نائب رئيس أفريكسيم بنك: الرقمنة والذكاء الاصطناعي مفتاح تقوية التجارة البينية بأفريقيا بواسطة فاطمة إبراهيم 26 يونيو 2025 | 6:35 م كتب فاطمة إبراهيم 26 يونيو 2025 | 6:35 م النشر FacebookTwitterPinterestLinkedinWhatsappTelegramEmail 16 أكد هيثم المعايرجي، النائب التنفيذي لرئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (أفريكسيم بنك) للتجارة العالمية، أن التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحا عنصرين أساسيين في تعزيز التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، إلى جانب دفع جهود الإدماج المالي في القارة. وأوضح أن المنصات الرقمية التي تم تطويرها في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية باتت فاعلة وتتوسع بوتيرة متسارعة، مشيرًا إلى أن القارة تشهد بوادر تحول رقمي شامل. إقرأ أيضاً أفريكسيم بنك يتوقع نمو اقتصاد أفريقيا بنسبة 4% خلال 2025 أفريكسيم بنك يستهدف ضخ 40 مليار دولار لتمويل التجارة بحلول 2026 أفريكسيم بنك: تجارة السلع في أفريقيا ارتفعت بـ13.9% لـ1.5 تريليون دولار خلال 2024 وسلّط المعايرجي، الضوء خلال كلمته ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (افريكسيم بنك)، على تجارب ناجحة في هذا الإطار، من بينها استخدام منصات التجارة الإلكترونية في نيجيريا، واعتماد أنظمة الجمارك المؤتمتة في مصر لتقليص فترات التخليص الجمركي، إلى جانب توظيف تقنيات تعلم الآلة في كينيا لتوسيع نطاق التمويل التجاري ليشمل المؤسسات الصغيرة والمستبعدين تقليديًا من النظام المالي الرسمي. وقال إن “هذه الابتكارات توصلنا إلى حقيقة محورية: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية لا يقومان فقط برقمنة التجارة، بل يساهمان أيضًا في ديمقراطيتها”، موضحًا أن هذه التقنيات تقلل من الوقت اللازم لمعالجة المستندات، وتحدّ من الأخطاء البشرية، وتكشف المخاطر الامتثالية فورًا، وتُسهم في تقييم المخاطر بذكاء وعلى نطاق واسع. وأشار إلى تحدٍ رئيسي تواجهه القارة، يتمثل في وصول السفن إلى الموانئ قبل وصول مستندات التخليص إلى البنوك، مؤكدًا أن الرقمنة تمثل الحل الأمثل لهذه المشكلة، قائلاً: “علينا أن نكون في موقع القيادة لهذا التحول”. وأكد جهود البنك في دعم الابتكار على المدى الطويل، من خلال “مختبر الابتكار” التابع له، والذي يجمع نخبة من علماء البيانات والمبتكرين وواضعي السياسات في أفريقيا لتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، في مجالات تشمل الهوية الرقمية، والخدمات اللوجستية، وتقييم الجدارة الائتمانية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وذلك ضمن إطار موحد وآمن لتبادل البيانات بين الدول الأفريقية. وأضاف: “من دون بيانات موثوقة، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي مهامه، وستظل التجارة الرقمية في حالة من الجمود”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن أفريقيا تمتلك فرصة فريدة لتجاوز البنى التحتية التقليدية القديمة، والتوجه مباشرة إلى أنظمة ذكية قائمة على السحابة، ومتوافقة مع مبدأ التشغيل البيني، في ظل ريادة القارة واعتمادها الكبير على الهواتف المحمولة. وشدد المعيرجي، على أن الإدماج المالي المدعوم بالتكنولوجيا يحمل إمكانات هائلة لتحفيز التحول الاقتصادي في أفريقيا، من خلال توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية، وتمكين المشروعات الصغيرة، ودمج الاقتصاد غير الرسمي في منظومة أكثر تنظيمًا ونموًا، مما ينعكس على خفض تكاليف المعاملات، وزيادة فرص العمل، لا سيما في قطاع الخدمات الرقمية، إلى جانب تحسين الأداء في قطاعات الزراعة والخدمات اللوجستية. ولفت إلى أن تحقيق هذا التحول يتطلب أكثر من الطموح؛ إذ يستلزم تطوير بنية تحتية متكاملة تشمل الكهرباء المستقرة، والإنترنت عالي السرعة، ومراكز البيانات، بالإضافة إلى وجود سياسات ذكية، وحوكمة فعالة للبيانات، ومراكز ابتكار، وشراكات استراتيجية. وأشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة القارية تمثل “الرؤية”، في حين تُعد تقنيات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية “الأدوات”، فيما تمثل منصات مثل “بوابة التجارة الأفريقية” (Africa Trade Gateway) البنية التحتية اللازمة لدمج هذه العناصر ضمن منظومة موحدة. وتابع: “السؤال لم يعد حول ما إذا كانت الأدوات متاحة، بل حول ما إذا كنا سنستخدمها بشكل جماعي وعاجل لبناء أفريقيا التي نستحقها. وكما يُقال: الغد ملك لمن يستعد له اليوم.” ودعا المعايرجي جميع المصدرين والمستوردين ومزودي الحلول المالية إلى الانضمام إلى منصة موحدة تمثل الأساس الرقمي للتجارة في القارة، مؤكدًا: “قد نكون فاتتنا الثورة الصناعية، لكن لا ينبغي أن نفوّت ثورة الذكاء الاصطناعي. فالمستقبل يكمن في تصدير الإلكترونات (الخدمات الرقمية) وليس الجزيئات (الخدمات المعبأة).” وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والرقمنة يعيدان تشكيل مشهد التجارة، الذي ظل لعقود طويلة يعتمد على الورق ويقاوم الأتمتة، إلا أن هذا الواقع بدأ يتغير بسرعة، مشيرًا إلى أن أفريكسيم بنك يواصل دعم هذا التوجه من خلال تطوير المنصات الرقمية والتأثير في السياسات المرتبطة باتفاقية التجارة الحرة. اللينك المختصرللمقال: https://amwalalghad.com/47n6 أفريكسيم بنكالاجتماعات السنوية لأفريكسيم بنكهيثم المعايرجي