025 ويمتد حتى 2026، مع تسليم ما يقرب من 210 آلاف وحدة سكنية جديدة قد تضغط على السوق. بعد انحسار التصحيح المتوقع، ستدخل السوق مرحلة توازن بين العرض والطلب. مع دعم عدد السكان المتزايد (من المتوقع الوصول إلى أكثر من 4.6 مليون نسمة بحلول 2030) بحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، فضلًا عن الإجراءات التنظيمية المُحسنة وزيادة الطلب على المناطق الفاخرة، ستشهد أسعار الشقق نمواً سنوياً معتدلاً بنسبة 5–7% وفق تحليل نُشر على موقع شركة «داماك العقارية». أما الفلل الفاخرة فقد تسجل زيادات تصل إلى 8–10% سنوياً، وفق تقرير لموقع استشارات العقارات «كونسالتانسي مي.كوم». فيما توقعت شركة نايت فرانك أن ترتفع أسعار المساكن بنحو 8% خلال العام الحالي، وأن تزيد بمتوسط 5% للعقارات الفاخرة. العوائد الإيجارية بين مصر ودبي تُحقق دبي عوائد إيجارية أعلى بانتظام مقارنة بمعظم المدن المصرية. إذ توفر المناطق الحيوية مثل وسط المدينة، وقرية جميرا الدائرية ونخلة جميرا عوائد إجمالية تتراوح بين 6% و9%، وقد تزيد في بعض الحالات. وفي المقابل، رغم أن بعض الأحياء في القاهرة تُبدي مؤشرات واعدة (مثل المهندسين بعائد 13.3%، والقاهرة الجديدة بعائد 7.06%)، إلا أن السوق المحلية تواجه تحديات من حيث التضخم، وصعوبات التمويل، حسبما تفيد بيانات تقرير دليل «جلوبال بروبيرتي». الإقامة الذهبية في الإمارات يلعب برنامج الإقامة الذهبية في الإمارات دوراً كبيراً؛ إذ يتيح للمستثمرين العقاريين الذين يشترون عقاراً بقيمة مليوني درهم إماراتي أو أكثر (ما يعادل نحو 545 ألف دولار) الحصول على تأشيرة إقامة قابلة للتجديد لمدة 10 سنوات، كما ورد على موقع شركة “داماك العقارية” الإلكتروني. وتمنح هذه التأشيرة للمستثمر -ولأسرته- حرية الحركة، وإمكانية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، وحق التملك الكامل بنسبة 100% في الأعمال التجارية. انعكس ذلك في أرقام العام الماضي حيث أسس المصريون نحو 5300 شركة في دبي 2024، ليكونوا ثالث أكثر الجنسيات تأسيساً للشركات في الإمارة، بحسب بيانات غرفة التجارة. تشمل الفئات المؤهلة للحصول على الإقامة الذهبية المستثمرين في العقارات ورواد قطاع الأعمال والمواهب النابغة والعلماء والمتخصصين، علاوة على الأوائل من الطلاب والخريجين ورواد العمل الإنساني وخط الدفاع الأول من الكوادر في مجالات تمس الحاجة إليها في النواحي الأمنية والصحية والبيئية، بحسب الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ. وخلال العام الماضي تم تأسيس حوالي 5300 شركة مصرية جديدة في دبي بما يعزز نشاط تملك العقارات من قبل مؤسسي ومساهمي هذه الشركات. ومن ذلك تصريح رجل الأعنجيب ساويرس في مقابلة تلفزيونية مؤخراً أن أفضل دولة عربية للاستثمار فيها حالياً هي الإمارات، وأفضل قطاع فيها هو العقارات، لافتاً إلى أنه يشعر بالندم لأنه لم يستثمر فيها بوقت أبكر من ذلك. وبلغ متوسط العائد الإيجاري في مصر 6.77% خلال الربع الثاني من 2025، إلا أن العوائد المعدلة حسب المخاطر والتقلبات تجعل السوق الإماراتية المرتبطة بالدولار أكثر جاذبية. ويشير تقرير لموقع «وايز» الأمريكي إلى أن دبي لها أفضلية حتى على بعض العقارات بغض النظر عن فارق عوائد الإيجار حيث رسخت نفسها كمركز عالمي بحكومة مستقرة وبنية تحتية ذات كفاءة عالية. كما أنها تجذب السكان والشركات من جميع أنحاء العالم، لذلك هناك طلب ثابت على العقارات الإيجارية. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/yj6o استثمارات المصريين في دبي