باكستان والولايات المتحدة توقعان اتفاقًا تجاريًا للتنقيب عن النفط وتعزيز العلاقات السوقية

أبرمت الولايات المتحدة اتفاقًا تجاريًا مع باكستان مع اختتام المسؤولين من البلدين محادثاتهم في واشنطن، حيث اتفق الطرفان على تطوير احتياطيات النفط.

ويتضمن الاتفاق خفض ما يُعرف بالرسوم الجمركية المتبادلة، خصوصًا على الصادرات الباكستانية، وفق بيان صادر عن وزارة المالية الباكستانية اليوم الخميس، دون أن يكشف أي من الجانبين عن تفاصيل هذه الرسوم.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور على منصة «تروث سوشيال»، إن البلدين «سيعملان معًا على تطوير احتياطيات النفط الضخمة»، مضيفًا أن المسؤولين بصدد اختيار شركة لقيادة الشراكة.

وأوضحت وزارة المالية الباكستانية أن الاتفاق سيحفز الاستثمارات الأميركية في البنية التحتية الباكستانية، إلى جانب تعميق الروابط السوقية بين الجانبين.

وأغلق المؤشر القياسي لبورصة باكستان مرتفعًا بنسبة 0.6%، مع تسجيل شركات استكشاف الطاقة مكاسب بارزة.

وتشهد العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن مؤشرات على التحسن بعد فترة طويلة من التوترات. وكان الرئيس ترامب قد استقبل رئيس أركان الجيش الباكستاني، المارشال عاصم منير، في محادثات نادرة بالبيت الأبيض في يونيو الماضي.

وقال وزير المالية الباكستاني محمد أورانغزيب، في رسالة مصورة عقب توقيع الاتفاق، إن بلاده ستواصل ضمان أن «التجارة والاستثمار يسيران جنبًا إلى جنب»، مشيرًا إلى أن الاستثمارات ستمتد لاحقًا إلى قطاعات أخرى تشمل المعادن والتعدين، وتكنولوجيا المعلومات، والبنية التحتية الرقمية.

وتعد الولايات المتحدة واحدة من أبرز وجهات الصادرات الباكستانية، حيث عرضت إسلام آباد زيادة الواردات الأميركية، خاصة من القطن وفول الصويا. وبلغت قيمة الصادرات الباكستانية إلى الولايات المتحدة أكثر من 5 مليارات دولار بحلول 2024، فيما بلغت الواردات نحو 2.1 مليار دولار.

وقال أنكور شوكلا، المحلل في “بلومبرج إيكونوميكس”، إن باكستان قد تكون الأكثر استفادة بين دول جنوب آسيا إذا تم خفض الرسوم الجمركية على صادراتها، مضيفًا: “هذا يعني أن صادراتها ستتمتع بميزة تنافسية”.

وكانت إدارة ترامب قد فرضت رسومًا جمركية أولية بنسبة 29% على الصادرات الباكستانية إلى الولايات المتحدة. فيما تواجه بقية دول جنوب آسيا رسومًا تتراوح بين 25% و35% بعد المفاوضات، وفقًا لشوكلا.

وتُقدّر احتياطيات النفط في باكستان بنحو 238 مليون برميل في عام 2024. وكانت شركة “إكسون موبيل” قد حاولت قبل ست سنوات، ضمن مشروع مشترك، التنقيب عن النفط والغاز في موقع بحري في باكستان لكنها لم تعثر على أي احتياطيات.

كما أعربت الولايات المتحدة عن اهتمامها بالقطاعات الصاعدة مثل العملات الرقمية، فيما تخطط باكستان لتقنين وتنظيم الأصول الرقمية مع ازدياد الاهتمام بها في الأسواق الآسيوية الرئيسية عقب أجندة ترامب المؤيدة للعملات المشفرة، بحسب ما ذكرته بلومبرج.